عكرمة بن عبد الله البربري مولى ابن عباس(25 - 105 هـ = 645 - 723 م)
عكرمة بن عبد الله البربري مولى ابن عباس(25 - 105 هـ = 645 - 723 م)
شرح حال عبد الله بن عباس(3 ق هـ - 68 هـ = 619 - 687 م)
شرح حال عكرمة بن خالد(000 - 114 هـ = 000 - 732 م)
قول الامام الباقر علیه السلام لو ادرکت عکرمة
الأعلام للزركلي (4/ 244)
عِكْرمة البَرْبَري
(25 - 105 هـ = 645 - 723 م)
عكرمة بن عبد الله البربري المدني، أبو عبد الله، مولى عبد الله بن عباس: تابعي، كان من أعلم الناس بالتفسير والمغازي. طاف البلدان، وروى عنه زهاء ثلاثمائة رجل، منهم أكثر من سبعين تابعيا. وذهب إلى نجد الحروري، فأقام عند ستة أشهر، ثم كان يحدث برأي نجدة. وخرج إلى بلاد المغرب، فأخذ عنه أهلها رأي " الصفرية " وعاد إلى المدينة، فطلبه أميرها، فتغيب عنه حتى مات. وكانت وفاته بالمدينة هو و " كثير عزة " في يوم واحد فقيل: مات أعلم الناس وأشعر الناس (1) .
الاسم : عكرمة القرشى الهاشمى ، أبو عبد الله المدنى ، مولى عبد الله بن عباس ( أصله من البربر من أهل المغرب )
الطبقة : 3 : من الوسطى من التابعين
الوفاة : 104 هـ و قيل بعد ذلك بـ المدينة
روى له : خ م د ت س ق ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر : ثقة ثبت عالم بالتفسير ، لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر و لا تثبت عنه بدعة
رتبته عند الذهبي : ثبت لكنه أباضى يرى السيف ، روى له مسلم مقرونا ، و تحايده مالك
قال المزي في تهذيب الكمال :
( خ م د ت س ق ) : عكرمة القرشى الهاشمى ، أبو عبد الله المدنى ، مولى عبد الله ابن عباس ، أصله من البربر من أهل المغرب ، كان لحصين بن أبى الحر العنبرى
فوهبه لعبد الله بن عباس حين جاء واليا على البصرة لعلى بن أبى طالب . اهـ .
و قال المزى :
قال حرمى بن عمارة ، عن عبد الرحمن بن حسان : سمعت عكرمة ، يقول : طلبت العلم أربعين سنة ، و كنت أفتى بالباب و ابن عباس فى الدار .
و قال الزبير بن الخريت ، عن عكرمة : كان ابن عباس يضع فى رجلى الكل على تعليم
القرآن و السنن .
و قال يزيد النحوى عن عكرمة : قال ابن عباس : انطلق فأفت الناس و أنا لك عون .
قال : قلت : لو أن هذا الناس مثلهم مرتين لأفتيتهم . قال : انطلق فأفتهم ، فمن جاءك يسألك عما يعنيه فأفته ، و من سألك عما لا يعنيه فلا تفته ، فإنك تطرح ثلثى مؤنة الناس .
و قال على بن عياش الحمصى ، عن عبد الحميد بن بهرام : رأيت عكرمة أبيض اللحية عليه عمامة بيضاء طرفها بين كتفيه قد أدارها تحت لحيته ، و قميصه إلى الكعبين ، و كان رداؤه أبيض ، و قدم على بلال بن مرداس الفزارى ، و كان على المدائن فأجازه بثلاثة آلاف ، فقبضها منه .
و قال أبو سعيد بن يونس : عكرمة من سكان المدينة ، و قد كان سكن مكة ، قدم مصر و نزل على عبد الرحمن بن الجساس الغافقى ، و صار إلى أفريقية .
و قال عباس بن مصعب المروزى : كان أعلم شاكر دى ابن عباس بالتفسير ، و كان يدور البلدان يتعرض ، و قدم مرو على مخلد بن يزيد بن المهلب ، و كان يجلس فى السراجين فى دكان أبى سلمة السراج المغيرة بن مسلم فحمله على بغلة خضراء .
و قال أبو تميلة عن ضماد بن عامر القسملى عن الفرزدق بن جواس الحمانى : كنا مع شهر بن حوشب بجرجان فقدم علينا عكرمة ، فقلنا لشهر : ألا نأتيه ؟ فقال : إيتوه فإنه لم تكن أمة إلا كان لها حبر ، وإن مولى ابن عباس حبر هذه الأمة .
و قال إسماعيل بن عبد الكريم ، عن عبد الصمد بن معقل : لما قدم عكرمة الجند أهدى له طاووس نجيبا بستين دينارا ، فقيل لطاووس : ما يصنع هذا العبد بنجيب بستين دينارا ؟ فقال : أترونى لا أشترى علم ابن عباس لعبد الله بن طاووس بستين دينارا .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : مات ابن عباس و عكرمة عبد لم يعتقه ،
فباعه على بن عبد الله بن عباس ، فقيل له : تبيع علم أبيك ؟ ! فاسترده .
و قال الواقدى ، عن أبى بكر بن أبى سبرة : باع على بن عبد الله بن عباس عكرمة
من خالد بن يزيد بن معاوية بأربعة آلاف دينار ، فاستقاله فأقاله ، و أعتقه .
و قال داود بن أبى هند ، عن عكرمة : قرأ ابن عباس هذه الآية : * ( لم تعظون قوما
الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا ) * . قال ابن عباس : لم أدر أنجا القوم أم
هلكوا ؟ قال : فما زلت أبين له أبصره حتى عرف أنهم قد نجوا ، قال : فكسانى حلة
.
و قال محمد بن فضيل ، عن عثمان بن حكيم : كنت جالسا مع أبى أمامة بن سهل بن
حنيف إذ جاء عكرمة ، فقال : يا أبا أمامة أذكرك الله هل سمعت ابن عباس يقول :
ما حدثكم عنى عكرمة فصدقوه ، فإنه لم يكذب على ؟ فقال أبو أمامة : نعم .
و قال أيوب عن عمرو بن دينار : دفع إلى جابر بن زيد مسائل أسأل عنها عكرمة
و جعل يقول : هذا عكرمة مولى ابن عباس ، هذا البحر فسلوه .
و قال سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار : سمعت أبا الشعثاء يقول : هذا عكرمة
مولى ابن عباس ، هذا أعلم الناس . قال سفيان : الوجه الذى غلبه فيه عكرمة
المغازى ، و كان إذا تكلم فسمعه إنسان قال : كأنه مشرف عليهم يراهم .
و قال جرير بن عبد الحميد ، عن مغيرة : قيل لسعيد بن جبير : تعلم أحدا أعلم منك
قال : نعم ، عكرمة .
و قال مصعب بن عبد الله الزبيرى : تزوج عكرمة أم سعيد بن جبير ، فلما قتل سعيد
ابن جبير ، قال إبراهيم : ما خلف بعده مثله .
و قال إسماعيل بن أبى خالد : سمعت الشعبى يقول : ما بقى أحد أعلم بكتاب الله من
عكرمة .
و قال سلام بن مسكين ، عن قتادة : أعلم الناس بالحلال و الحرام الحسن ،
و أعلمهم بالمناسك عطاء ، و أعلمهم بالتفسير عكرمة .
و قال سعيد بن أبى عروبة ، عن قتادة : كان أعلم التابعين أربعة : كان عطاء بن
أبى رباح أعلمهم بالمناسك ، و كان سعيد بن جبير أعلمهم بالتفسير ، و كان عكرمة
أعلمهم بسيرة النبى صلى الله عليه وسلم ، و كان الحسن أعلمهم بالحلال و الحرام
.
و قال حاتم بن وردان ، عن أيوب : اجتمع حفاظ ابن عباس فيهم سعيد بن جبير و عطاء
و طاووس على عكرمة ، فقعدوا فجلسوا يسألونه عن حديث ابن عباس ، قال : و كلما
حدثهم حديثا ، قال سعيد بن جبير هكذا ، فعقد ثلاثين ، حتى سئل عن الحوت ، فقال
عكرمة : كان يسايرهما فى ضحضاح من الماء فقال سعيد : أشهد على ابن عباس أنه قال
: كانا يحملانه فى مكتل ، فقال أيوب : أراه كان يقول القولين جميعا .
و قال هشيم عن أبى بكر الهذلى : قلت للزهرى : إن عكرمة و سعيد بن جبير اختلفا
فى رجل من المستهزئين ، فقال سعيد : الحارث بن غيطلة ، و قال عكرمة : الحارث بن
قيس ، فقال : صدقا جميعا كانت أمه تدعى غيطلة ، و كان أبوه يدعى قيسا .
و قال يحيى بن الضريس عن أبى سنان ، عن حبيب بن أبى ثابت : اجتمع عندى خمسة لا
يجتمع عندى مثلهم أبدا : عطاء ، و طاووس ، و مجاهد ، و سعيد بن جبير ، و عكرمة
، فأقبل مجاهد و سعيد بن جبير يلقيان على عكرمة التفسير ، فلم يسألاه عن آية إلا فسرها لهما ، فلما نفد ما عندهما جعل يقول : أنزلت آية كذا فى كذا ،
و أنزلت آية كذا فى كذا ، قال : ثم دخلوا الحمام ليلا .
و قال على ابن المدينى : سمعت يحيى بن سعيد يقول : أصحاب ابن عباس ستة : مجاهد
، و طاووس ، و عطاء ، و سعيد بن جبير ، و عكرمة ، و جابر بن زيد .
و قال سفيان بن عيينة : سمعت أيوب يقول : لو قلت لك إن الحسن ترك كثيرا من
التفسير حين دخل علينا عكرمة البصرة حتى خرج منها لصدقت .
و قال زيد بن الحباب : سمعت سفيان الثورى يقول بالكوفة : خذوا التفسير عن أربعة عن : سعيد بن جبير ، و مجاهد ، و عكرمة ، و الضحاك .
و قال إسماعيل ابن علية ، عن أيوب : قال عكرمة : إنى لأخرج إلى السوق فأسمع
الرجل يتكلم بالكلمة فينفتح لى خمسون بابا من العلم .
و قال يحيى بن أيوب المصرى : قال لى ابن جريج : قدم عليكم عكرمة ؟ قال : قلت :
بلى . قال : فكتبتم عنه ؟ قلت : لا . قال : فاتكم ثلثا العلم .
و قال غسان بن مضر ، عن أبى سلمة سعيد بن يزيد : سمعت عكرمة يقول : ما لكم لا
تسألونى أفلستم ؟
و قال أمية بن شبل عن معمر عن أيوب : قدم علينا عكرمة مولى ابن عباس ، فاجتمع الناس عليه حتى أصعد فوق ظهر بيت .
و قال عبد الرزاق عن معمر عن أيوب : كنت أريد أن أرحل إلى عكرمة إلى أفق من
الآفاق ، فإنى لفى سوق البصرة إذا رجل على حمار ، فقيل لى : عكرمة ، قال :
و اجتمع الناس إليه ، قال : فقمت إليه ، فما قدرت على شىء أسأله عنه ، ذهبت منى
المسائل ، فقمت إلى جنب حماره ، فجعل الناس يسألونه ، و أنا أحفظ .
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة عن يحيى بن معين : حدثنى من سمع حماد بن زيد يقول :
سمعت أيوب و سئل عن عكرمة كيف هو ؟ فقال أيوب : لو لم يكن عندى ثقة لم أكتب عنه
.
و قال سليمان بن حرب ، عن حماد بن زيد : قيل لأيوب : أكنتم أو كانوا يتهمون عكرمة ؟ قال : أما أنا فلم أكن أتهمه .
و قال الأعمش عن حبيب بن أبى ثابت : مر عكرمة بعطاء و سعيد بن جبير ، فحدثهم ،
فلما قام ، قلت لهما : تنكران مما حدث شيئا ؟ قالا : لا .
