الحكم العطائية-ابن عطاء الله السكندري
أحمد بن محمد-ابن عطاء الله الإسكندري-الحكم العطائية(658 - 709 هـ = 1260 - 1309 م)بحث از تتمه ملحق به دعاء عرفه در اقبال
الحكم العطائية-ابن عطاء الله السكندري
الحكم العطائية
اذهب إلى التنقل
اذهب إلى البحث
Question book-new.svg
المحتوى هنا ينقصه الاستشهاد بمصادر. يرجى إيراد مصادر موثوق بها. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. (ديسمبر 2018)
الحكم العطائية
الحكم العطائية على لسان أهل الطريقة
معلومات الكتاب
المؤلف ابن عطاء الله السكندري
البلد القاهرة
اللغة العربية
الناشر دار الكتب العلمية
تاريخ النشر 2006 م
السلسلة علوم إسلامية
الموضوع التصوف
التقديم
نوع الطباعة تجليد
عدد الصفحات 216
تعديل مصدري - تعديل طالع توثيق القالب
هي مجموعة من الحكم عددها 264 حكمة، كتبها ابن عطاء الله السكندري وهو أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن عيسي بن عطاء الله السكندري، أحد أركَان الطريقة الشاذلية الصوفية التي أسسها الشيخ أبو الحسن الشاذلي.
محتويات
1 شروحات الحكم العطائية
2 متن الحكم العطائية
3 المراجع
4 اقرأ أيضاً
5 وصلات خارجية
شروحات الحكم العطائية
شرح الحكم العطائية عدد من العلماء، منهم:
الشيخ ابن عجيبة، في كتابه "إيقاظ الهمم في شرح الحكم".
الشيخ الخطيب الشربيني، في كتابه "سواطع الحكم".
الشيخ أحمد زروق، في كتابه "قرة العين في شرح حكم العارف بالله ابن عطاء الله السكندري".
ابن عباد النفزي، في كتابه "غيث المواهب العلية في شرح الحكم العطائية".
عبد المجيد الشرنوبي.
الشيخ سعيد حوى، في كتابه "مذكرات في منازل الصدّيقين والربّانيين".
الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، في كتابه "الحكم العطائية، شرح وتحليل"، ويقع في خمسة مجلدات.
الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق.
الشيخ ماء العينين
د.محمد صحري مراحل السلوك الصوفي من خلال الحكم العطائية
مصطفى البحياوي شرحه شرحا ماتعا طويلا في اليوتيوب
متن الحكم العطائية
من هذه الحكم:
إن رغبتك البدايات زهدتك النهايات، وإن دعاك إليها ظاهر نهاك عنها باطن، إنما جعلها محلا للأغيار ومعدنا لوجود الأكدار تزهيدا لك فيها.
علم أنك لا تقبل النصح المجرد فذوقك من ذواقها ما يسهل عليك وجود فراقها.
العلم النافع هو الذي ينبسط في الصدر شعاعه وينكشف عن القلب قناعه.
خير علم ما كانت الخشية معه، فالعلم إن قارنته الخشية فلك وإلا فعليك.
متى آلمك عدم إقبال الناس عليك أو توجههم بالذم إليك، فارجع إلى علم الله فيك، فإن كان لا يقنعك علمه فمصيبتك بعدم قناعتك بعلمه أشد من مصيبتك من الأذى منهم، إنما أجرى الأذى على أيديهم كي لا تكون ساكنا إليهم، أن أراد أن يزعجك عن كل شيء حتى لا يشغلك عنه شيء.
إذا علمت أن الشيطان لا يغفل عنك فلا تغفل أنت عمن ناصيتك بيده، جعله لك عدوا ليحوشك به إليه، وحرك عليك النفس لتديم إقبالك عليه.
من أثبت لنفسه تواضعا فهو المتكبر حقا، إذ ليس التواضع إلا عن رفعة، فمتى أثبتت لنفسك تواضعا فأنت المتكبر، إذ ليس المتواضع الذي إذا تواضع رأى أنه فوق ما صنع ولكن المتواضع هو الذي إذا تواضع رأى أنه دون ما صنع.
التواضع الحقيقي هو الناشئ عن شهود عظمته ، وتجلي صفته.
لا يخرجك عن الوصف إلا شهود الوصف، المؤمن يشغله الشاغل لله عن أن يكون لنفسه شاكرا، وتشغله حقوق الله عن أن يكون لحظوظه ذاكرا.
ليس المحب الذي يرجو من محبوبه عوضا، أو يطلب منه غرضا، فإن المحب من يبذل لك، ليس المحب من تبذل له.
لولا ميادين النفوس ما تحقق سير السائرين.
لا مسافة بينك وبينه حتى تطويها رحلتك، ولا قطيعة بينك وبينه حتى تمحوها وصلتك.
جعلك في العالم المتوسط بين ملكه وملكوته ليعلمك جلالة قدرك بين مخلوقاته، وأنك جوهرة تنكوي عليك أصداف مكوناته، وسعك الكون من حيث جثمانيتك، ولم يسعك من حيث ثبوت روحانيتك.
الكائن في الكون، ولم يفتح له ميادين الغيوب مسجون بمحيطاته، ومحصور في هيكل ذاته.
أنت مع الأكوان ما لم تشهد المكون، فإذا شهدته كانت الأكوان معك.
لا يلزم من ثبوت الخصوصية عدم وصف البشرية، إنما مثل الخصوصية كإشراق شمس النهار، ظهرت في الأفق وليست منه،
تارة تشرق شموس أوصافه على ليل وجودك، وتارة يقبض ذلك عنك فيردك إلى حدودك، فالنهار ليس منك إليه، ولكنه وارد عليك.
دل بوجود آثاره على وجود أسمائه، وبوجود أسمائه على ثبوت أوصافه، وبوجود أوصافه على وجود ذاته، إذ محال أن يقوم الوصف بنفسه، فأرباب الجذب يكشف لهم عن كمال ذاته ثم يردهم إلى شهود صفاته، ثم يرجعهم إلى التعلق بأسمائه ثم يردهم إلى شهود آثاره، والسالكون على عكس هذا، فنهاية السالكين بداية المجذوبين، وبداية المجذوبين نهاية السالكين، فإن مراد السالكين شهود الأشياء لله، ومراد المجذوبين شهادة الأشياء بالله، والسالكون عاملون على تحقيق الفناء والمحو، والمجذوبون مسلوك بهم طريق البقاء والصحو، لكن لا بمعنى واحد، فربما التقيا في الطريق هذا في ترقية وهذا في تدلية.
لا يعلم قدر أنوار القلوب والأسرار إلا في غيب الملكوت، كما لا تظهر أنوار السماء إلا في شهادة الملك.
وجد أن ثمرات الطاعات عاجلا بشائر العاملين بوجود الجزاء عليه آجلا.
كيف تطلب العوض عن عمل هو متصدق به عليك، أم كيف تطلب الجزاء عن صدق هو مهديه إليك.
قوم تسبق أنوارهم أذكارهم، وقوم تسبق أذكارهم أنوارهم، وقوم تتساوى أذكارهم وأنوارهم، وقوم لآ أذكار ولا أنوار نعوذ بالله من ذلك.
ذاكر ذكر ليستنير قلبه، فكان ذاكرا، وذاكر استنار قلبه فكان ذاكرا، والذي استوت أنواره وأذكاره فبذكره يهتدى وبنوره يقتدى.
ما كان ظاهر ذكر إلا عن باطن شهود وفكر، أشهدك من قبل أن استشهدك فنطقت بألوهيته الظواهر وتحققت بأحديته القلوب والسرائر.
أكرمك ثلاث كرامات، جعلك ذاكرا له، ولولا فضله لم تكن أهلا لجريان ذكره عليك، وجعلك مذكورا به إذ حقق نسبته لديك، وجعلك مذكورا عنده ليتم نعمته عليك.
رب عمر اتسعت آماده وقلت أمداده، ورب عمر قليلة آماده كثيرة إمداده، فمن بورك له في عمره أدرك في يسير من الزمن من منن الله ما لا يدخل تحت دوائر العبارة ولا تلحقه الإشارة.
الخذلان كل الخذلان، أن تتفرغ من الشواغل ثم لا تتوجه إليه، وتقل عوائقك ثم لا ترحل إليه.
الفكرة سير القلوب في ميادين الأغيار، والفكرة سراج القلب، فإذا ذهبت فلا إضاءة له.
الفكرة فكرتان، فكرة تصديق وإيمان وفكرة شهود وعيان، فالأولى لأرباب الاعتبار والثانية لأرباب الشهود والاستبصار.
المراجع
اقرأ أيضاً
الصوفية.
ابن عطاء الله السكندري.
أبو الحسن الشاذلي.
تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس.
بغية المريد، نظم الحكم العطائية، ابن عباد النفزي الرندي.
وصلات خارجية
الحكم العطائية عند مؤسسة ماثيسون لدراسة الأديان المقارنة: إنجليزي-عربي
سلسلة حلقات شرح الحكم العطائية لمفتي مصر الدكتور علي جمعة
˅
عنت
كتب ابن عطاء الله السكندري
كتب ابن عطاء الله السكندري
التنوير في إسقاط التدبير الحكم العطائية القصد المجرد في معرفة الاسم المفرد عنوان التوفيق في آداب الطريق لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس وشيخه أبي الحسن تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح
˅
عنت
كتب صوفية
كتب صوفية
الرسالة القشيرية التعرف لمذهب أهل التصوف البرهان المؤيد الغنية لطالبي طريق الحق اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر إحياء علوم الدين المنقذ من الضلال منهاج العابدين الأربعين في أصول الدين الفتوحات المكية آداب سلوك المريد قواعد التصوف الحكم العطائية تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس قوت القلوب المكتوبات الربانية دلائل الخيرات الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية الجوهرة الطبقات الکبریٰ
أيقونة بوابةبوابة كتب
تصنيفان:
كتب ابن عطاء الله السكندريكتب التصوف
شرح الحكم العطائية (ص: 13)
( وبعد ) فيقول أفقر العباد إلى مولاه الغني عبد المجيد الشرنوبي الأزهري - بلّغه الله الأمل ووفقه لصالح العمل - : لما كانت حكم السيد السري العارف بالله تعالى سيدي أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله السكندري مِنْ أنفع ما يَتَوَصَّلُ به المريد إلى معرفة طريق العارفين
...
شرح الحكم العطائية (ص: 211)
( 34 ) إلهي كيف أستعز وأنت في الذلة أركزتني أم كيف لا أستعز وإليك نسبتي ؟ أم كيف لا أفتقر وأنت الذي في الفقر أقمتني أم كيف أفتقر وأنت بجودك أغنيتني ؟
الكتاب: الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»
جمع وإعداد: وليد بن أحمد الحسين الزبيري، إياد بن عبد اللطيف القيسي، مصطفى بن قحطان الحبيب، بشير بن جواد القيسي، عماد بن محمد البغدادي
الناشر: مجلة الحكمة، مانشستر - بريطانيا
الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة (2/ 1345)
1847 - الشَّرْقاوي *
النحوي: عبد الله بن حجازي بن إبراهيم...
* قلت: عند مراجعة كتابه (شرح الحكم العطائية) وجدنا فيه كثير من الأمور والأحوال الصوفية بل فيه كثير من تأويلات الأشعرية فانظر إليه مثلًا وهو يؤول الاستواء بالاستيلاء ويؤول الرحمة بالإحسان. . الخ حيث قال في صفحة (11): ....
....
(أم كيف أهان) أي بحصل لي هوان وذل (وعليك متكلي) أي اتكالي واعتمادي (إلهي كيف أستعز) أي يحصل لي عزّ في نفسي (وأنت في الذلة أركزتني) أي أقمتني في الذلة وجعلتها مركزًا ومكانًا لي لا أفارقها (أم كيف لا أستعز) أي يحصل لي عزّ بك (وإليك نسبتني) أي وقد نسبتني إليك نسبة خاصة بإفاضة الأنوار على ظاهري وباطني حتى صار كل من رآني يقول هذا وفي الله فأنا ذليل من وجه عزيز من آخر (أم كيف لا أفتقر وأنت الذي في الفقر أقمتني) نهو صفة لازمة لي ومن لازمة الذلة فيرجع لما قبله (أم كيف أفتقر وأنت الذي بوجودك) أي بشهودك وفي بعض النسخ بجودك أي إحسانك إليّ بالشهود فيرجع لما قبله (أغنيتني) حتى حصل لي عز بك فالافتقار يرجع للذلة والاستغناء للعزة وتلونه في هذه الأوصاف المتضادة بحسب الظاهر لما يغلب عليه من مشاهدة ما يوجبها والذلة المثبتة هنا هي ذلة الخليقة والعبودية والنسبة التي أشار إليها هي سر الخصوصية كما تقرر (أنت الذي لا اله غيرك) يعبد أو يستند إليه في شيء (تعرفت لكل شيء) أي جعلت نفسك معروفًا لكل شيء بما أودعته فيه من النور الذي عرفك به (فما جهلك شيء) بل صار كل شيء يعرفك "وأنت الذي تعرفت إليه في كل شيء" بأن أودعت في نورًا "فرأيتك في كل شيء" بسبب ذلك النور (فأنت الظاهر لكل شيء) مفرع على ما قبله (يا من استوى) أي استولى (برحمانيته) أي برحمته (على عرشه) فصار العرش تحت حكمه وقهره كاستيلاء السلطان بجنوده على أهل بلد فشبه المولى بسلطان ورحمته بالجنود وعرشه بأهل القرية (فصار العرش غيبًا) أي غائبًا ليس له وجود (في رحمانيته) أي بالنسبة لرحمته (كما صارت العوالم) أي السموات والأرضون وما فيها (غيبًا) أي غائبة (في عرشه) أي ليس لها وجود بالنسبة له ثم بين ذلك بقوله (محقت) يا الله (الآثار) وهي السموات والأرضون وما بينهن (بالآثار) وهو العرش لأنه أثر الرحمة والعوالم بالنسبة له كلا شيء (ومحوت الأغبار) وهو العرش (بمحيطات أفلاك الأنوار) أي بالأنوار الشبيهة بالأفلاك المحيطة بالعرش وهي تلك الرحمة.
إيقاظ الهمم شرح متن الحكم (ص: 308، بترقيم الشاملة آليا)
وإليه أشار في المناجاة الحادية الثلاثين بقوله إلهي كيف أستعز وفي الذلة أركزتني أي كيف استعز عليك وأنت في ذل العبودية أركزتني أي أقررتني وأقمتني أم كيف لا أستعز وإليك نسبتني أي أم كيف لا أستعز في قلبي وروحي وسري وإليك نسبتي لما أودعت في قلبي من سر الخصوصية
حِكمُ ابن عطاءِ السّكندري | طواسين للتصوف والاسلاميات
حِكمُ ابن عطاءِ السّكندري
حِكمُ ابن عطاءِ السّكندري
حقق النصّ وضبطه: الشيخ عصام أنس
_____________________________________________________________
المقدمة
الحمد لله الذى جعل ((النَّعِيمَ وَإِنْ تَنَوَّعَتْ مَظَاهِرُهُ إِنَّمَا هُوَ بِشُهُودِهِ وَاقْتِرَابِهِ ، وَالْعَذَابَ وَإِنْ تَنَوَّعَتْ مَظَاهِرُهُ إِنَّمَا هُوَ بِوُجُودِ حِجَابِهِ ، فَسَبَبُ الْعَذَابِ وُجُودُ الْحِجَابِ ، وَإِتْمَامُ النَّعِيمِ بِالنَّظَرِ إِلَى وَجْهِهِ الْكَرِيمِ . ومَا تَجِدُهُ الْقُلُوبُ مِنَ الْهُمُومِ وَالأَحْزَانِ فَلأَجْلِ مَا مُنِعَتْ مِنْ وُجُودِ الْعَيَانِ)) (الحكم 225-226) .