و قال شيبان بن عبد الرحمن ، عن أبى إسحاق : سمعت سعيد بن جبير يقول : إنكم
لتحدثون عن عكرمة بأحاديث لو كنت عنده ما حدث بها . قال : فجاء عكرمة فحدث بتلك
الأحاديث كلها ، قال : و القوم سكوت ، فما تكلم سعيد ، قال : ثم قام عكرمة ،
فقالوا : يا أبا عبد الله ما شأنك ؟ قال : فعقد ثلاثين ، و قال : أصاب الحديث .
و قال حماد بن زيد ، عن أيوب : قال عكرمة : أرأيت هؤلاء الذين يكذبونى من خلفى
أفلا تكذبونى فى وجهى ؟ فإذا كذبونى فى وجهى ، فقد والله كذبونى .
و قال حجاج الصواف ، عن أرطاة بن أبى أرطاة : أنه سمع عكرمة يحدث القوم و فيهم
سعيد بن جبير و غيره من أهل المدينة ، قال : إن للعلم ثمنا فأعطوه ثمنه ، قالوا
: و ما ثمنه يا أبا عبد الله ؟ قال : ثمنه أن يضعه عند من يحسن حفظه ، و لا
يضيعه .
و قال سليمان الأحول : لقيت عكرمة و معه ابن له ، فقلت له : أيحفظ هذا من
حديثك شيئا ؟ فقال : إنه يقال : إن أزهد الناس فى عالم أهله .
و قال القاسم بن الفضل الحدانى ، عن زياد بن مخراق : كتب الحجاج بن يوسف إلى
عثمان بن حيان : سل عكرمة مولى ابن عباس عن يوم القيامة ، أم من الدنيا هو ، أم
من الآخرة ؟ فسأله ، فقال عكرمة : صدر ذلك اليوم من الدنيا و آخره من الآخرة .
و قال حماد بن زيد ، عن أيوب : سمعت رجلا قال لعكرمة : فلان يسبنى فى النوم ،
قال : اضرب ظله ثمانين !
و قال الأصمعى ، عن أبى جميع ، عن أبى يزيد المدنى : كان عكرمة إذا رأى السؤال
يوم الجمعة سبهم ، فقلت له : ما تريد منهم ؟ فقال : كان ابن عباس يسبهم إذا رآهم ، فقلت له كما قلت لى ، فقال : إنهم لا يشهدون للمسلمين عيدا و لا جمعة إلا للمسألة و الأذى ، فإذا كانت رغبة الناس إلى الله كانت رغبتهم إلى الناس .
و قال أبو شهاب الحناط عن حميد الطويل ، عن عكرمة أنه ذكر عنده أنه يكره للصائم
الحجامة ، قال : أفلا تكره له الخرات .
و قال عمرو بن خالد الحرانى عن ابن لهيعة : قال أبو الأسود : أنا أول من هيج
عكرمة على السير إلى أفريقية ، قلت له : أنا أعرف قوما لو أتيتهم ، قال
أبو الأسود : فلقينى جليس له ، فقال : هو ذا عكرمة يتجهز إلى أفريقية . قال :
فلما قدم عليهم اتهموه ، قال : و كان قليل العقل خفيفا ، كان قد سمع الحديث من رجلين ، و كان إذا سئل حدث به عن رجل ثم يسأل عنه بعد ذلك ، فيحدث به عن الآخر و كانوا يقولون : ما أكذبه ، فشكوا ذلك إلى إسماعيل بن عبيد الأنصارى ، و كان له فضل و ورع ، فقال : لا بأس به أنا أشفيكم منه ، فبعث إليه ، فقال له : كيف سمعت ابن عباس يقول فى كذا و كذا ، فقال : كذا و كذا . فقال إسماعيل : صدقت سألت عنها ابن عباس ، فقال : هكذا . قال ابن لهيعة : و كان يحدث برأى نجدة
الحرورى ، و أتاه فأقام عنده ستة أشهر ، ثم أتى ابن عباس فسلم عليه فقال ابن عباس : قد جاء الخبيث .
و قال سعيد بن أبى مريم عن ابن لهيعة ، عن أبى الأسود : كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب ، و ذلك أنى قدمت من مصر إلى المدينة ، فلقينى عكرمة ،
و ساءلنى عن أهل المغرب ، فأخبرته بغفلتهم ، قال : فخرج إليهم ، و كان أول ما
أحدث فيهم رأى الصفرية .
و قال يعقوب بن سفيان : سمعت ابن بكير يقول : قدم عكرمة مصر ، و هو يريد المغرب و نزل هذه الدار ، و أومأ إلى دار إلى جانب دار ابن بكير ، و خرج إلى المغرب ، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا .
و قال على ابن المدينى : كان عكرمة يرى رأى نجدة الحرورى .
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة : سمعت يحيى بن معين يقول : إنما لم يذكر مالك بن
أنس عكرمة ، لأن عكرمة كان ينتحل رأى الصفرية .
و قال عمر بن قيس المكى ، عن عطاء : كان عكرمة أباضيا .
و قال الحسن بن عطية القرشى الكوفى : سمعت أبا مريم يقول : كان عكرمة بيهسيا .
و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى : سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة ، قال : كان
يرى رأى الأباضية ، فقال : يقال : إنه كان صفريا ، قال : قلت لأحمد بن حنبل :
كان عكرمة أتى البربر ؟ قال : نعم ، و أتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم .
و قال على ابن المدينى : حكى عن يعقوب الحضرمى عن جده قال : وقف عكرمة على باب المسجد ، فقال : ما فيه إلا كافر ، قال : و كان عكرمة يرى رأى الأباضية .
و قال خلاد بن سليمان الحضرمى ، عن خالد بن أبى عمران : دخل علينا عكرمة مولى ابن عباس بأفريقية فى وقت الموسم ، فقال : وددت أنى اليوم بالموسم ، بيدى حربة أضرب بها يمينا و شمالا ، و فى رواية : فأعترض بها من شهد الموسم ، قال خالد : فمن يومئذ رفض به أهل أفريقية .
و قال مصعب بن عبد الله الزبيرى : كان عكرمة يرى رأى الخوارج ، و ادعى على
عبد الله بن عباس أنه كان يرى رأى الخوارج .
و قال أبو خلف عبد الله بن عيسى الخراز عن يحيى البكاء : سمعت ابن عمر يقول لنافع : اتق الله ويحك يا نافع ، و لا تكذب على كما كذب عكرمة على ابن عباس ،
كما أحل الصرف ، و أسلم ابنه صيرفيا .
و قال إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيب : أنه كان يقول لغلام له يقال له برد : يا برد لا تكذب على كما يكذب عكرمة على ابن عباس .
و قال إسحاق بن عيسى ابن الطباع : سألت مالك بن أنس ، قلت : أبلغك أن ابن عمر ، قال لنافع : لا تكذب على كما كذب عكرمة على عبد الله بن عباس ؟ قال : لا ،
و لكن بلغنى أن سعيد بن المسيب قال ذلك لبرد مولاه .
و قال جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبى زياد : دخلت على على بن عبد الله بن عباس و عكرمة مقيد على باب الحش ، قال : قلت : ما لهذا كذا ؟ قال : إنه يكذب على أبى .
و قال هشام بن سعد ، عن عطاء الخراسانى : قلت لسعيد بن المسيب : إن عكرمة مولى
ابن عباس يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة و هو محرم ، فقال :
كذب مخبثان اذهب إليه فسبه ، سأحدثك : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و هو
محرم ، فلما حل تزوجها .
و قال شعبة عن عمرو بن مرة : سأل رجل سعيد بن المسيب عن آية من القرآن ، فقال : لا تسألنى عن القرآن ، و سل عنه من يزعم أنه لا يخفى عنه منه شىء ، يعنى :
عكرمة .
و قال فطر بن خليفة : قلت لعطاء : إن عكرمة يقول : قال ابن عباس : سبق الكتاب المسح على الخفين ، فقال : كذب عكرمة ، سمعت ابن عباس يقول : امسح على الخفين ، و إن خرجت من الخلاء .
و قال مسلم بن خالد الزنجى عن عبد الله بن عثمان بن خثيم : أنه كان جالسا مع سعيد بن جبير فمر به عكرمة ، و معه ناس ، فقال لنا سعيد بن جبير : قوموا إليه ، فاسألوه ، و احفظوا ما تسألون عنه و ما يجيبكم . فقمنا إلى عكرمة ، فسألناه عن أشياء فأجابنا فيها ، ثم أتينا سعيد بن جبير ، فأخبرناه ، فقال : كذب .
و قال بشر بن المفضل ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم : سألت عكرمة أنا
و عبد الله بن سعيد عن قوله تعالى : * ( و النخل باسقات لها طلع نضيد ) * ، قال :
بسوقها كبسوق النساء عند ولادتها . قال : فرجعت إلى سعيد بن جبير ، فذكرت ذلك
له ، فقال : كذب ، بسوقها : طولها .
و قال إسرائيل عن عبد الكريم الجزرى ، عن عكرمة : أنه كره كراء الأرض . قال : فذكرت ذلك لسعيد بن جبير ، فقال : كذب عكرمة ، سمعت ابن عباس يقول : إن أمثل ما أنتم صانعون استئجار الأرض البيضاء سنة بسنة .
و قال مسلم بن إبراهيم ، عن الصلت بن دينار أبى شعيب المجنون : سألت محمد بن
سيرين عن عكرمة ، فقال : ما يسوءنى أنه يكون من أهل الجنة ، و لكنه كذاب .
و قال عارم ، عن الصلت بن دينار : قلت لمحمد بن سيرين : إن عكرمة يؤذينا ،
و يسمعنا ما نكره . قال : فقال كلاما فيه لين ، أسأل الله أن يميته و يريحنا
منه .
و قال وهيب بن خالد : سمعت يحيى بن سعيد الأنصارى و أيوب ذكر عكرمة ، فقال يحيى
: كان كذابا ، و قال أيوب : لم يكن بكذاب .
و قال أبو بكر الإسماعيلى ، عن عمران بن موسى السختيانى ، عن إبراهيم بن المنذر
الحزامى ، عن هشام بن عبد الله بن عكرمة المخزومى : سمعت ابن أبى ذئب يقول : رأيت عكرمة مولى ابن عباس ، و كان غير ثقة .
و قال أبو جعفر العقيلى عن محمد بن رزيق بن جامع المدينى عن إبراهيم بن المنذر عن هشام بن عبد الله ، عن ابن أبى ذئب : كان عكرمة مولى ابن عباس ثقة ، فالله أعلم .
و قال ضمرة بن ربيعة ، عن رجاء بن أبى سلمة : سمعت ابن عون يقول : ما تركوا
أيوب حتى استخرجوا منه ما لم يكن يريد ، يعنى : الحديث عن عكرمة .
و قال ضمرة أيضا : قيل لداود بن أبى هند : تروى عن عكرمة ؟ قال : هذا عمل أيوب قال : عكرمة ، فقلنا : عكرمة !
و قال إبراهيم بن المنذر الحزامى ، عن معن بن عيسى و مطرف بن عبد الله المدنى
و محمد بن الضحاك الحزامى ، قالوا : كان مالك لا يرى عكرمة ثقة ، و يأمر أن لا يؤخذ عنه .
و قال عباس الدورى : عن يحيى بن معين : كان مالك بن أنس يكره عكرمة ، قلت : فقد روى عن رجل عنه ؟ قال : نعم ، شىء يسير .
و قال محمد بن على ابن المدينى : سمعت أبى يقول : لم يسم مالك عكرمة فى شىء من كتبه إلا فى حديث ثور عن عكرمة عن ابن عباس فى الرجل يصيب أهله ـ يعنى و هو محرم ـ قال : يصوم و يهدى ، فكأنه ذهب إلى أنه يرى رأى الخوارج ، و كان يقول فى
كتبه : رجل .