والصلاة والسلام على من أوتى جوامع الكلم ، ومفاتيح الحكم .
وبعد : فهذا متن الحكم العطائية نقدمه للقارئ والسالك والمريد ، وكل من أحب أن يعايش هذا الكتاب مجردا بعيدا عن هوامش التحقيقات وفروق النُّسخ … إلخ ما اعتيد عمله فى التحقيق العلمى ، وقد استخلصنا هذا المتن المجرد من طبعتنا الأخرى للكتاب ، والتى سرنا فيها قدر طاقتنا على المنهج العلمى المعتاد ، فقابلناه على عدة نسخ ، وضبطناها بالضبط الكامل ، وأضفنا إلى ذلك بعض الخدمات العلمية كان قارئ الكتاب بحاجة ماسة إليها .
منها : ربط المتن بشروحه المتداولة ، حيث ذكرنا موضع كل حكمة من ستة شروح للكتاب : ابن عباد – زروق – البيومى – ابن عجيبة – الشرقاوى – الشرنوبى .
ومنها : عمل كشاف هجائى لما تناوله الكتاب من مسائل ولما ذكره من مصطلحات ، والكتاب كما هو معروف مقسم إلى حكم متتالية قصد المؤلف رحمه الله من وراء ترتيبها بهذا الشكل إلى مقاصد تربوية دقيقة ، ولهذا آثرنا أن نبقيها على ترتيبها ، ونضع للكتاب هذا الكشاف الهجائى الذى يكشف للقارئ عما فيه من كنوز مخفية . أما طبعتنا هذه فقد اقتصرنا على المتن فقط الذى صح لنا بعد المقابلة والاختيار واستشارة الشروح ، وذلك لغرض الحفظ والمطالعة فى الدرس ، وسهولة الحمل فى كل مكان ، نسأل الله تعالى أن يرزقنا القبول ، وأن ينفعنا بما فى هذا الكتاب من علم ، وأن يحققنا به .
الفقير إلى الله
عصام أنس
______________________________________________________________________
2) إِرَادَتُكَ التَّجْرِيدَ مَعَ إِقَامَةِ اللهِ إِيَّاكَ فِى الأَسْبَابِ مِنَ الشَّهْوَةِ الْخَفِيَّةِ ، وَإِرَادَتُكَ الأَسْبَابَ مَعَ إِقَامَةِ اللهِ إِيَّاكَ فِى التَّجْرِيدِ انْحِطَاطٌ عَنِ الْهِمَّةِ الْعَلِيَّةِ .
3) سَوَابِقُ الْهِمَمِ لاَ تَخْرِقُ أَسْوَارَ الأَقْدَارِ .
4) أَرِحْ نَفْسَكَ مِنَ التَّدْبِيرِ فَمَا قَامَ بِهِ غَيْرُكَ عَنْكَ لاَ تَقُمْ بِهِ لِنَفْسِكَ .
5) اجْتِهَادُكَ فِيمَا ضَمِنَ لَكَ ، وَتَقْصِيرُكَ فِيمَا طَلَبَ مِنْكَ : دَلِيلٌ عَلَى انْطِمَاسِ الْبَصِيرَةِ مِنْكَ .
6) لاَ يَكُنْ تَأَخُّرُ أَمَدِ الْعَطَاءِ مَعَ الإِلْحَاحِ فِى الدُّعَاءِ مُوجِبًا لِيَأْسِكَ ، فَهُوَ ضَمِنَ لَكَ الإِجَابَةَ فِيمَا يَخْتَارُهُ لَكَ ، لاَ فِيمَا تَخْتَارُ لِنَفْسِكَ ، وَفِى الْوَقْتِ الَّذِى يُرِيدُ ، لاَ فِى الْوَقْتِ الَّذِى تُرِيدُ .
7) لاَ يُشَكِّكَنَّكَ فِى الْوَعْدِ عَدَمُ وُقُوعِ الْمَوْعُودِ وَإِنْ تَعَيَّنَ زَمَنُهُ ؛ لِئَلاَّ يَكُونَ ذَلِكَ قَدْحًا فِى بَصِيرَتِكَ ، وَإِخْمَادًا لِنُورِ سَرِيرَتِكَ .
8) إِذَا فَتَحَ لَكَ وِجْهَةً مِنَ التَّعَرُّفِ فَلاَ تُبَالِ مَعَهَا أَنْ قَلَّ عَمَلُكَ ؛ فَإِنَّهُ مَا فَتَحَهَا لَكَ إِلاَّ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَتَعَرَّفَ إِلَيْكَ ، أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ التَّعَرُّفَ هُوَ مُورِدُهُ عَلَيْكَ ، وَالأَعْمَالَ أَنْتَ مُهْدِيهَا إِلَيْهِ ؟ وَأَيْنَ مَا تُهْدِيهِ إِلَيْهِ مِمَّا هُوَ مُورِدُهُ عَلَيْكَ ؟
9) تَنَوَّعَتْ أَجْنَاسُ الأَعْمَالِ لِتَنَوُّعِ وَارِدَاتِ الأَحْوَالِ .
10) الأَعْمَالُ صُوَرٌ قَائِمَةٌ ، وَأَرْوَاحُهَا وُجُودُ سِرِّ الإِخْلاَصِ فِيهَا .
11) ادْفِنْ وُجُودَكَ فِى أَرْضِ الْخُمُولِ، فَمَا نَبَتَ مِمَّا لَمْ يُدْفَنْ لاَ يَتِمُّ نِتَاجُهُ .
12) مَا نَفَعَ الْقَلْبَ شَىْءٌ مِثْلُ عُزْلَةٍ يَدْخُلُ بِهَا مَيْدَانَ فِكْرَةٍ .
13) كَيْفَ يُشْرِقُ قَلْبٌ صُوَرُ الأَكْوَانِ مُنْطَبِعَةٌ فِى مِرْآَتِهِ ؟ أَمْ كَيْفَ يَرْحَلُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُكَبَّلٌ بِشَهَوَاتِهِ ؟ أَمْ كَيْفَ يَطْمَعُ أَنْ يَدْخُلَ حَضْرَةَ اللهِ وَهُوَ لَمْ يَتَطَهَّرْ مِنْ جَنَابَةِ غَفَلاَتِهِ ؟ أَمْ كَيْفَ يَرْجُو أَنْ يَفْهَمَ دَقَائِقَ الأَسْرَارِ وَهُوَ لَمْ يَتُبْ مِنْ هَفَوَاتِهِ ؟
14) الْكَوْنُ كُلُّهُ ظُلْمَةٌ ، وَإِنَّمَا أَنَارَهُ ظُهُورُ الْحَقِّ فِيهِ ، فَمَنْ رَأَى الْكَوْنَ وَلَمْ يَشْهَدْهُ فِيهِ أَوْ عِنْدَهُ أَوْ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ فَقَدْ أَعْوَزَهُ وُجُودُ الأَنْوَارِ ، وَحُجِبَتْ عَنْهُ شُمُوسُ الْمَعَارِفِ بِسُحُبِ الآَثَارِ .
15) مِمَّا يَدُلُّكَ عَلَى وُجُودِ قَهْرِهِ سُبْحَانَهُ أَنْ حَجَبَكَ عَنْهُ بِمَا لَيْسَ بِمَوْجُودٍ مَعَهُ .
16) كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَىْءٌ وَهُوَ الَّذِى أَظْهَرَ كُلَّ شَىْءٍ ؟ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَىْءٌ وَهُوَ الَّذِى ظَهَرَ بِكُلِّ شَىْءٍ ؟ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَىْءٌ وَهُوَ الَّذِى ظَهَرَ فِى كُلِّ شَىْءٍ ؟ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَىْءٌ وَهُوَ الَّذِى ظَهَرَ لِكُلِّ شَىْءٍ ؟ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَىْءٌ وَهُوَ الظَّاهِرُ قَبْلَ وُجُودِ كُلِّ شَىْءٍ ؟ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَىْءٌ وَهُوَ أَظْهَرُ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ ؟ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَىْءٌ وَهُوَ الْوَاحِدُ الَّذِى لَيْسَ مَعَهُ شَىْءٌ ؟ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَىْءٌ وَهُوَ أَقْرَبُ إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ ؟ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَىْءٌ وَلَوْلاَهُ مَا كَانَ وُجُودُ كُلِّ شَىْءٍ ؟ يَا عَجَبًا كَيْفَ يَظْهَرُ الْوُجُودُ فِى الْعَدَمِ ؟ أَمْ كَيْفَ يَثْبُتُ الْحَادِثُ مَعَ مَنْ لَهُ وَصْفُ الْقِدَمِ ؟
17) مَا تَرَكَ مِنَ الْجَهْلِ شَيْئًا مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحْدِثَ فِى الْوَقْتِ غَيْرَ مَا أَظْهَرَهُ اللهُ فِيهِ .
18) إِحَالَتُكَ الأَعْمَالَ عَلَى وُجُودِ الْفَرَاغِ مِنْ رُعُونَاتِ النَّفْسِ .
19) لاَ تَطْلُبْ مِنْهُ أَنْ يُخْرِجَكَ مِنْ حَالَةٍ لِيَسْتَعْمِلَكَ فِيمَا سِوَاهَا ، فَلَوْ أَرَادَكَ لاَسْتَعْمَلَكَ مِنْ غَيْرِ إِخْرَاجٍ .
20) مَا أَرَادَتْ هِمَّةُ سَالِكٍ أَنْ تَقِفَ عِنْدَمَا كُشِفَ لَهَا إِلاَّ وَنَادَتْهُ هَوَاتِفُ الْحَقِيقَةِ الَّذِى تَطْلُبُ أَمَامَكَ ، وَلاَ تَبَرَّجَتْ ظَوَاهِرُ الْمُكَوَّنَاتِ إِلاَّ وَنَادَتْكَ حَقَائِقُهَا {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ} .
21) طَلَبُكَ مِنْهُ اتِّهَامٌ لَهُ ، وَطَلَبُكَ لَهُ غَيْبَةٌ مِنْكَ عَنْهُ ، وَطَلَبُكَ لِغَيْرِهِ لِقِلَّةِ حَيَائِكَ مِنْهُ ، وَطَلَبُكَ مِنْ غَيْرِهِ لِوُجُودِ بُعْدِكَ عَنْهُ .
22) مَا مِنْ نَفَسٍ تُبْدِيهِ إِلاَّ وَلَهُ قَدَرٌ فِيكَ يُمْضِيهِ .
23) لاَ تَتَرَقَّبْ فُرُوغَ الأَغْيَارِ فَإِنَّ ذَلِكَ يَقْطَعُكَ عَنْ وُجُودِ الْمُرَاقَبَةِ لَهُ فِيمَا هُوَ مُقِيمُكَ فِيهِ .
24) لاَ تَسْتَغْرِبْ وُقُوعَ الأَكْدَارِ مَا دُمْتَ فِى هَذِهِ الدَّارِ فَإِنَّهَا مَا أَبْرَزَتْ إِلاَّ مَا هُوَ مُسْتَحِقُّ وَصْفِهَا وَوَاجِبُ نَعْتِهَا .
25) مَا تَوَقَّفَ مَطْلَبٌ أَنْتَ طَالِبُهُ بِرَبِّكَ ، وَلاَ تَيَسَّرَ مَطْلَبٌ أَنْتَ طَالِبُهُ بِنَفْسِكَ .
26) مِنْ عَلاَمَاتِ النُّجْحِ فِى النِّهَايَاتِ: الرُّجُوعُ إِلَى اللهِ تَعَالَى فِى الْبِدَايَاتِ .
27) مَنْ أَشْرَقَتْ بِدَايَتُهُ أَشْرَقَتْ نِهَايَتُهُ .
28) مَا اسْتُوْدِعَ فِى غَيْبِ السَّرَائِرِ ظَهَرَ فِى شَهَادَةِ الظَّوَاهِرِ .
29) شَتَّانَ بَيْنَ مَنْ يَسْتَدِلُّ بِهِ أَوْ يَسْتَدِلُّ عَلَيْهِ ، الْمُسْتَدِلُّ بِهِ عَرَفَ الْحَقَّ لأَهْلِهِ فَأَثْبَتَ الأَمْرَ مِنْ وُجُودِ أَصْلِهِ ، وَالاسْتِدْلاَلُ عَلَيْهِ مِنْ عَدَمِ الْوُصُولِ إِلَيْهِ ، وَإِلاَّ فَمَتَى غَابَ حَتَّى يُسْتَدَلَّ عَلَيْهِ ؟ وَمَتَى بَعُدَ حَتَّى تَكَونَ الآَثَارُ هِىَ الَّتِى تُوَصِّلُ إِلَيْهِ ؟
30) {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّنْ سَعَتَهِ} الْوَاصِلُونَ إِلَيْهِ {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} السَّائِرُونَ إِلَيْهِ .
31) اهْتَدَى الرَّاحِلُونَ إِلَيْهِ بَأَنْوَارِ التَّوَجُّهِ ، وَالْوَاصِلُونَ لَهُمْ أَنْوَارُ الْمُوَاجَهَةِ ، فَالأَوَّلُونَ لِلأَنْوَارِ ، وَهَؤُلاَءِ الأَنْوَارُ لَهُمْ ؛ لأَنَّهُمْ للهِ لاَ لِشَىْءٍ دُونَهُ {قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِى خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} .
32) تَشَوُّفُكَ إِلَى مَا بَطَنَ فِيكَ مِنَ الْعُيُوبِ خَيْرٌ مِنْ تَشَوُّفِكَ إِلَى مَا حُجِبَ عَنْكَ مِنَ الْغُيُوبِ .
33) الْحَقُّ لَيْسَ بِمَحْجُوبٍ وَإِنَّمَا الْمَحْجُوبُ أَنْتَ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهِ إِذْ لَوْ حَجَبَهُ شَىْءٌ لَسَتَرَهُ مَا حَجَبَهُ وَلَوْ كَانَ لَهُ سَاتِرٌ لَكَانَ لِوُجُودِهِ حَاصِرٌ وَكُلُّ حَاصِرٍ لِشَىْءٍ فَهُوَ لَهُ قَاهِرٌ {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} .
34) اخْرُجْ مِنْ أَوْصَافِ بَشَرِيَّتِكَ عَنْ كُلِّ وَصْفٍ مُنَاقِضٍ لِعُبُودِيَّتِكَ لِتَكُونَ لِنِدَاءِ الْحَقِّ مُجِيبًا وَمِنْ حَضْرَتِهِ قَرِيبًا.
35) أَصْلُ كُلِّ مَعْصِيَةٍ وَغَفْلَةٍ وَشَهْوَةٍ الرِّضَا عَنِ النَّفْسِ وَأَصْلُ كُلِّ طَاعَةٍ وَيَقَظَةٍ وَعِفَّةٍ عَدَمُ الرِّضَا مِنْكَ عَنْهَا .
36) وَلأَنْ تَصْحَبَ جَاهِلاً لاَ يَرْضَى عَنْ نَفْسِهِ خَيرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَصْحَبَ عَالِمًا يَرْضَى عَنْ نَفْسِهِ فَأَىُّ عِلْمٍ لِعَالِمٍ يَرْضَى عَنْ نَفْسِهِ وَأَىُّ جَهْلٍ لِجَاهِلٍ لاَ يَرْضَى عَنْ نَفْسِهِ .
37) شُعَاعُ الْبَصِيرَةِ يُشْهِدُكَ قُرْبَهُ مِنْكَ ، وَعَيْنُ الْبَصِيرَةِ يُشْهِدُكَ عَدَمَكَ لِوُجُودِهِ ، وَحَقُّ الْبَصِيرَةِ يُشْهِدُكَ وُجُودَهُ ، لاَ عَدَمَكَ وَلاَ وُجُودَكَ .