و قال الربيع بن سليمان عن الشافعى : و هو ـ يعنى : مالك بن أنس ـ سىء الرأى فى عكرمة ، قال : لا أرى لأحد أن يقبل حديثه .
و قال حنبل بن إسحاق ، عن أحمد بن حنبل : عكرمة ـ يعنى : ابن خالد المخزومى ـ أوثق من عكرمة مولى ابن عباس .
و قال أيضا : سمعت أبا عبد الله ، قال : عكرمة مضطرب الحديث ـ مختلف عنه ، و ما أدرى .
و قال أيوب عن قتادة : ما حفظت عن عكرمة إلا بيت شعر .
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة : رأيت فى كتاب على ابن المدينى : سمعت يحيى بن
سعيد يقول : حدثونى ، والله ، عن أيوب أنه ذكر له أن عكرمة لا يحسن الصلاة ،
قال أيوب : و كان يصلى .
و قال الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب : رأيت عكرمة قد أقيم قائما فى لعب النرد
.
و قال الحسن بن على الخلال : سمعت يزيد بن هارون يقول : قدم عكرمة البصرة ،
فأتاه أيوب ، و سليمان التيمى ، و يونس بن عبيد ، فبينما هو يحدثهم إذ سمع صوت
غناء ، فقال عكرمة : أمسكوا ، ثم قال : قاتله الله لقد أجاد أو قال : ما أجود
ما غنى . قال : فأما سليمان و يونس فلم يعاودا إليه و عاد إليه أيوب . قال يزيد
: و قد أحسن أيوب .
و قال أحمد بن سليمان ، عن إسماعيل ابن علية : ذكر أيوب عكرمة ، فقال : كان
قليل العقل ; أتيناه يوما فقال : والله لأحدثنكم ، فمكثنا ساعة ، فجعل يحدثنا ،
ثم قال : أيحسن حسنكم مثل هذا ؟ قال : و بينا أنا عنده يوما و هو يحدثنا إذ رأى أعرابيا ، فقال : هاه ألم أرك بأرض الجزيرة أو غيرها ؟ فأقبل عليه و تركنا !
و قال شبابة بن سوار عن المغيرة بن مسلم : لما قدم عكرمة خراسان ، قال
أبو مجلز : سلوه ما جلاجل الحاج ؟ قال : فسئل عكرمة عن ذلك . فقال : و أنى هذا
بهذه الأرض جلاجل الحاج : الإفاضة . قال : فقيل لأبى مجلز ، فقال : صدق .
و قال شبابة أيضا : أخبرنى أبو الطيب موسى بن يسار ، قال : رأيت عكرمة جائيا من
سمرقند ، و هو على حمار تحته جوالقان فيهما حرير أجازه بذلك عامل سمرقند ،
و معه غلام . قال : و سمعت عكرمة بسمرقند ، و قيل له : ما جاء بك إلى هذه
البلاد ؟ قال : الحاجة .
و قال عبد العزيز بن أبى رواد : قلت لعكرمة : تركت الحرمين و جئت إلى خراسان ؟
قال : أسعى على بناتى .
و قال عمران بن حدير : تناول عكرمة عمامة له خلقا ، فقال رجل : ما تريد إلى هذه
العمامة ، عندنا عمائم نرسل إليك بواحدة ، قال : أنا لا آخذ من الناس شيئا إنما
آخذ من الأمراء .
و قال الأعمش عن إبراهيم : لقيت عكرمة ، فسألته عن البطشة الكبرى ، قال : يوم
القيامة . فقلت : إن عبد الله كان يقول : يوم بدر . فأخبرنى من سأله بعد ذلك
فقال : يوم بدر .
و قال عباس بن حماد بن زائدة ، عن عثمان بن مرة : قلت للقاسم : إن عكرمة مولى
ابن عباس ، قال : حدثنا ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن
المزفت و النقير و الدباء و الحنتم و الجرار ، قال : يا ابن أخى ، إن عكرمة
كذاب يحدث غدوة حديثا يخالفه عشية . رواه روح بن عبادة عن عثمان بن مرة نحوه .
و قال مسلم بن الحجاج : حدثنا إبراهيم بن خالد اليشكرى ، قال : حدثنا
أبو الوليد الطيالسى ، عن القاسم بن معن بن عبد الرحمن ، قال : حدثنى أبى ، عن
عبد الرحمن ، قال : حدث عكرمة بحديث ، فقال : سمعت ابن عباس يقول كذا و كذا ،
قال : فقلت يا غلام هات الدواة و القرطاس ؟ فقال : أعجبك ؟ قلت : نعم . قال :
تريد أن تكتبه ؟ قلت : نعم . قال : إنما قلته برأيى .
و قال أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز : قال خالد بن يزيد
ابن معاوية فى عكرمة مولى ابن عباس : نعم صاحب رجل عالم ، و بئس صاحب رجل جاهل
، أما العالم فيأخذ ما يعرف ، و أما الجاهل فيأخذ كل ما سمع . قال سعيد : و كان
عكرمة يحدث بالحديث ، ثم يقول فى نفسه : إن كان كذلك .
و قال محمد بن عبد الرحمن الدغولى : حدثنا أبو وهب أحمد بن أبى زهير المروزى ،
قال : حدثنا النضر بن شميل ، قال : حدثنا سالم أبو عتاب من أهل البصرة ، قال :
كنت أطوف أنا و بكر بن عبد الله المزنى ، فضحك بكر ، فقال له صاحب لى : ما
يضحكك يا أبا عبد الله ؟ قال : العجب من أهل البصرة أن عكرمة حدثهم ـ يعنى : عن
ابن عباس ـ فى تحليل الصرف . قال : كان عكرمة حدثهم أنه أحله فأنا أشهد أنه صدق
، و لكنى أقيم خمسين من أشياخ المهاجرين و الأنصار يشهدون أنه انتفى منه .
و قال معتمر بن سليمان عن أبيه : قيل لطاووس : إن عكرمة يقول : لا يدافعن أحدكم
الغائط و البول فى الصلاة أو كلاما هذا معناه ، فقال طاووس : المسكين لو اقتصر
على ما سمع ، كان قد سمع علما .
و قال حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن إبراهيم بن ميسرة ، عن طاووس : لو أن مولى
ابن عباس اتقى الله و كف من حديثه لشدت إليه المطايا .
و قال أحمد بن منصور المروزى عن أحمد بن زهير : عكرمة أثبت الناس فيما يروى ،
و لم يحدث عمن دونه أو مثله ، حديثه أكثره عن الصحابة .
و قال أبو طالب عن أحمد بن حنبل : قال خالد الحذاء : كل ما قال محمد بن سيرين :
" نبئت عن ابن عباس " فإنما رواه عن عكرمة .
زاد غيره : لقيه بالكوفة أمام المختار . قلت : لم يكن يسمى عكرمة ؟ قال : لا
محمد ، و لا مالك ، لا يسمونه فى الحديث إلا أن مالكا قد سماه فى حديث واحد .
قلت : ما كان شأنه ؟ قال : كان من أعلم الناس و لكنه كان يرى رأى الخوارج رأى
الصفرية ، و لم يدع موضعا إلا خرج إليه : خراسان ، و الشام ، و اليمن ، و مصر ،
و أفريقية .
و قال : إنما أخذ أهل أفريقية رأى الصفرية من عكرمة لما قدم عليهم ، و كان يأتى
الأمراء يطلب جوائزهم ، و أتى الجند إلى طاووس ، فأعطاه ناقة ، و قال : أخذ علم هذا العبد و اختلف أهل المدينة فى المرأة تموت و لم يلاعنها زوجها : يرثها .
فقال أبان بن عثمان : ادعوا مولى ابن عباس ، فدعى فأخبرهم ، فعجبوا منه ،
و كانوا يعرفونه بالعلم ، و مات بالمدينة هو و كثير عزة فى يوم واحد ، فقالوا :
مات أعلم الناس و أشعر الناس .
و قال أبو بكر المروذى : قلت لأحمد بن حنبل : يحتج بحديث عكرمة ؟ فقال : نعم ،
يحتج به .
و قال عثمان بن سعيد الدارمى : قلت ليحيى بن معين : فعكرمة أحب إليك عن
ابن عباس أو عبيد الله بن عبد الله ؟ فقال : كلاهما ، و لم يخير . قلت : فعكرمة
أو سعيد بن جبير ؟ فقال : ثقة و ثقة ، و لم يخير .
قال عثمان : عبيد الله أجل من عكرمة .
قال : و سألته عن عكرمة بن خالد ، فقال : ثقة . قلت : هو أصح حديثا أو عكرمة
مولى ابن عباس ؟ فقال : كلاهما ثقتان .
و قال جعفر بن أبى عثمان الطيالسى ، عن يحيى بن معين : إذا رأيت إنسانا يقع فى عكرمة و فى حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام .
و قال يعقوب بن شيبة : سمعت على ابن المدينى يقول : لم يكن فى موالى ابن عباس
أغزر من عكرمة ، كان عكرمة من أهل العلم ، روى عنه إبراهيم و الشعبى و جابر بن
زيد و عطاء و مجاهد .
و قال العجلى : مكى ، تابعى ، ثقة ، برىء مما يرميه به الناس من الحرورية .
و قال البخارى : ليس أحد من أصحابنا إلا و هو يحتج بعكرمة .
و قال النسائى : ثقة .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سألت أبى عن عكرمة مولى ابن عباس : كيف هو ؟
قال : ثقة . قلت : يحتج بحديثه ؟ قال : نعم إذا روى عنه الثقات . و الذى أنكر
عليه يحيى بن سعيد الأنصارى و مالك فلسبب رأيه ، قيل لأبى : فموالى ابن عباس ؟ فقال : كريب و سميع و شعبة و عكرمة ، و عكرمة أعلاهم . قال : و سئل أبى عن
عكرمة و سعيد بن جبير أيهما أعلم بالتفسير ؟ فقال : أصحاب ابن عباس عيال على
عكرمة .
و قال أبو أحمد بن عدى : و عكرمة مولى ابن عباس لم أخرج ها هنا من حديثه شيئا لأن الثقات إذا رووا عنه ، فهو مستقيم الحديث إلا أن يروى عنه ضعيف فيكون قد أتى من قبل الضعيف لا من قبله ، و لم يمتنع الأئمة من الرواية عنه ، و أصحاب
الصحاح أدخلوا أحاديثه إذا روى عنه ثقة فى صحاحهم ، و هو أشهر من أن أحتاج أن أخرج له شيئا من حديثه ، و هو لا بأس به .
و قال الحاكم أبو أحمد : احتج بحديثه الأئمة القدماء لكن بعض المتأخرين أخرج حديثه من حيز الصحاح .
و قال مصعب بن عبد الله الزبيرى : كان يرى رأى الخوارج ، فطلبه بعض ولاة
المدينة ، فتغيب عند داود بن الحصين حتى مات عنده .
و قال إسماعيل بن أبى أويس ، عن مالك بن أنس ، عن أبيه : أتى بجنازة عكرمة مولى
ابن عباس و كثير عزة بعد العصر ، فما علمت أن أحدا من أهل المسجد حل حبوته
إليهما .
و قال أبو داود سليمان بن معبد السنجى عن الأصمعى ، عن ابن أبى الزناد : مات كثير و عكرمة مولى ابن عباس فى يوم واحد ، قال : فأخبرنى غير الأصمعى ، قال : فشهد الناس جنازة كثير ، و تركوا جنازة عكرمة .
و قال يحيى بن بكير عن الدراوردى : مات عكرمة و كثير عزة بالمدينة فى يوم واحد فما شهدهما إلا سودان المدينة .
و قال أحمد بن حنبل : مات عكرمة و كثير عزة فى يوم واحد و لم يشهد جنازة عكرمة كبير أحد .