38) كَانَ اللهُ وَلاَ شَىْءَ مَعَهُ وَهُوَ الآَنَ عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ .
39) لاَ تَتَعَدَّ نِيَّةُ هِمَّتِكَ إِلَى غَيْرِهِ فَالْكَرِيمُ لاَ تَتَخَطَّاهُ الآَمَالُ .
40) لاَ تَرْفَعَنَّ إِلَى غَيْرِهِ حَاجَةً هُوَ مُورِدُهَا عَلَيْكَ فَكَيْفَ يَرْفَعُ غَيْرُهُ مَا كَانَ هُوَ لَهُ وَاضِعًا ، مَنْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَرْفَعَ حَاجَةً عَنْ نَفْسِهِ فَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَكُونَ لَهَا عَنْ غَيْرِهِ رَافِعًا .
41) إِنْ لَمْ تُحْسِنْ ظَنَّكَ بِهِ لأَجْلِ حُسْنِ وَصْفِهِ فَحَسِّنْ ظَنَّكَ بِهِ لِوُجُودِ مُعَامَلَتِهِ مَعَكَ فَهَلْ عَوَّدَكَ إِلاَّ حَسَنًا وَهَلْ أَسْدَى إِلَيْكَ إِلاَّ مِنَنًا .
42) الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ مِمَّنْ يَهْرَبُ مِمَّنْ لاَ انْفِكَاكَ لَهُ عَنْهُ وَيَطْلُبُ مَا لاَ بَقَاءَ لَهُ مَعَهُ {فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ} الآَيَة .
43) لاَ تَرْحَلْ مِنْ كَوْنٍ إِلَى كَوْنٍ فَتَكُونَ كَحِمَارِ الرَّحَى يَسِيرُ وَالْمَكَانُ الَّذِى ارْتَحَلَ إِلَيْهِ هُوَ الَّذِى ارْتَحَلَ مِنْهُ وَلَكِنِ ارْحَلْ مِنَ الأَكْوَانِ إِلَى الْمُكَوِّنِ {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} . وَانْظُرْ إِلَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)) ، فَافْهَمْ قَوْلَهُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ، وَتَأَمَّلْ هَذَا الأَمْرَ إِنْ كُنْتَ ذَا فَهْمٍ .
44) لاَ تَصْحَبْ مَنْ لاَ يُنْهِضُكَ حَالُهُ وَلاَ يَدُلُّكَ عَلَى اللهِ مَقَالُهُ .
45) رُبَّمَا كُنْتَ مُسِيئًا فَأَرَاكَ الإِحْسَانَ مِنْكَ صُحْبَتُكَ مَنْ هُوَ أَسْوَأُ حَالاً مِنْكَ .
46) مَا قَلَّ عَمَلٌ بَرَزَ مِنْ قَلْبٍ زَاهِدٍ ، وَلاَ كَثُرَ عَمَلٌ بَرَزَ مِنْ قَلْبٍ رَاغِبٍ .
47) حُسْنُ الأَعْمَالِ نَتَائِجُ حُسْنِ الأَحْوَالِ ، وَحُسْنُ الأَحْوَالِ مِنَ التَّحَقُّقِ فِى مَقَامَاتِ الإِنْزَالِ .
48) لاَ تَتْرُكِ الذِّكْرَ لِعَدَمِ حُضُورِكَ مَعَ اللهِ فِيهِ ؛ لأَِنَّ غَفْلَتَكَ عَنْ وُجُودِ ذِكْرِهِ أَشَدُّ مِنْ غَفْلَتِكَ فِى وُجُودِ ذِكْرِهِ ، فَعَسَى أَنْ يَرْفَعَكَ مِنْ ذِكْرٍ مَعَ وُجُودِ غَفْلَةٍ إِلَى ذِكْرٍ مَعَ وُجُودِ يَقَظَةٍ ، وَمِنْ ذِكْرٍ مَعَ وُجُودِ يَقَظَةٍ إِلَى ذِكْرٍ مَعَ وُجُودِ حُضُورٍ وَمِنْ ذِكْرٍ مَعَ وُجُودِ حُضُورٍ إِلَى ذِكْرٍ مَعَ وُجُودِ غَيْبَةٍ عَمَّا سِوَى الْمَذْكُورِ {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ} .
49) مِنْ عَلاَمَاتِ مَوْتِ الْقَلْبِ : عَدَمُ الْحُزْنِ عَلَى مَا فَاتَكَ مِنَ الْمُوَافَقَاتِ ، وَتَرْكُ النَّدَمِ عَلَى مَا فَعَلْتَهُ مِنْ وُجُودِ الزَّلاَتِ .
50) لاَ يَعْظُمُ الذَّنْبُ عِنْدَكَ عَظَمَةً تَصُدُّكَ عَنْ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ تَعَالَى ؛ فَإِنَّ مَنْ عَرَفَ رَبَّهُ اسْتَصْغَرَ فِى جَنْبِ كَرَمِهِ ذَنْبَهُ .
51) لاَ صَغِيرَةَ إِذَا قَابَلَكَ عَدْلُهُ ، وَلاَ كَبِيرَةَ إِذَا وَاجَهَكَ فَضْلُهُ .
52) لاَ عَمَلَ أَرْجَى لِلْقَبُولِ مِنْ عَمَلٍ يَغِيبُ عَنْكَ شُهُودُهُ ، وَيُحْتَقَرُ عِنْدَكَ وُجُودُهُ .
53) إِنَّمَا أَوْرَدَ عَلَيْكَ الْوَارِدَ لِتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ وَارِدًا .
54) أَوْرَدَ عَلَيْكَ الْوَارِدَ لِيَتَسَلَّمَكَ مِنْ يَدِ الأَغْيَارِ ، وَلِيُحَرِّرَكَ مِنْ رِقِّ الآَثَارِ .
55) أَوْرَدَ عَلَيْكَ الْوَارِدَ لِيُخْرِجَكَ مِنْ سِجْنِ وُجُودِكَ إِلَى فَضَاءِ شُهُودِكَ .
56) الأَنْوَارُ مَطَايَا الْقُلُوبِ وَالأَسْرَارِ .
57) النُّورُ جُنْدُ الْقَلْبِ كَمَا أَنَّ الظُّلْمَةَ جُنْدُ النَّفْسِ ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَنْصُرَ عَبْدَهُ أَمَدَّهُ بِجُنُودِ الأَنْوَارِ ، وَقَطَعَ عَنْهُ مَدَدَ الظُّلَمِ وَالأَغْيَارِ .
58) النُّورُ لَهُ الْكَشْفُ ، وَالْبَصِيرَةُ لَهَا الْحُكْمُ ، وَالْقَلْبُ لَهُ الإِقْبَالُ وَالإِدْبَارُ .
59) لاَ تُفْرِحْكَ الطَّاعَةُ لأَِنَّهَا بَرَزَتْ مِنْكَ ، وَافْرَحْ بِهَا لأَِنَّهَا بَرَزَتْ مِنَ اللهِ إِلَيْكَ {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} .
60) قَطَعَ السَّائِرِينَ لَهُ وَالْوَاصِلِينَ إِلَيْهِ عَنْ رُؤْيَةِ أَعْمَالِهِمْ وَشُهُودِ أَحْوَالِهِمْ ، أَمَّا السَّائِرُونَ فَلأَِنَّهُمْ لَمْ يَتَحَقَّقُوا الصِّدْقَ مَعَ اللهِ فِيهَا ، وَأَمَّا الْوَاصِلُونَ فَلأَِنَّهُ غَيَّبَهُمْ بِشُهُودِهِ عَنْهَا .
61) مَا بَسَقَتْ أَغْصَانُ ذُلٍّ إِلاَّ عَلَى بَذْرِ طَمَعٍ .
62) مَا قَادَكَ شَىْءٌ مِثْلُ الْوَهْمِ .
63) أَنْتَ حُرٌّ مِمَّا أَنْتَ عَنْهُ آَيِسٌ وَعَبْدٌ لِمَا أَنْتَ لَهُ طَامِعٌ .
64) مَنْ لَمْ يُقْبِلْ عَلَى اللهِ بِمُلاَطَفَاتِ الإِحْسَانِ قِيدَ إِلَيْهِ بِسَلاَسِلِ الامْتِحَانِ .
65) مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النِّعَمَ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِزَوَالِهَا وَمَنْ شَكَرَهَا فَقَدْ قَيَّدَهَا بِعِقَالِهَا .
66) خَفْ مِنْ وُجُودِ إِحْسَانِهِ إِلَيْكَ وَدَوَامِ إِسَاءَتِكَ مَعَهُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجًا لَكَ {سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} .
67) مِنْ جَهْلِ الْمُرِيدِ أَنْ يُسِىءَ الأَدَبَ فَتُؤَخَّرُ الْعُقُوبَةُ عَنْهُ ، فَيَقُولُ : لَوْ كَانَ هَذَا سُوءَ أَدَبٍ لَقَطَعَ الإِمْدَادَ وَأَوْجَبَ الإِبْعَادَ ، فَقَدْ يَقْطَعُ الْمَدَدَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُ ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إِلاَّ مَنْعَ الْمَزِيدِ ، وَقَدْ يُقَامُ مَقَامَ الْبُعْدِ وَهُوَ لاَ يَدْرِى ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إِلاَّ أَنْ يُخَلِّيَكَ وَمَا تُرِيدُ .
68) إِذَا رَأَيْتَ عَبْدًا أَقَامَهُ اللهُ تَعَالَى بِوُجُودِ الأَوْرَادِ ، وَأَدَامَهُ عَلَيْهَا مَعَ طُولِ الإِمْدَادِ فَلاَ تَسْتَحْقِرَنَّ مَا مَنَحَهُ مَوْلاَهُ ؛ لأَنَّكَ لَمْ تَرَ عَلَيْهِ سِيمَا الْعَارِفِينَ ، وَلاَ بَهْجَةَ الْمُحِبِّينَ ، فَلَوْلاَ وَارِدٌ مَا كَانَ وِرْدٌ .
69) قَوْمٌ أَقَامَهُمُ الْحَقُّ لِخِدْمَتِهِ ، وَقَوْمٌ اخْتَصَّهُمْ بِمَحَبَّتِهِ ، {كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} .
70) قَلَّمَا تَكُونُ الْوَارِدَاتُ الإِلَهِيَّةُ إِلاَّ بَغْتَةً ، لِئَلاَّ يَدَّعِيَهَا الْعِبَادُ بِوُجُودِ الاسْتِعْدَادِ .
71) مَنْ رَأَيْتَهُ مُجِيبًا عَنْ كُلِّ مَا سُئِلَ ، وَمُعَبِّرًا عَنْ كُلِّ مَا شَهِدَ ، وَذَاكِرًا كُلَّ مَا عَلِمَ ، فَاسْتَدِلَّ بِذَلِكَ عَلَى وُجُودِ جَهْلِهِ .
72) إِنَّمَا جَعَلَ الدَّارَ الآَخِرَةَ مَحَلاًّ لِجَزَاءِ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ؛ لأَنَّ هَذِهِ الدَّارَ لاَ تَسَعُ مَا يُرِيدُ أَنْ يُعْطِيَهُمْ ، وَلأَنَّهُ أَجَلَّ أَقْدَارَهُمْ عَنْ أَنْ يُجَازِيَهُمْ فِى دَارٍ لاَ بَقَاءَ لَهَا .
73) مَنْ وَجَدَ ثَمَرَةَ عَمَلِهِ عَاجِلاً فَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى وُجُودِ الْقَبُولِ آجِلاً .
74) إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ قَدْرَكَ عِنْدَهُ فَانْظُرْ فِى مَاذَا يُقِيمُكَ .
75) مَتَى رَزَقَكَ الطَّاعَةَ وَالْغِنَى بِهِ عَنْهَا فَاعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ أَسْبَغَ عَلَيْكَ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً .
76) خَيْرُ مَا تَطْلُبُهُ مِنْهُ مَا هُوَ طَالِبُهُ مِنْكَ .
77) الْحُزْنُ عَلَى فُقْدَانِ الطَّاعَةِ مَعَ عَدَمِ النُّهُوضِ إِلَيْهَا مِنْ عَلاَمَاتِ الاغْتِرَارِ .
78) مَا الْعَارِفُ مَنْ إِذَا أَشَارَ وَجَدَ الْحَقَّ أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنْ إِشَارَتِهِ ، بِلِ الْعَارِفُ مَنْ لاَ إِشَارَةَ لَهُ ؛ لِفَنَائِهِ فِى وُجُودِهِ ، وَانْطِوَائِهِ فِى شُهُودِهِ .
79) الرَّجَاءُ مَا قَارَنَهُ عَمَلٌ ، وَإِلاَّ فَهُوَ أُمْنِيَةٌ .
80) مَطْلَبُ الْعَارِفِينَ مِنَ اللهِ تَعَالَى الصِّدْقُ فِى الْعُبُودِيَّةِ وَالْقِيَامُ بِحُقُوقِ الرُّبُوبِيَّةِ .
81) بَسَطَكَ كَىْ لاَ يُبْقِيكَ مَعَ الْقَبْضِ ، وَقَبَضَكَ كَىْ لاَ يَتْرُكَكَ مَعَ الْبَسْطِ ، وَأَخْرَجَكَ عَنْهُمَا كَىْ لاَ تَكُونَ لِشَىْءٍ دُونَهُ .
82) الْعَارِفُونَ إِذَا بُسِطُوا أَخْوَفُ مِنْهُمْ إِذَا قُبِضُوا ، وَلاَ يَقِفُ عَلَى حُدُودِ الأَدَبِ فِى الْبَسْطِ إِلاَّ قَلِيلٌ .
83) الْبَسْطُ تَأْخُذُ النَّفْسُ مِنْهُ حَظَّهَا بِوُجُودِ الْفَرَحِ ، وَالْقَبْضُ لاَ حَظَّ لِلنَّفْسِ فِيهِ .
84) رُبَّمَا أَعْطَاكَ فَمَنَعَكَ ، وَرُبَّمَا مَنَعَكَ فَأَعْطَاكَ .
85) مَتَى فَتَحَ لَكَ بَابَ الْفَهْمِ فِى الْمَنْعِ عَادَ الْمَنْعُ عَيْنَ الْعَطَاءِ .
86) الأَكْوَانُ ظَاهِرُهَا غِرَّةٌ ، وَبَاطِنُهَا عِبْرةٌ ، فَالنَّفْسُ تَنْظُرُ إِلَى ظَاهِرِ غِرَّتِهَا وَالْقَلْبُ يَنْظُرُ إِلَى بَاطِنِ عِبْرَتِهَا .
87) إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَكُونَ لَكَ عِزٌّ لاَ يَفْنَى فَلاَ تَسْتَعِزَّنَّ بِعِزٍّ يَفْنَى .
88) الطَّىُّ الْحَقِيقِىُّ أَنْ تَطْوِىَ مَسَافَةَ الدُّنْيَا عَنْكَ حَتَّى تَرَى الآَخِرَةَ أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْكَ .
89) الْعَطَاءُ مِنَ الْخَلْقِ حِرْمَانٌ ، وَالْمَنْعُ مِنَ اللهِ إِحْسَانٌ .
90) جَلَّ رَبُّنَا أَنْ يُعَامِلَهُ الْعَبْدُ نَقْدًا فَيُجَازِيهِ نَسِيئَةً .
91) كَفَى مِنْ جَزَائِهِ إِيَّاكَ عَلَى الطَّاعَةِ أَنْ رَضِيَكَ لَهَا أَهْلاً .