و قال نوح بن حبيب : مات عكرمة و كثير عزة بعده فى يوم واحد ، فقال الناس : مات فقيه الناس و شاعر الناس .
و قال البخارى و يعقوب بن سفيان ، عن على ابن المدينى : مات بالمدينة سنة أربع
و مئة .
زاد يعقوب عن على : فما حمله أحد ، اكتروا له أربعة . قال : و سمعت بعض
المدنيين يقول : اتفقت جنازته و جنازة كثير عزة بباب المسجد فى يوم واحد فما قام إليها أحد من أهل المسجد و من هناك ، لم يرو عنه مالك .
و قال على بن عبد الله التميمى ، و محمد بن عبد الله بن نمير ، و مصعب بن
عبد الله الزبيرى ، و عمرو بن على ، و خليفة بن خياط ، و أبو عبيد القاسم بن
سلام ، و أبو سعيد بن يونس : مات سنة خمس و مئة .
و كذلك أبو الحسن بن البراء عن على ابن المدينى .
و زاد التميمى و ابن يونس : و هو ابن ثمانين سنة .
و قال الواقدى : حدثتنى ابنته أم داود أنه توفى سنة خمس و مئة ، و هو
ابن ثمانين سنة .
و قال الواقدى أيضا : حدثنى خالد بن القاسم البياضى ، قال : مات عكرمة و كثير
عزة الشاعر فى يوم واحد سنة خمس و مئة ، فرأيتهما جميعا صلى عليهما فى موضع
واحد بعد الظهر فى موضع الجنائز ، فقال الناس : مات اليوم أفقه الناس و أشعر
الناس . قال : و قال غير خالد بن القاسم : عجب الناس لاجتماعهما فى الموت
و اختلاف رأيهما : عكرمة يظن به أنه يرى رأى الخوارج يكفر بالنظرة ، و كثير
شيعى يؤمن بالرجعة !
و قال الهيثم بن عدى ، و أبو عمر الضرير : مات سنة ست و مئة .
و قال أبو معشر المدنى ، و أبو نعيم ، و أبو بكر و عثمان ابنا أبى شيبة ،
و هارون بن حاتم ، و قعنب بن المحرر : مات سنة سبع و مئة .
و قيل عن الهيثم بن عدى ، و أبى الحسن المدائنى ، و يحيى بن معين : مات سنة خمس عشرة و مئة . و ذلك وهم ، والله أعلم .
روى له مسلم مقرونا بغيره ، و احتج به الباقون . اهـ .
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 7 / 271 :
و نقل الإسماعيلى فى " المدخل " أن عكرمة ذكر عند أيوب من أنه لا يحسن الصلاة
فقال أيوب : و كان يصلى ؟ ! .
و من طريق هشام بن عبيد الله المخزومى ، سمعت ابن أبى ذئب ، يقول : كان عكرمة
غير ثقة ، و قد رأيته .
و عن مطرف : كان مالك يكره أن يذكر عكرمة فيحلف أن لا يحدثنا ، فما يكون بأطمع
منه فى ذلك إذا حلف ، فقال له رجل فى ذلك ، فقال : تحديثى لكم كفارته .
و من طريق أحمد قال : ميمون بن مهران أوثق من عكرمة .
و ذكره ابن حبان فى " الثقات " ، و قال : كان من علماء زمانه بالفقه ، و القرآن
و كان جابر بن زيد يقول : عكرمة من أعلم الناس . و لا يجب لمن شم رائحة العلم
أن يعرج على قول يزيد بن أبى زياد ـ يعنى المتقدم ـ لأن يزيد بن أبى زياد ليس
ممن يحتج بنقل مثله ، لأن من المحال أن يجرح العدل بكلام المجروح .
قال : و عكرمة حمل عنه أهل العلم الحديث و الفقه فى الأقاليم كلها ، و ما أعلم
أحدا ذمه بشىء إلا بدعابة كانت فيه .
و قال ابن مندة فى " صحيحه " : أما حال عكرمة فى نفسه فقد عدله أمة من نبلاء
التابعين فمن بعدهم و حدثوا عنه ، و احتجوا بمفاريده فى الصفات و السنن
و الأحكام ، روى عنه زهاء ثلاث مئة رجل من البلدان منهم زيادة على سبعين رجلا
من خيار التابعين و رفعائهم ، و هذه منزلة لا تكاد توجد لكثير أحد من التابعين
، على أن من جرحه من الأئمة لم يمسك من الرواية عنه ، و لم يستغنوا عن حديثه ،
و كان يتلقى حديثه بالقبول و يحتج به قرنا بعد قرن و إماما بعد إمام إلى وقت
الأئمة الأربعة الذين أخرجوا الصحيح و ميزوا ثابته من سقيمه ، و خطأه من صوابه
، و أخرجوا روايته ، و هم : البخارى ، و مسلم ، و أبو داود ، و النسائى ،
فأجمعوا على إخراج حديثه و احتجوا به ، على أن مسلما كان أسوأهم رأيا فيه ،
و قد أخرج عنه مقرونا ، و عدله بعدما جرحه .
و قال أبو عبد الله محمد بن نصر المروزى : قد أجمع عامة أهل العلم بالحديث على
الاحتجاج بحديث عكرمة ، و اتفق على ذلك رؤساء أهل العلم بالحديث من أهل عصرنا
منهم أحمد بن حنبل ، و ابن راهويه ، و يحيى بن معين ، و أبو ثور ، و لقد سألت
إسحاق بن راهويه عن الاحتجاج بحديثه ، فقال : عكرمة عندنا إمام الدنيا ! تعجب
من سؤالى إياه ، و حدثنا غير واحد أنهم شهدوا يحيى بن معين و سأله بعض الناس
عن الاحتجاج بعكرمة ، فأظهر التعجب .
قال أبو عبد الله : و عكرمة قد ثبتت عدالته بصحبة ابن عباس و ملازمته إياه ،
و بأن غير واحد من العلماء قد رووا عنه و عدلوه .
قال : و كل رجل ثبتت عدالته لم يقبل فيه تجريح أحد حتى يبين ذلك عليه بأمر لا
يحتمل غير جرحه .
و قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبرى ، و أبو عبد الله الحاكم ، و أبو عمر بن
عبد البر فيه نحوا مما تقدم ، عن محمد بن نصر .
و بسط أبو جعفر الطبرى القول فى ذلك ببراهينه و حججه فى ورقتين ، و قد لخصت ذلك
و زدت عليه كثيرا فى ترجمته من مقدمة " شرح البخارى " ، و سبق إلى ذلك أيضا المنذرى فى جزء مفرد .
و أما ما تقدم من أنهم لم يشهدوا جنازته ، فلعل ذلك ـ إن ثبت ـ كان بسبب تطلب
الأمير له و تغيبه عنه حتى مات ، كما تقدم ، و الذى نُقل أنهم شهدوا جنازة كثير
و تركوا عكرمة لم يثبت ، لأن ناقله لم يسم .
و ذكر ابن أبى حاتم فى " المراسيل " عن أبيه ، أنه لم يسمع من عائشة .
و قال فى " الجرح و التعديل " إنه سمع منها .
و قال أبو زرعة : عكرمة عن أبى بكر و عن على مرسل .
و قال أبو حاتم : عكرمة لم يسمع من سعد بن أبى وقاص ، والله أعلم . اهـ .
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 12)
9 - عكرمة أبو عبد الله القرشي مولاهم * (خ، 4، م مقرونا)
العلامة، الحافظ، المفسر، أبو عبد الله القرشي مولاهم، المدني، البربري الأصل.
قيل: كان لحصين بن أبي الحر العنبري، فوهبه لابن عباس.
حدث عن: ابن عباس، وعائشة، وأبي هريرة، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعقبة بن عامر، وعلي بن أبي طالب - وذلك في (النسائي) ، وأظنه مرسلا - وصفوان بن أمية، والحجاج بن عمرو الأنصاري، وجابر بن عبد الله، وحمنة بنت جحش، وأبي سعيد الخدري، وأم عمارة الأنصارية، وعدة.
وعن: يحيى بن يعمر، وعبد الله بن رافع.
قال ابن المديني: سمع من عائشة، وأبي هريرة، وأبي قتادة، وعبد الله بن عمرو، وابن عمر.
حدث عنه: إبراهيم النخعي، والشعبي - وماتا قبله - وعمرو بن دينار، وأبو الشعثاء جابر بن زيد، وحبيب بن أبي ثابت، وحصين بن عبد الرحمن، والحكم بن عتيبة، وعبد الله بن كثير الداري، وعبد الكريم الجزري، وعبد الكريم أبو أمية البصري، وعلي بن الأقمر، وقتادة، ومطر الوراق، وموسى بن عقبة، وأبو إسحاق الهمداني، وأبو إسحاق الشيباني، وأبو صالح مولى أم هانئ - مع تقدمه - وأبو الزبير المكي، وخلق كثير من جلة التابعين، وأيوب السختياني، وأشعث بن سوار، وثور بن زيد الديلي، وثور بن يزيد الحمصي، وجابر الجعفي، وأبو بشر جعفر، وحجاج بن أرطاة، والحسن بن زيد والد الست نفيسة، وحسين بن عبد الله العباسي، وحسين بن قيس الرحبي، وحسين بن واقد المروزي، والحكم بن أبان، وحميد الطويل، وخالد الحذاء، وداود بن الحصين، وأبو الجحاف داود بن أبي عوف، وداود بن أبي هند، والزبير بن الحريث، وزيد أبو أسامة الحجام، وزيد مولى قيس الحذاء، وسعيد بن مسروق، وسفيان بن دينار التمار، وسفيان بن زياد العصفري، والأعمش، وسلمة بن وهرام، وسماك بن حرب، وصالح بن رستم الخزاز، وصفوان بن عمرو الحمصي، وعاصم بن بهدلة، وعاصم الأحول، وعباد بن منصور، وعبد الله بن حسن بن حسن، وأبو حريز عبد الله بن الحسين، وابن طاووس، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الله بن كيسان، وعبد الرحمن بن الأصبهاني، وعبد الرحمن بن الغسيل، وعبد العزيز بن أبي رواد، وابن جريج - مرسل - وعبد الملك بن أبي بشير، وعبد الواحد بن صفوان، وعثمان بن سعد الكاتب، وعثمان الشحام، وعثمان بن غياث، وعطاء بن السائب، وعقيل الأيلي، وعلباء بن أحمر، وعلي بن بذيمة، وعمارة بن أبي حفصة، وعمر بن عطاء بن وراز، وعمر بن فروخ العبدي، وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، وعمرو بن مسلم الجندي، وعمرو بن هرم، والفضل بن ميمون، وفضل بن غزوان، وفطر بن خليفة، وقباث بن رزين اللخمي، وليث بن أبي سليم، وأبو الأسود يتيم عروة، وابن شهاب، ومغيرة بن مقسم، ومقاتل بن حيان، ومنصور بن النعمان اليشكري، ومهدي بن حرب، وموسى بن أيوب الغافقي، وموسى بن مسلم الطحان، ونزار بن حيان، والنضر أبو عمر الخزاز، ونوح بن ربيعة، وهشام بن حسان، ويزيد بن أبي سعيد النحوي، وأبو الأشهب العطاردي، وأمم سواهم.
روى: حرمي بن عمارة، عن عبد الرحمن بن حسان:
سمعت عكرمة يقول: طلبت العلم أربعين سنة، وكنت أفتي بالباب، وابن عباس في الدار.
وروى: الزبير بن الخريت، عن عكرمة، قال:
كان ابن عباس يضع في رجلي الكبل (1) على تعليم القرآن والسنن.
وروى: يزيد النحوي، عن عكرمة:
أن ابن عباس، قال: انطلق، فأفت الناس، وأنا لك عون.
قلت: لو أن هذا الناس مثلهم مرتين، لأفتيتهم.