92) كَفَى الْعَامِلِينَ جَزَاءً مَا هُوَ فَاتِحُهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فِى طَاعَتِهِ ، وَمَا هُوَ مُورِدُهُ عَلَيْهِمْ مِنْ وُجُودِ مُؤانَسَتِهِ .
93) مَنْ عَبَدَهُ لِشَىْءٍ يَرْجُوهُ مِنْهُ ، أَوْ لِيَدْفَعَ بِطَاعَتِهِ وُرُودَ الْعُقُوبَةِ عَنْهُ فَمَا قَامَ بِحَقِّ أَوْصَافِهِ .
94) مَتَى أَعْطَاكَ أَشْهَدَكَ بِرَّهُ ، وَمَتَى مَنَعَكَ أَشْهَدَكَ قَهْرَهُ ، فَهُوَ فِى كُلِّ ذَلِكَ مُتَعَرِّفٌ إِلَيْكَ ، وَمُقْبِلٌ بِوُجُودِ لُطْفِهِ عَلَيْكَ .
95) إِنَّمَا يُؤْلِمُكَ الْمَنْعُ لِعَدَمِ فَهْمِكَ عَنِ اللهِ فِيهِ .
96) رُبَّمَا فَتَحَ لَكَ بَابَ الطَّاعَةِ وَمَا فَتَحَ لَكَ بَابَ الْقَبُولِ ، وَرُبَّمَا قَضَى عَلَيْكَ بِالذَّنْبِ فَكَانَ سَبَبًا فِى الْوُصُولِ .
97) مَعْصِيَةٌ أَوْرَثَتْ ذُلاًّ وَافْتِقَاراً خَيْرٌ مِنْ طَاعَةٍ أَوْرَثَتْ عِزًّا وَاسْتِكْبَارًا .
98) نِعْمَتَانِ مَا خَرَجَ مَوْجُودٌ عَنْهُمَا ، وَلاَ بُدَّ لِكُلِّ مُكَوَّنٍ مِنْهُمَا : نِعْمَةُ الإِيجَادِ ، وَنِعْمَةُ الإِمْدَادِ .
99) أَنْعَمَ عَلَيْكَ أَوَّلاً بِالإِيجَادِ ، وَثَانِيًا بِتَوَالِى الإِمْدَادِ .
100) فَاقَتُكَ لَكَ ذَاتِيَّةٌ ، وَوُرُودُ الأَسْبَابِ مُذَكِّرَاتٌ لَكَ بِمَا خَفِىَ عَلَيْكَ مِنْهَا ، وَالْفَاقَةُ الذَّاتِيَّةُ لاَ تَرْفَعُهَا الْعَوَارِضُ .
101) خَيْرُ أَوْقَاتِكَ وَقْتٌ تَشْهَدُ فِيهِ وُجُودَ فَاقَتِكَ ، وَتُرَدُّ فِيهِ إِلَى وُجُودِ ذِلَّتِكَ .
102) مَتَى أَوْحَشَكَ مِنْ خَلْقِهِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَفْتَحَ لَكَ بَابَ الأُنْسِ بِهِ .
103) مَتَى أَطْلَقَ لِسَانَكَ بِالطَّلَبِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُعْطِيَكَ .
104) الْعَارِفُ لاَ يَزُولُ اضْطِرَارُهُ وَلاَ يَكُونُ مَعَ غَيْرِ اللهِ قَرَارُهُ .
105) أَنَارَ الظَّوَاهِرَ بِأَنْوَارِ آَثَارِهِ ، وَأَنَارَ السَّرَائِرَ بِأَنْوَارِ أَوْصَافِهِ ؛ لأَجْلِ ذَلِكَ أَفَلَتْ أَنْوَارُ الظَّوَاهِرِ ، وَلَمْ تَأْفُلْ أَنْوَارُ الْقُلُوبِ وَالسَّرَائِرِ ؛ وَلِذَلِكَ قِيلَ :
إِنَّ شَمْسَ النَّهَارِ تَغْرُبُ بِاللَّيْـ
ـلِ وَشَمْسُ الْقُلُوبِ لَيْسَتْ تَغِيبُ
106) لِيُخَفِّفْ أَلَمَ الْبَلاَءِ عَلَيْكَ عِلْمُكَ بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ الْمُبْلِى لَكَ فَالَّذِى وَاجَهَتْكَ مِنْهُ الأَقْدَارُ هُوَ الَّذِى عَوَّدَكَ حُسْنَ الاَخْتِيَارِ .
107) مَنْ ظَنَّ انْفِكَاكَ لُطْفِهِ عَنْ قَدَرِهِ فَذَلِكَ لِقُصُورِ نَظَرِهِ .
108) لاَ يُخَافُ عَلَيْكَ أَنْ تَلْتَبِسَ الطُّرُقُ عَلَيْكَ ، وَإِنَّمَا يُخَافُ عَلَيْكَ مِنْ غَلَبَةِ الْهَوَى عَلَيْكَ .
109) سُبْحَانَ مَنْ سَتَرَ سِرَّ الْخُصُوصِيَّةِ بِظُهُورِ الْبَشَرِيَّةِ ، وَظَهَرَ بِعَظَمَةِ الرُّبُوبِيَّةِ فِى إِظْهَارِ الْعُبُودِيَّةِ .
110) لاَ تُطَالِبْ رَبَّكَ بِتَأَخُّرِ مَطْلَبِكَ ، وَلَكِنْ طَالِبْ نَفْسَكَ بِتَأَخُّرِ أَدَبِكَ .
111) مَتَى جَعَلَكَ فِى الظَّاهِرِ مُمْتَثِلاً لأَمْرِهِ وَرَزَقَكَ فِى الْبَاطِنِ الاسْتِسْلاَمَ لِقَهْرِهِ فَقَدْ أَعْظَمَ الْمِنَّةَ عَلَيْكَ .
112) لَيْسَ كُلُّ مَنْ ثَبَتَ تَخْصِيصُهُ كَمَلَ تَخْلِيصُهُ .
113) لاَ يَسْتَحْقِرُ الْوِرْدَ إِلاَّ جَهُولٌ ، الْوَارِدُ يُوجَدُ فِى الدَّارِ الآَخِرَةِ ، وَالْوِرْدُ يَنْطَوِى بِانْطِوَاءِ هَذِهِ الدَّارِ ، وَأَوْلَى مَا يُعْتَنَى بِهِ مَا لاَ يُخْلَفُ وُجُودُهُ ، الْوِرْدُ هُوَ طَالِبُهُ مِنْكَ ، وَالْوَارِدُ أَنْتَ تَطْلُبُهُ مِنْهُ ، وَأَيْنَ مَا هُوَ طَالِبُهُ مِنْكَ مِمَّا هُوَ مَطْلَبُكَ مِنْهُ ؟
114) وُرُودُ الإِمْدَادِ بَحَسَبِ الاسْتِعْدَادِ ، وَشُرُوقُ الأَنْوَارِ عَلَى حَسَبِ صَفَاءِ الأَسْرَارِ .
115) الْغَافِلُ إِذَا أَصْبَحَ يَنْظُرُ مَاذَا يَفْعَلُ، وَالْعَاقِلُ يَنْظُرُ مَاذَا يَفْعَلُ اللهُ بِهِ .
116) إِنَّمَا يَسْتَوْحِشُ الْعُبَّادُ وَالزُّهَّادُ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ لِغَيْبَتِهِمْ عَنِ اللهِ فِى كُلِّ شَىْءٍ ، فَلَوْ شَهِدُوهُ فِى كُلِّ شَىْءٍ لَمْ يَسْتَوْحِشُوا مِنْ شَىْءٍ .
117) أَمَرَكَ فِى هَذِهِ الدَّارِ بِالنَّظَرِ فِى مُكَوَّنَاتِهِ ، وَسَيَكْشِفُ لَكَ فِى تِلْكَ الدَّارِ عَنْ كَمَالِ ذَاتِهِ .