قال: انطلق، فأفتهم، فمن جاءك يسألك عما يعنيه، فأفته، ومن سألك عما لا يعنيه، فلا تفته، فإنك تطرح عنك ثلثي مؤنة الناس.
قال عبد الحميد بن بهرام: رأيت عكرمة أبيض اللحية، عليه عمامة بيضاء، طرفها بين كتفيه، قد أدارها تحت لحيته، وقميصه إلى الكعبين، وكان رداؤه أبيض، وقدم على بلال بن مرداس - وكان على المدائن (1) - فأجازه بثلاثة آلاف، فقبضها منه.
قال أبو سعيد بن يونس: عكرمة: من سكان المدينة، وقد كان سكن مكة، قدم مصر.
قلت: كان كثير الأسفار.
قال: ونزل على عبد الرحمن بن الحساس الغافقي، وصار إلى إفريقية.
قال العباس بن مصعب المروزي: كان أعلم شاكردي ابن عباس بالتفسير (2) ، وكان يدور البلدان يتعرض.
وقدم مرو على مخلد بن يزيد بن المهلب، وكان يجلس في السراجين في دكان أبي سلمة السراج مغيرة بن مسلم، فحمله على بغلة خضراء.
وقال أبو تميلة: عن ضماد بن عامر القسملي، عن الفرزدق بن جواس الحماني، قال:
كنا مع شهر بن حوشب بجرجان، فقدم علينا عكرمة، فقلنا لشهر: ألا نأتيه؟
قال: ائتوه، فإنه لم تكن أمة إلا كان لها حبر، وإن مولى ابن عباس حبر هذه الأمة.
قال عبد الصمد بن معقل: لما قدم عكرمة الجند، أهدى له طاووس نجبا بستين دينارا.
فقيل لطاووس: ما يصنع هذا العبد بنجب بستين دينارا؟
قال: أتروني لا أشتري علم ابن عباس بستين دينارا لعبد الله بن طاووس.
قال يحيى بن معين: مات ابن عباس، وعكرمة عبد لم يعتق، فباعه علي بن عبد الله.
فقيل له: تبيع علم أبيك؟!
فاسترده.
روى: الواقدي، عن أبي بكر بن أبي سبرة، قال:
باع علي بن عبد الله بن عباس عكرمة من خالد بن يزيد بن معاوية بأربعة آلاف دينار.
فقال له عكرمة: ما خير لك، بعت علم أبيك بأربعة آلاف دينار؟!
فاستقاله، فأقاله، وأعتقه.
داود بن أبي هند، عن عكرمة، قال:
قرأ ابن عباس هذه الآية: {لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا} [الأعراف: 164] .
قال ابن عباس: لم أدر، أنجا القوم أم هلكوا؟
قال: فما زلت أبين له أبصره حتى عرف أنهم قد نجوا.
قال: فكساني حلة.
ابن فضيل: عن عثمان بن حكيم، قال:
كنت جالسا مع أبي أمامة بن سهل، إذ جاء عكرمة، فقال:
يا أبا أمامة، أذكرك الله، هل سمعت ابن عباس يقول: ما حدثكم عني عكرمة، فصدقوه، فإنه لم يكذب علي؟
فقال أبو أمامة: نعم.
قال أيوب: عن عمرو بن دينار:
دفع إلي جابر بن زيد مسائل، أسأل عكرمة، وجعل يقول: هذا عكرمة مولى ابن عباس، هذا البحر، فسلوه.
ابن عيينة: عن عمرو، سمع أبا الشعثاء يقول: هذا عكرمة مولى ابن عباس، هذا أعلم الناس.
قال سفيان: الوجه الذي عليه فيه عكرمة المغازي، إذا تكلم فسمعه إنسان، قال: كأنه مشرف عليهم يراهم.
مغيرة: قيل لسعيد بن جبير: تعلم أحدا أعلم منك؟
قال: نعم، عكرمة.
قال مصعب بن عبد الله: تزوج عكرمة أم سعيد بن جبير، فلما قتل سعيد (1) ، قال إبراهيم: ما خلف بعده مثله.
وقال إسماعيل بن أبي خالد: سمعت الشعبي يقول:
ما بقي أحد أعلم بكتاب الله من عكرمة.
وقال قتادة: أعلم الناس بالحلال والحرام: الحسن، وأعلمهم بالمناسك: عطاء، وأعلمهم بالتفسير: عكرمة.
وروى: سعيد، عن قتادة، قال:
كان أعلم التابعين أربعة: كان عطاء أعلمهم بالمناسك، وكان سعيد بن جبير أعلمهم بالتفسير، وكان عكرمة أعلمهم بسيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان الحسن أعلمهم بالحلال والحرام.
روى: حاتم بن وردان، عن أيوب، قال:
اجتمع حفاظ ابن عباس، منهم: سعيد بن جبير، وعطاء، وطاووس على عكرمة، فأقعدوه، فجعلوا يسألونه عن حديث ابن عباس، فكلما حدثهم حديثا، قال سعيد: هكذا، يعقد ثلاثين، حتى سئل عن الحوت (1) ؟
فقال عكرمة: كان يسايرهما في ضحضاح من الماء.
فقال سعيد: أشهد على ابن عباس أنه قال: كانا يحملانه في مكتل.
فقال أيوب: أراه كان يقول القولين جميعا.
قال أبو بكر الهذلي: قلت للزهري:
إن عكرمة وسعيد بن جبير اختلفا في رجل من المستهزئين.
فقال سعيد: الحارث بن غيطلة.
وقال عكرمة: الحارث بن قيس.
فقال: صدقا جميعا، كانت أمه تدعى غيطلة (2) ، وكان أبوه يدعى قيسا.
أبو سنان: عن حبيب بن أبي ثابت، قال:
اجتمع عندي خمسة لا يجتمع مثلهم أبدا: عطاء، وطاووس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة، فأقبل مجاهد وسعيد يلقيان على عكرمة التفسير، فلم يسألاه عن آية إلا فسرها لهما.
فلما نفد ما عندهما، جعل يقول: أنزلت آية كذا في كذا، وآية كذا في كذا.
قال: ثم دخلوا الحمام ليلا.
قال يحيى القطان: أصحاب ابن عباس ستة: مجاهد، وطاووس، وعطاء، وسعيد، وعكرمة، وجابر بن زيد.
ابن عيينة: سمعت أيوب يقول:
لو قلت لك: إن الحسن ترك كثيرا من التفسير حين دخل علينا عكرمة البصرة حتى خرج منها، لصدقت.
قال الثوري: خذوا التفسير عن أربعة: عن سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، والضحاك.
قال أيوب: قال عكرمة:
إني لأخرج إلى السوق، فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة، فينفتح لي خمسون بابا من العلم.
قال يحيى بن أيوب: قال لي ابن جريج: قدم عليكم عكرمة؟
قلت: بلى.
قال: فكتبتم عنه؟
قلت: لا.
قال: فاتكم ثلثا العلم.
وقال أبو مسلمة سعيد بن يزيد: سمعت عكرمة يقول: ما لكم لا تسألوني، أفلستم؟
أمية بن شبل: عن معمر، عن أيوب، قال:
قدم علينا عكرمة، فاجتمع الناس عليه حتى صعد فوق ظهر بيت.
معمر: عن أيوب، قال:
كنت أريد أن أرحل إلى عكرمة، إلى أفق من الآفاق، فإني لفي سوق البصرة، إذا رجل على حمار، فقيل لي: عكرمة.
فاجتمع الناس إليه، فقمت إليه، فما قدرت على شيء أسأله، ذهبت مني المسائل، فقمت إلى جنب حماره، فجعل الناس يسألونه، وأنا أحفظ.
وعن أيوب - وسئل عن عكرمة - فقال: لو لم يكن عندي ثقة، لم أكتب عنه.
وقال حماد بن زيد: قيل لأيوب: أكنتم تتهمون عكرمة؟
قال: أما أنا، فلم أكن أتهمه.
الأعمش: عن حبيب بن أبي ثابت، قال:
مر عكرمة بعطاء وسعيد بن جبير يحدثهم، فلما قام، قلت لهم: ما تنكران مما حدث شيئا؟
قالا: لا.
شيبان: عن أبي إسحاق، سمعت سعيد بن جبير يقول:
إنكم لتحدثون عن عكرمة بأحاديث، لو كنت عنده ما حدث بها.
قال: فجاء عكرمة، فحدث بتلك الأحاديث كلها، والقوم سكوت، فما تكلم سعيد.
ثم قام عكرمة، فقالوا: يا أبا عبد الله، ما شأنك؟
قال: فعقد ثلاثين، وقال: أصاب الحديث.
قال أيوب: قال عكرمة:
أرأيت هؤلاء الذين يكذبوني من خلفي، أفلا يكذبوني في وجهي؟!
حجاج الصواف: عن أرطاة بن أبي أرطاة:
أنه سمع عكرمة يحدث القوم، وفيهم سعيد بن جبير، وغيره، فقال: إن للعلم ثمنا، فأعطوه ثمنه.
قالوا: وما ثمنه يا أبا عبد الله؟
قال: أن تضعه عند من يحسن حفظه ولا يضيعه.
وقال سليمان الأحول: لقيت عكرمة ومعه ابن له، قلت: أيحفظ هذا من حديثك شيئا؟
قال: إنه يقال: أزهد الناس في عالم أهله.
قال حماد: عن أيوب:
سمعت رجلا قال لعكرمة: فلان قذفني في النوم.
قال: اضرب ظله ثمانين.
عن عكرمة: أنه كان إذا رأى السؤال يوم الجمعة، سبهم، ويقول: كان ابن عباس يسبهم، ويقول:
لا تشهدون جمعة ولا عيدا إلا للمسألة والأذى، وإذا كانت رغبة الناس إلى الله، كانت رغبتهم إلى الناس.
قلت: فكيف إذا انضاف إلى ذلك غنى ما عن السؤال، وقوة على التكسب.
وقد نقموا على هذا العالم أخلاقا وآراء.
وروى: حميد الطويل، عن عكرمة:
أنه ذكر عنده كراهة الحجامة للصائم، قال: أفلا تكره له الخراءة.
__________
(*) طبقات ابن سعد 5 / 287، طبقات خليفة: 280، التاريخ الصغير 1 / 257، 258 و2 / 119، مقدمة فتح الباري: 424، 429، تاريخ الفسوي 2 / 5، الجرح والتعديل 7 / 7، طبقات الشيرازي 70، حلية الأولياء 3 / 326 - 347، تهذيب الأسماء واللغات 1 / 340، وفيات الأعيان 3 / 265، تهذيب الكمال: 954، 957، تذهيب التهذيب 3 / 49 / 2، تذكرة الحفاظ 1 / 95، ميزان الاعتدال 3 / 93، العبر 1 / 131، تاريخ الإسلام 4 / 156، دول الإسلام: 75، العقد الثمين 6 / 123، 125، تهذيب التهذيب 7 / 263، النجوم الزاهرة 1 / 163، طبقات الحفاظ 37، خلاصة تذهيب الكمال: 270، طبقات المفسرين 1 / 380، شذرات الذهب 1 / 130، شرح العلل 1 / 325، 326
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 20)
ابن لهيعة: عن أبي الأسود:
أنا أول من هيج عكرمة على المسير إلى إفريقية، قلت له: أنا أعرف قوما لو أتيتهم.
قال: فلقيني جليس له، فقال: هو ذا عكرمة يتجهز إلى إفريقية.
فلما قدم عليهم، اتهموه.
قال: وكان قليل العقل، خفيفا، كان قد سمع الحديث من رجلين، وكان إذا سئل حدث به عن واحد، ثم يسأل عنه بعد، فيحدث به عن الآخر، فكانوا يقولون: ما أكذبه!
فشكوا ذلك إلى إسماعيل بن عبيد الأنصاري - وكان له فضل وورع - فقال: لا بأس، أنا أشفيكم منه.
فبعث إليه، فقال له: كيف سمعت ابن عباس يقول في كذا وكذا؟
قال: كذا وكذا.
فقال إسماعيل: صدقت، سألت عنها ابن عباس، فقال: هكذا.
قال ابن لهيعة: وكان يحدث برأي نجدة الحروري (1) ، وأتاه، فأقام عنده ستة أشهر، ثم أتى ابن عباس، فسلم.
فقال ابن عباس: قد جاء الخبيث.
سعيد بن أبي مريم: عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، قال:
كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة، فلقيني عكرمة، وسألني عن أهل المغرب، فأخبرته بغفلتهم.
قال: فخرج إليهم، وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية (2) .
__________
(1) هو نجدة بن عامر الحروري الحنفي من بني حنيفة رأس الفرقة النجدية، ويعرف أصحابها بالنجدات، انفرد عن سائر الخوارج بآراء والحرورية: نسبة إلى حروراء: موضع على ميلين من الكوفة، كان أول اجتماع الخوارج به، فنسبوا إليه.
وقدم نجدة مكة، وقتل سنة 69 هـ، وله مقالات معروفة، وأتباع انقرضوا، مترجم في " تاريخ الإسلام " 3 / 88، و" لسان الميزان " 6 / 148، و" شذرات الذهب " 1 / 76.
وقد قال الحافظ ابن حجر في " مقدمة الفتح " ص 427 وهو يرد عن عكرمة ما ألصق به: لم يثبت عنه من وجه قاطع أنه كان يرى ذلك، وإنما كان يوافق في بعض المسائل، فنسبوه إليهم، وقد برأه أحمد والعجلي من ذلك، فقال في كتاب " الثقات " له: عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما مكي تابعي ثقة برئ مما يرميه الناس به من الحرورية.
وقال ابن جرير: ولو كان كل من ادعي عليه مذهب من المذاهب الرديئة، ثبت عليه ما ادعي به وسقطت عدالته، وبطلت شهادته بذلك، للزم ترك أكثر محدثي الأمصار، لأنه ما منهم إلا وقد نسبه قوم إلى ما يرغب به عنه.
(2) هم فرقة من الخوارج أتباع زياد بن الاصفر، وقولهم كقول الازارقة في أن أصحاب الذنوب مشركون، إلا أن الصفرية لا يرون قتل أطفال مخالفيهم ولا نسائهم، وقالوا: كل ذنب له حد معلوم في =
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 21)
قال يحيى بن بكير: قدم عكرمة مصر، ونزل هذه الدار، وخرج إلى المغرب، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا.
قال علي بن المديني: كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري.
وقال أحمد بن زهير: سمعت يحيى بن معين يقول:
إنما لم يذكر مالك عكرمة -يعني في (الموطأ) -.
قال: لأن عكرمة كان ينتحل رأي الصفرية.
وروى: عمر بن قيس المكي، عن عطاء، قال: كان عكرمة إباضيا (1) .
وعن أبي مريم، قال: كان عكرمة بيهسيا (2) .
وقال إبراهيم الجوزجاني: سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة: أكان يرى رأي الإباضية؟
فقال: يقال: إنه كان صفريا.
قلت: أتى البربر؟
قال: نعم، وأتى خراسان يطوف على الأمراء، يأخذ منهم (3) .
وقال علي بن المديني: حكي عن يعقوب الحضرمي، عن جده، قال:
__________
= الشريعة لا يسمى مرتكبه مشركا ولا كافرا، بل يدعى باسمه المشتق من جريمته، فيقال: سارق، وقاتل، وقاذف، وكل ذنب ليس فيه حد كمن يترك الصلاة، فمرتكبه كافر، ولا يسمون مرتكب واحد من هذين النوعين جميعا مؤمنا.
" مقالات الإسلاميين " ص 182، 183، " والفرق بين الفرق " ص 70، و" التبصير في الدين " ص 52، و" الملل والنحل " 1 / 137.
(1) هم أتباع عبد الله بن إباض من بني مرة بن عبيد بن تميم خرج في دولة بني أمية، نقل عن الشهرستاني في " الملل والنحل " 1 / 134 قوله: إن مخالفينا من أهل القبلة كفار غير مشركين، ومناكحتهم جائزة، وموارثتهم حلال، وغنيمة أموالهم عند الحرب حلال، وما سواه حرام، وحرام قتلهم وسبيهم في السر غيلة إلا بعد نصب القتال، وإقامة الحجة، ولا تزال بقية من هؤلاء في بلاد الجزائر، وقد طول الزركلي في أعلامه في ترجمة عبد الله بن إياض، فراجعه.
(2) فرقة من الصفرية أصحاب أبي بيهس هيصم بن جابر الضبعي رأس الفرقة البيهسية من الخوارج، وقد كان الحجاج طلبه أيام الوليد، فهرب إلى المدينة، فطلبه بها عثمان بن حيان المري، فظفر به، وحبسه، ثم قتله بأمر من الوليد سنة 94 هـ.
والاباضية والصفرية والبيهسية من الازارقة انظر " الملل والنحل " 1 / 125، 127.
(3) قبوله لجوائز الاماء لا يمنع من قبول روايته، فابن شههاب الزهري كان في ذلك أشهر من عكرمة، ومع ذلك، فلم يترك أحد الرواية عنه بسبب ذلك.
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 22)
وقف عكرمة على باب المسجد، فقال: ما فيه إلا كافر.
قال: وكان يرى رأي الإباضية.
وروى: خلاد بن سليمان الحضرمي، عن خالد بن أبي عمران، قال:
دخل علينا عكرمة مولى ابن عباس بإفريقية في وقت الموسم، فقال:
وددت أني اليوم بالموسم، بيدي حربة أضرب بها يمينا وشمالا.
وفي رواية: فأعترض بها من شهد الموسم.
قال خالد: فمن يومئذ رفضه أهل إفريقية.
قال مصعب بن عبد الله: كان عكرمة يرى رأي الخوارج، وادعى على ابن عباس أنه كان يرى رأي الخوارج.
هذه حكاية بلا إسناد.
قال أبو خلف عبد الله بن عيسى الخزاز، عن يحيى البكاء:
سمعت ابن عمر يقول لنافع: اتق الله، ويحك، لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس، كما أحل الصرف، وأسلم ابنه صيرفيا.
البكاء: واه (1) .
إبراهيم بن سعد: عن أبيه، عن سعيد بن المسيب:
أنه كان يقول لغلام له: يا برد، لا تكذب علي كما يكذب (2) عكرمة على ابن عباس.
__________
(1) بل هو متروك اتفقوا على ضعفه، ومن المحال - كما قال ابن حبان - أن يجرح العدل بكلام المجروح.
(2) قال ابن حبان في ترجمة برد هذا من كتاب " الثقات ": أهل الحجاز يطلقون " كذب " في موضع " أخطأ " ويؤيد ذلك إطلاق عبادة بن الصامت قوله " كذب أبو محمد " لما أخبر أنه يقول: " الوتر واجب " فإن أبا محمد لم يقله رواية، وإنما قاله اجتهادا، والمجتهد لا يقال له: إنه كذب، وإنما يقال: إنه أخطأ.
قلت: وخبر عبادة أخرجه مالك 1 / 123، وأبو داود (1420) وأحمد 5 / 315 و319، والنسائي 1 / 230، والدارمي 1 / 370، وابن ماجه (1401) كلهم من طريق يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز أن رجلا من كنانة يدعى المخدجي سمع رجلا بالشام يدعى أبا محمد يقول: إن الوتر لواجب، قال المخدجي: فرحت إلى عبادة بن الصامت، فاعترضت له وهو رائح إلى المسجد، فأخبرته بالذي قال أبو محمد، فقال عبادة: كذب أبو محمد، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " خمس صلوات كتبهن الله على العباد، من جاء بهن، لم ينقص منهن شيئا استخفافا بحقهن، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن، فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة " ورجال إسناده رجال الصحيح ما عدا المخدجي، فإنه لايعرف بغير هذا الحديث، لكن =
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 23)
قال إسحاق بن الطباع: سألت مالكا:
أبلغك أن ابن عمر قال لنافع: لا تكذب علي كما كذب عكرمة على عبد الله؟
قال: لا، ولكني بلغني أن سعيد بن المسيب قال ذلك لبرد مولاه.
قلت: هذا أشبه، ولم يكن لعكرمة ذكر في أيام ابن عمر، ولا كان تصدى للرواية.
جرير بن عبد الحميد: عن يزيد بن أبي زياد، قال:
دخلت على علي بن عبد الله بن عباس، وعكرمة مقيد على باب الحش.
قال: قلت: ما لهذا كذا.
قال: إنه يكذب على أبي (1) .
هشام بن سعد: عن عطاء الخراساني، قال:
قلت لسعيد بن المسيب: إن عكرمة يزعم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوج ميمونة وهو محرم (2) .
فقال: كذب مخبثان (3) ، اذهب إليه، فسبه، سأحدثكم:
قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو محرم، فلما حل، تزوجها.
وقال شعبة: عن عمرو بن مرة:
سأل رجل سعيد بن المسيب عن آية،
__________
= تابعه عبد الله الصنابحي عند أحمد 5 / 217، وأبي داود (425) وأبو إدريس الخولاني عند الطيالسي (78) فصح الحديث، وقد صححه ابن حبان (252) وغيره.
(1) يزيد بن أبي زياد ضعيف لا يحتج بنقله، فالخبر لا يصح.
والحش: البستان.
(2) لقد ظلم عكرمة في ذلك، فإن هذا مروي عن ابن عباس من طرق كثيرة أنه كان يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو محرم.
وهو معدود في أوهامه رضي الله عنه، فقد صح عن يزيد بن الأصم بن أخت ميمونة، عن ميمونة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو حلال، وبنى بها حلالا، وماتت بسرف أخرجه الترمذي (854) ومسلم (1411) وأبو داود (1843) وابن ماجه (1964) وعن سليمان بن يسار، عن أبي رافع، قال: تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة حلالا، وبنى بها حلالا، وكنت أنا الرسول بينهما.
أخرجه أحمد 6 / 293، والترمذي (841) وحسنه، وأخرجه مالك في " الموطأ " 1 / 348 عن سليمان بن يسار مولى ميمونة مرسلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا رافع مولاه ورجلا من الانصار، فزوجاه ميمونة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة قبل أن يخرج.
(3) في " اللسان ": هو الخبيث، ويقال للرجل والمرأة جميعا، وكأنه يدل على المبالغة.
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 24)
فقال: لا تسألني عن القرآن، وسل عنه من يزعم أنه لا يخفى عنه منه شيء -يعني: عكرمة-.
وقال مطر: قلت لعطاء:
إن عكرمة قال: قال ابن عباس: سبق الكتاب المسح على الخفين ، فقال:
كذب ع، كرمة، سمعت ابن عباس يقول: امسح على الخفين وإن خرجت من الخلاء (1) .
مسلم الزنجي: عن عبد الله بن عثمان بن خثيم:
أنه كان جالسا مع سعيد بن جبير، فمر به عكرمة ومعه ناس.
فقال لنا سعيد: قوموا إليه، واسألوه، واحفظوا ما تسألون عنه، وما يجيبكم.
فقمنا، وسألناه، فأجابنا، ثم أتينا سعيدا، فأخبرناه، فقال: كذب (2) .
بشر بن المفضل: عن عبد الله بن عثمان بن خثيم:
سألت عكرمة، أنا وعبد الله بن سعيد، عن قوله: {والنخل باسقات} [ق: 10] ، قال: بسوقها كبسوق النساء عند ولادتها.
فرحت إلى سعيد، فأخبرته، فقال: كذب.
بسوقها: طولها (3) .
إسرائيل: عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة: أنه كره كراء الأرض.
__________
(1) وأخرجه البيهقي في " سننه " 1 / 273، وقال: ويحتمل أن يكون ابن عباس قال ما روى عنه عكرمة، ثم لما جاءه التثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مسح بعد نزول المائدة قال ما قال عطاء.
ونقل ابن المنذر عن ابن المبارك قال: ليس في المسح على الخفين عن الصحابة اختلاف، لان كل من روي عنه منهم إنكاره، فقد روي إثباته.
وقال ابن عبد البر: لا أعلم روي عن أحد من فقهاء السلف إنكاره إلا عن مالك مع أن الروايات الصحيحة عنه مصرحة بإثباته، وقال النووي: وقد صرح جمع من الحفاظ بأن المسح على الخفين متواتر، وجمع بعضهم رواته، فجاوزوا الثمانين ومنهم العشرة، وفي مصنف ابن أبي شيبة وغيره عن الحسن البصري: حدثني سبعون من الصحابة بالمسح على الخفين.
(2) مسلم بن خالد الزنجي ضعيف كثير الاوهام، فالخبر لا يصح.
(3) وقد وافق عكرمة في تفسيره هذا الحسن البصري والفراء، ففي القرطبي 17 / 6، 7: وقال الحسن وعكرمة والفراء: مواقير: حوامل، يقال للشاة: بسقت: إذا ولدت، على أن تفسير
" الباسقات " بالطوال مروي أيضا عن عكرمة نقله عنه الطبري 26 / 153 من طريق هناد، عن أبي الاحوص، عن سماك..
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 25)
فذكرت ذلك لسعيد، فقال: كذب عكرمة، سمعت ابن عباس يقول:
إن أمثل ما أنتم صانعون استئجار الأرض البيضاء سنة بسنة (1) .
وقال مسلم بن إبراهيم: عن الصلت بن دينار:
سألت ابن سيرين، عن عكرمة، فقال: ما يسوؤني أن يكون من أهل الجنة، ولكنه كذاب.
وروى: عارم، عن الصلت بن دينار:
قلت لابن سيرين: إن عكرمة يؤذينا، ويسمعنا ما نكره.
فقال كلاما فيه لين، أسأل الله أن يميته ويريحنا منه (2) .
وهيب بن خالد: سمعت يحيى بن سعيد وأيوب ذكرا عكرمة، فقال يحيى: كان كذابا.
وقال أيوب: لم يكن بكذاب.
هشام بن عبد الله بن عكرمة المخزومي (3) : سمعت ابن أبي ذئب يقول:
رأيت عكرمة، وكان غير ثقة.
هكذا رواه: عمران بن موسى بن مجاشع، عن إبراهيم بن المنذر، عنه.
ورواه: العقيلي، عن محمد بن زريق بن جامع، عن إبراهيم، فقال: كان ثقة.
فالله أعلم، والرواية الأولى أشبه.
قال رجاء بن أبي سلمة: سمعت ابن عون يقول:
ما تركوا أيوب حتى استخرجوا منه ما لم يكن يريد -يعني: الرواية عن عكرمة-.
وقال ضمرة: قيل لداود بن أبي هند: هل تروي عن عكرمة؟
قال: هذا عمل أيوب.
قال: عكرمة؟
فقلنا: عكرمة.
__________
(1) إسناده صحيح، وعلق قول ابن عباس البخاري في " صحيحه " 5 / 19 في الحرث: باب كراء الأرض بالذهب والفضة، وقال الحافظ: وصله الثوري في " جامعه " قال: أخبرني عبد الكريم هو الجزري، عن سعيد بن جبير عنه، ولفظه: إن أمثل ما أنتم صانعون أن تستأجروا الأرض البيضاء ليس
فيها شجر يعني من السنة إلى السنة.
وإسناده صحيح، وأخرجه البيهقي 6 / 133 من طريق عبد الله بن الوليد العدني، عن سفيان به.
(2) يغلب على الظن أن طعن ابن سيرين عليه من جهة الرأي، فقد قال خالد الحذاء: كل ما قال ابن سيرين: ثبت عن ابن عباس، فإنما أخذه عن عكرمة، وكان لا يسميه، لأنه لم يكن يرضاه.
(3) قال ابن حبان في " المجروحين والضعفاء " 3 / 91: لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 26)
وقال معن، وغيره: كان مالك لا يرى عكرمة ثقة، ويأمر أن لا يؤخذ عنه.
قال يحيى بن معين: كان مالك يكره عكرمة.
قيل: فقد روى عن رجل، عنه؟
قال: شيء يسير.
وقال ابن المديني: لم يسم مالك عكرمة في شيء من كتبه إلا في حديث ثور، عن عكرمة، عن ابن عباس، في الذي يصيب أهله وهو محرم.
قال: يصوم ويهدي (1) ، وكأنه ذهب إلى أنه يرى رأي الخوارج.
وكان يقول في كتبه: رجل.
وروى: الربيع، عن الشافعي، قال:
ومالك سيئ الرأي في عكرمة، قال: لا أرى لأحد أن يقبل حديثه.
قال أحمد بن حنبل: عكرمة بن خالد أوثق من عكرمة مولى ابن عباس، عكرمة مضطرب الحديث يختلف عنه، وما أدري.
وقال قتادة: ما حفظت عن عكرمة إلا بيت شعر، رواه عنه أيوب.
فعلى هذا روايته عنه تدليس.
وفي (صحيح البخاري) لقتادة، عن عكرمة، أربعة أحاديث: في تكبيرات الصلاة، والخنصر والإبهام سواء، والمتشبهين بالنساء، وفي زوج بريرة (2) ، وفي السنن أحاديث.
قال أحمد بن أبي خثيمة: رأيت في كتاب علي بن المديني، سمعت
__________
(1) أخرجه مالك 1 / 384 في الحج: باب من أصاب أهله قبل أن يفيض أي: قبل أن يطوف طواف الافاضة.
وقوله: " يصوم ويهدي " كذا الأصل، وهو كذلك في تهذيب الكمال، والذي في " الموطأ " " يعتمر ويهدي " وهو الصواب.
(2) انظر البخاري 2 / 225 في صفة الصلاة: باب التكبير وإذا قام من السجود، و12 / 198 في الديات: باب دية الاصابع و10 / 279 في اللباس: باب المتشبهين بالنساء والمتشبهات بالرجال، و9 / 258 في النكاح: باب خيار الأمة تحت العبد.
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 27)
يحيى بن سعيد يقول:
حدثوني -والله- عن أيوب: أنه ذكر له: عكرمة لا يحسن الصلاة.
قال أيوب: وكان يصلي؟!
الفضل بن موسى: عن رشدين بن كريب، قال:
رأيت عكرمة قد أقيم قائما في لعب النرد.
وقال يزيد بن هارون: قدم عكرمة البصرة، فأتاه أيوب، وسليمان التيمي، ويونس، فبينا هو يحدثهم، إذ سمع صوت غناء، فقال: أمسكوا.
ثم قال: قاتله الله، لقد أجاد.
فأما سليمان ويونس فما عادا إليه، وعاد إليه أيوب، فأحسن أيوب.
قال ابن علية: ذكر أيوب عكرمة، فقال:
كان قليل العقل، أتيناه يوما، فقال: والله لأحدثنكم.
فمكث، فجعل يحدثنا، ثم قال: أيحسن حسنكم مثل هذا؟
وبينا أنا عنده، إذ رأى أعرابيا، فقال: هاه (1) ، ألم أرك بأرض الجزيرة أو غيرها.
فأقبل عليه، وتركنا.
وروى: شبابة، عن المغيرة بن مسلم، قال:
لما قدم عكرمة خراسان، قال أبو مجلز: سلوه: ما جلاجل الحاج؟
فسئل، فقال: وأنى هذا بهذه الأرض؟!
جلاجل الحاج: الإفاضة.
فقيل لأبي مجلز، فقال: صدق.
قال عبد العزيز بن أبي رواد: قلت لعكرمة: تركت الحرمين، وجئت إلى خراسان؟!
قال: أسعى على بناتي.
شبابة: أخبرنا أبو الطيب موسى بن يسار، قال:
رأيت عكرمة جائيا من سمرقند على حمار، تحته جوالقان (2) ، فيهما حرير، أجازه بذلك عامل
__________
(1) كلمة تقال للتذكر، وتقال أيضا عند التوجع والتلهف.
(2) تثنية جوالق، بضم الجيم وكسر اللام أو فتحها: عدل كبير منسوج من صوف أو شعر.
فارسي معرب.
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 28)
سمرقند، ومعه غلام.
وقيل له: ما جاء بك إلى هذه البلاد؟
قال: الحاجة.
وقال عمران بن حدير: تناول عكرمة عمامة له خلقا، فقال رجل: ما تريد إلى هذه؟ عندنا عمائم نرسل إليك بواحدة!
قال: لا آخذ من الناس شيئا، إنما آخذ من الأمراء.
الأعمش: عن إبراهيم، قال: لقيت عكرمة، فسألته عن البطشة الكبرى (1) ؟
قال: يوم القيامة.
فقلت: إن عبد الله كان يقول: يوم بدر!
فأخبرني من سأله بعد ذلك، فقال: يوم بدر.
قلت: القولان مشهوران (2) .
عباس بن حماد: عن عثمان بن مرة، قال:
قلت للقاسم: إن عكرمة قال:
حدثنا ابن عباس: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن المزفت، والنقير، والدباء، والحنتم، والجرار (3) .
قال: يا ابن أخي! إن عكرمة كذاب، يحدث غدوة حديثا
__________
(1) أي: في قوله تعالى (يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون) وتفسير ابن مسعود أخرجه البخاري 8 / 439 في التفسير: باب (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين) وقد وافق ابن مسعود رضي الله عنه على تفسير الآية بهذا جماعة من السلف كمجاهد وأبي العالية وإبراهيم النخعي، والضحاك،
وعطية العوفي، وهو اختيار ابن جرير الطبري.
(2) انظر الطبري 25 / 111، 115 وقال الحافظ في " مقدمة الفتح " ص 427: وأما طعن إبراهيم عليه بسبب رجوعه عن قوله في تفسير البطشة الكبرى إلى ما أخبر به ابن مسعود، فالظاهر أن هذا يوجب الثناء على عكرمه لا القدح، إذ كان يظن شيئا، فبلغه عمن هو أولى منه خلافه، فترك قوله لاجل قوله.
(3) ولم ينفرد عكرمة بذلك، بل رواه عن ابن عباس أبو جمرة نصر بن عمران، انظر البخاري 1 / 120، 125 و166 و6 / 146، و8 / 67 ومسلم (17) وأبو داود (3692) وأحمد 1 / 228 و274.
والمزفت: الوعاء المطلي بالزفت من داخل، والنقير: أصل خشبة تنقر، وقيل: أصل نخلة، والدباء: القرع، واحدها: دباءة، والحنتم: جرار خضر كانوا يخزنون فيها الخمر، والجرار: جمع جرة وهو من الخزف معروف، وقيل: هو ماكان منه مدهونا.
وهذه الاوعية الأربعة تسرع بالشدة في الشراب، وتحدث فيه القوة المسكرة عاجلا.
وتحريم الانتباذ في هذه الظروف كان في صدر الإسلام، ثم نسخ كما في حديث بريدة رضي الله عنه مرفوعا: " كنت نهيتكم عن الاشربة في ظروف الادم، فاشربوا في كل وعاء غير ألا تشربوا مسكرا " أخرجه مسلم في " صحيحه " (977) (65) 3 / 1585.
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 36)
قال سنيد بن داود في (تفسيره) : حدثنا عباد بن عباد المهلبي، عن عاصم الأحول، عن عكرمة، في رجل قال لغلامه: إن لم أجلدك مائة سوط، فامرأته طالق، قال:
لا يجلد غلامه، ولا يطلق امرأته، هذا من خطوات الشيطان.
قلت: هذا واضح في أن عكرمة كان يرى أن اليمين بالطلاق في الغضب من نزغات الشيطان، فلا يقع بذلك طلاق - والله أعلم -.
وقيل: إن عكرمة هي الحمامة الأنثى.
لو أدرکت عکرمة
المحاسن ؛ ج1 ؛ ص149
63 عنه عن ابن فضال عن بكار بن أبي بكر الحضرمي قال: قيل لأبي جعفر ع إن عكرمة مولى ابن عباس قد حضرته الوفاة قال فانتقل ثم قال إن أدركته علمته كلاما لم تطعمه النار فدخل عليه داخل فقال قد هلك قال فقال له أبي فعلمناه فقال و الله ما هو إلا هذا الأمر الذي أنتم عليه «3».
الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج3 ؛ ص122
3- علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال: إذا أدركت الرجل عند النزع فلقنه كلمات الفرج- لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع و رب الأرضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و ما تحتهن و رب العرش العظيم و الحمد لله رب العالمين* قال فقال أبو جعفر ع لو أدركت عكرمة «1» عند الموت لنفعته فقيل لأبي عبد الله ع بما ذا كان ينفعه قال يلقنه ما أنتم عليه. «2»
______________________________
(1) قال الشيخ البهائى- رحمه الله- عكرمة بكسر العين و اسكان الكاف و كسر الراء- فقيه تابعي كان مولى لابن عباس، مات سبع و مائة. اقول و هكذا ضبطه الفيروزآبادي.
(2) أي الإقرار بالائمة عليهم السلام. (فى)
الكافي (ط - الإسلامية)، ج3، ص: 123
5- عنه عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال: كنا عنده و عنده حمران إذ دخل عليه مولى له فقال جعلت فداك هذا عكرمة في الموت و كان يرى رأي الخوارج و كان منقطعا «3» إلى أبي جعفر ع فقال لنا أبو جعفر ع أنظروني «4» حتى أرجع إليكم فقلنا نعم فما لبث أن رجع فقال أما إني لو أدركت عكرمة قبل أن تقع النفس موقعها لعلمته كلمات ينتفع بها و لكني أدركته و قد وقعت النفس «5» موقعها قلت جعلت فداك و ما ذاك الكلام قال هو و الله ما أنتم عليه فلقنوا موتاكم عند الموت شهادة أن لا إله إلا الله و الولاية.
من لا يحضره الفقيه ؛ ج1 ؛ ص134
356- و قال أبو جعفر الباقر ع- لو أدركت عكرمة عند الموت لنفعته فقيل للصادق ع بما ذا كان ينفعه قال كان يلقنه ما أنتم عليه «1».
تهذيب الأحكام (تحقيق خرسان) ؛ ج1 ؛ ص287
«838»- 6- و بهذا الإسناد عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال: كنا عنده و عنده حمران إذ دخل عليه مولى له فقال له جعلت فداك هذا عكرمة في الموت و كان يرى رأي الخوارج و كان منقطعا إلى أبي جعفر ع فقال لنا أبو جعفر انظروني حتى أرجع إليكم قلنا نعم فما لبث أن رجع فقال أما إني لو أدركت عكرمة قبل أن تقع النفس موقعها لعلمته كلمات ينتفع بها و لكني قد أدركته و قد وقعت النفس موقعها فقلت جعلت فداك و ما ذلك الكلام فقال هو و الله ما أنتم عليه فلقنوا موتاكم عند الموت شهادة أن لا إله إلا الله و الولاية.
«839»- 7- و بهذا الإسناد عن محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال: إذا أدركت الرجل عند النزع فلقنه كلمات الفرج- لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع و رب الأرضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و ما تحتهن و رب العرش العظيم و الحمد لله رب العالمين* قال و قال أبو جعفر ع لو أدركت عكرمة عند الموت لنفعته فقيل لأبي عبد الله ع بما ذا كان ينفعه قال يلقنه ما أنتم عليه.
الدعوات (للراوندي) / سلوة الحزين ؛ النص ؛ ص247
695 و عن أبي بصير رضي الله عنه عن أبي جعفر ع قال كنا عنده و عنده حمران إذ دخل مولى له فقال له جعلت فداك فهذا عكرمة في الموت و كان يرى رأي الخوارج و كان منقطعا إلى أبي جعفر ع فقال لنا أبو جعفر ع أنظروني حتى أرجع إليكم قلنا نعم فما لبث أن رجع فقال أما إني لو أدركت عكرمة قبل أن تقع النفس موقعها لعلمته كلمات ينتفع بها و لكني أدركته و قد وقعت النفس موقعها قلت جعلت فداك و ما ذاك قال هو و الله ما أنتم عليه فلقنوا موتاكم عند الموت شهادة أن لا إله إلا الله و الولاية
إيمان أبي طالب (الحجة على الذاهب إلى كفر أبي طالب) ؛ ؛ ص104
" و أخبرني شيخي أبو عبد الله محمد بن إدريس رحمه الله بإسناده إلى الشيخ الصدوق أبي جعفر الطوسي رحمه الله عن رجاله عن أبي حمزة الثمالي عن عكرمة «2» عن ابن عباس قال أخبرني العباس بن عبد المطلب أن أبا طالب شهد عند الموت أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله
______________________________
(2) عكرمة- مولى ابن عباس بن عبد الله البربري المدني، أبو عبد الله: قال الذهبي أحد أوعية العلم. تكلم فيه لرأيه لا لحفظه، فاتهم برأي الخوارج. و قد وثقه جماعة و اعتمده البخاري، و اما مسلم فتجنبه، و روى له قليلا مقرونا بغيره، و اعرض عنه مالك و تحايده الا في حديث او حديثين. و قال ابن المدائني: كان يرى راى الاباضية. وثقه ابن حجر قائلا: ثقة ثبت، عالم بالتفسير، لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر، و لا يثبت عنه بدعة. و الحديث فيه طويل.
اما مصادر الإمامية فنقل المرحوم المامقاني عن الخلاصة: انه ليس على طريقتنا و لا من أصحابنا، و لم يرد فيه توثيق. و نقل الكشي رواية عن زرارة قال: قال أبو جعفر (ع) لو ادركت عكرمة عند الموت لنفعته. قيل: لأبي عبد الله (ع) بما ذا-ينفعه؟ قال: كان يلقنه ما أنتم عليه، فلم يدركه أبو جعفر و لم ينفعه.
و نقل السيد ابن طاوس في التحرير «بانه ورد حديث يشهد بان عكرمة على غير الطريق، و حاله في ذلك ظاهر لا يحتاج الى اعتبار رواية». طاف في البلدان، قال أحمد بن حنبل: لم يدع موضعا إلا خرج إليه: خراسان، و الشام و اليمن، و مصر، و إفريقية، كان يأتي الامراء فيطلب جوائزهم، و اتى الجند إلى طاوس، فأعطاه ناقة.
و قال مصعب الزبيري: كان عكرمة يرى راي الخوارج، فطلبه متولى المدينة فتغيب عند داود بن الحصين حتى مات عام 105 او 6 او 7. و كانت وفاته بالمدينة هو و كثير عزة في يوم واحد. فشهد الناس جنازة كثير، و تركوا جنازة عكرمة. و كانت ولادته عام 25 ه. راجع (رجال الكشي: 188 و رجال المامقاني 256/ 2، و ميزان الاعتدال: 93- 97/ 3، و تهذيب التهذيب: 263/ 7 و حلية الأولياء: 326/ 3 و تقريب التهذيب: 30/ 2، و تهذيب الكمال 129، و ابن خلكان: 319/ 1 و الاعلام: 43/ 5).
________________________________________
الموسوى، فخار بن معد، إيمان أبي طالب (الحجة على الذاهب إلى كفر أبي طالب)، 1جلد، دار سيد الشهداء للنشر - ايران ؛ قم، چاپ: اول، 1410ق.
روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه (ط - القديمة) ؛ ج1 ؛ ص345
«و قال أبو جعفر الباقر عليه السلام لو أدركت عكرمة» و هو مولى ابن عباس و كان يرى رأي الخوارج، و لكنه كثير الاختلاف إلى الأئمة و كان يحبهم، فلما أخبر عليه السلام بأنه في الاحتضار، قام من مجلسه و ذهب إليه لكي يرده عن مذهبه الفاسد، فقبل أن يصل صلوات الله عليه إليه قضى نحبه فرجع، و قال لو أدركته لنفعته بكلمات ينتفع بها، فقيل له و ما ذاك الكلام فقال عليه السلام هو و الله ما أنتم عليه فلقنوا موتاكم عند الموت شهادة أن لا إله إلا الله و الولاية، و كذا قيل للصادق عليه السلام، فأجاب بما أجاب به أبوه صلوات الله عليه، و الظاهر أن السائل لم يسمع جواب أبيه أو سمعه، و لكن يريد ليطمئن قلبه و عنه صلوات الله عليه و الله لو أن عابد وثن وصف ما تصفون عند خروج نفسه ما طعمت النار من جسده أبدا- و حكاية أبي بكر الحضرمي معروفة منقولة بطرق متعددة أنه لقن رجلا بالاعتقاد بالأئمة مفصلا فمات فرأى في المنام في حالة حسنة فقال نجوت بكلمات لقنيهن أبو بكر، و لو لا ذلك كدت أهلك و أما الخبر طويل.
الوافي ؛ ج24 ؛ ص233
بيان
قوله و كان يرى و كان منقطعا أي مائلا محبا من كلام أبي بصير أنظروني بفتح الهمزة أي أمهلوني و النفس بسكون الفاء الروح.
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ؛ ج13 ؛ ص278
الحديث الخامس: ضعيف على المشهور. و قال الشيخ البهائي (ره): عكرمة بكسر العين و إسكان الكاف و كسر الراء فقيه تابعي كان مولى ابن عباس مات سنة سبع و مائة.
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل ؛ ج2 ؛ ص125
1611- «1» القطب الراوندي في كتاب الدعوات، عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال: كنا عنده و عنده حمران إذ دخل مولى له فقال جعلت فداك فهذا عكرمة في الموت و كان يرى رأي الخوارج و كان منقطعا إلى أبي جعفر ع فقال لنا أبو جعفر ع أنظروني حتى أرجع إليكم قلنا نعم فما لبث أن رجع فقال إني لو أدركت عكرمة قبل أن تقع النفس موقعها لعلمته كلمات ينتفع بها و لكني أدركته و قد وقعت النفس موقعها قلت جعلت فداك و ما ذاك قال هو و الله ما أنتم عليه فلقنوا موتاكم عند الموت شهادة أن لا إله إلا الله و الولاية
رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال ؛ النص ؛ ص216
في عكرمة مولى ابن عباس
387 حدثنا محمد بن مسعود، قال حدثني ابن إزداد ابن المغيرة، قال حدثني الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، قال، قال أبو جعفر (ع) لو أدركت عكرمة عند الموت لنفعته، قيل لأبي عبد الله (ع) بم ذا ينفعه قال كان يلقنه ما أنتم عليه، فلم يدركه أبو جعفر (ع) و لم ينفعه.
قال الكشي: و هذا نحو
ما يروى لو اتخذت خليلا لاتخذت فلانا خليلا
، لم يوجب لعكرمة مدحا بل أوجب ضده.
الرجال (لابن داود) ؛ ؛ ص478
311 عكرمة مولى ابن عباس
[كش] ضعيف.
روى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: لو كنت أدركت عكرمة عند الموت لنفعته. قيل لأبي عبد الله عليه السلام بم كان ينفعه قال يلقنه ما أنتم عليه.
الرجال (لابن داود) ؛ ؛ ص544
عكرمة مولى ابن عباس
[كش].
رجال العلامة الحلي ؛ ؛ ص245
13 عكرمة مولى ابن عباس
ليس على طريقنا و لا من أصحابنا.
شرح حال عكرمة بن عبد الله البربري مولى ابن عباس(25 - 105 هـ = 645 - 723 م)