118) عَلِمَ مِنْكَ أَنَّكَ لاَ تَصْبِرُ عَنْهُ ، فَأَشْهَدَكَ مَا بَرَزَ مِنْهُ .
119) لَمَّا عَلِمَ الْحَقُّ مِنْكَ وُجُودَ الْمَلَلِ لَوَّنَ لَكَ الطَّاعَاتِ ، وَعَلِمَ مَا فِيكَ مِنْ وُجُودِ الشَّرَهِ فَحَجَرَهَا عَلَيْكَ فِى بَعْضِ الأَوْقَاتِ ؛ لِيَكُونَ هَمُّكَ إِقَامَةَ الصَّلاَةِ لاَ وُجُودَ الصَّلاَةِ ، فَمَا كُلُّ مُصَلٍّ مُقِيمٌ .
120) الصَّلاَةُ طُهْرَةٌ لِلْقُلُوبِ مِنْ أَدْنَاسِ الذُّنُوبِ ، وَاسْتِفْتَاحٌ لِبَابِ الْغُيُوبِ .
121) الصَّلاَةُ مَحَلُّ الْمُنَاجَاةِ ، وَمَعْدِنُ الْمُصَافَاةِ ، تَتَّسِعُ فِيهَا مَيَادِينُ الأَسْرَارِ وَتُشْرِقُ فِيهَا شَوَارِقُ الأَنْوَارِ .
122) عَلِمَ وُجُودَ الضَّعْفِ مِنْكَ فَقَلَّلَ أَعْدَادَهَا ، وَعَلِمَ احْتِيَاجَكَ إِلَى فَضْلِهِ فَكَثَّرَ أَمْدَادَهَا .
123) مَتَى طَلَبْتَ عِوَضًا عَلَى عَمَلٍ طُولِبْتَ بِوُجُودِ الصِّدْقِ فِيهِ ، وَيَكْفِى الْمُرِيبَ وِجْدَانُ السَّلاَمَةِ .
124) لاَ تَطْلُبْ عِوَضًا عَلَى عَمَلٍ لَسْتَ لَهُ فَاعِلاً ، يَكْفِى مِنَ الْجَزَاءِ لَكَ عَلَى الْعَمَلِ أَنْ كَانَ لَهُ قَابِلاً .
125) إِذَا أَرَادَ أَنْ يُظْهِرَ فَضْلَهُ عَلَيْكَ خَلَقَ وَنَسَبَ إِلَيْكَ .
126) لاَ نِهَايَةَ لِمَذَامِّكَ إِنْ أَرْجَعَكَ إِلَيْكَ ، وَلاَ تَفْرُغُ مَدَائِحُكَ إِنْ أَظْهَرَ جُودَهُ عَلَيْكَ .
127) كُنْ بِأَوْصَافِ رُبُوبِيَّتِهِ مُتَعَلِّقًا ، وَبِأَوْصَافِ عُبُودِيَّتِكَ مُتَحَقِّقًا .
128) مَنَعَكَ أَنْ تَدَّعِىَ مَا لَيْسَ لَكَ مِمَّا لِلْمَخْلُوقِينَ ، أَفَيُبِيحُ لَكَ أَنْ تَدَّعِىَ وَصْفَهُ وَهُوَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟
129) كَيْفَ تُخْرَقُ لَكَ الْعَوَائِدُ وَأَنْتَ لَمْ تَخْرُِقْ مِنْ نَفْسِكَ الْعَوَائِدَ ؟
130) مَا الشَّأْنُ وُجُودُ الطَّلَبِ ، إِنَّمَا الشَّأْنُ أَنْ تُرْزَقَ حُسْنَ الأَدَبِ .
131) مَا طُلِبَ لَكَ شَىْءٌ مِثْلُ الاضْطِرَارِ ، وَلاَ أَسْرَعَ بِالْمَوَاهِبِ إِلَيْكَ مِثْلُ الذِّلَّةِ وَالافْتِقَارِ .
132) لَوْ أَنَّكَ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ إِلاَّ بَعْدَ فَنَاءِ مَسَاوِيكَ وَمَحْوِ دَعَاوِيكَ لَمْ تَصِلْ إِلَيْهِ أَبَدًا ؛ وَلَكِنْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُوَصِّلَكَ إِلَيْهِ غَطَّى وَصْفَكَ بِوَصْفِهِ ، وَنَعْتَكَ بِنَعْتِهِ ، فَوَصَلَكَ إِلَيْهِ بِمَا مِنْهُ إِلَيْكَ ، لاَ بِمَا مِنْكَ إِلَيْهِ .
133) لَوْلاَ جَمِيلُ سَتْرِهِ لَمْ يَكُنْ عَمَلٌ أَهْلاً لِلْقَبُولِ .
134) أَنْتَ إِلَى حِلْمِهِ إِذَا أَطَعْتَهُ أَحْوَجُ مِنْكَ إِلَى حِلْمِهِ إِذَا عَصَيْتَهُ .
135) السَّتْرُ عَلَى قِسْمَيْنِ : سَتْرٌ عَنِ الْمَعْصِيَةِ ، وَسَتْرٌ فِيهَا ، فَالْعَامَّةُ يَطْلُبُونَ مِنَ اللهِ تَعَالَى السَّتْرَ فِيهَا ؛ خَشْيَةَ سُقُوطِ مَرْتَبَتِهِمْ عِنْدَ الْخَلْقِ ، وَالْخَاصَّةُ يَطْلُبُونَ مِنَ اللهِ السَّتْرَ عَنْهَا ؛ خَشْيَةَ سُقُوطِهِمْ مِنْ نَظَرِ الْمَلِكِ الْحَقِّ .
136) مَنْ أَكْرَمَكَ إِنَّمَا أَكْرَمَ فِيكَ جَمِيلَ سَتْرِهِ ، فَالْحَمْدُ لِمَنْ سَتَرَكَ لَيْسَ الْحَمْدُ لِمَنْ أَكْرَمَكَ وَشَكَرَكَ .
137) مَا صَحِبَكَ إِلاَّ مَنْ صَحِبَكَ وَهُوَ بِعَيْبِكَ عَلِيمٌ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ إِلاَّ مَوْلاَكَ الْكَرِيمُ ، خَيْرُ مَنْ تَصْحَبُ مَنْ يَطْلُبُكَ لاَ لِشَىْءٍ يَعُودُ مِنْكَ إِلَيْهِ .
138) لَوْ أَشْرَقَ لَكَ نُورُ الْيَقِينِ لَرَأَيْتَ الآَخِرَةَ أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْ أَنْ تَرْحَلَ إِلَيْهَا ، وَلَرَأَيْتَ مَحَاسِنَ الدُّنْيَا قَدْ ظَهَرَتْ كِسْفَةُ الْفَنَاءِ عَلَيْهَا .
139) مَا حَجَبَكَ عَنِ اللهِ وُجُودُ مَوْجُودٍ مَعَهُ ، وَلَكِنْ حَجَبَكَ عَنْهُ تَوَهُّمُ مَوْجُودٍ مَعَهُ .
140) لَوْلاَ ظُهُورُهُ فِى الْمُكَوَّنَاتِ مَا وَقَعَ عَلَيْهَا وُجُودُ أَبْصَارٍ ؛ لَوْ ظَهَرَتْ صِفَاتُهُ اضْمَحَلَّتْ مُكَوَّنَاتُهُ .
141) أَظْهَرَ كُلَّ شَىْءٍ لأَنَّهُ الْبَاطِنُ ، وَطَوَى وُجُودَ كُلِّ شَىْءٍ لأَنَّهُ الظَّاهِرُ.
142) أَبَاحَ لَكَ أَنْ تَنْظُرَ مَا فِى الْمُكَوَّنَاتِ وَمَا أَذِنَ لَكَ أَنْ تَقِفَ مَعَ ذَوَاتِ الْمُكَوَّنَاتِ : {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِى السَّمَوَاتِ} فَتَحَ لَكَ بَابَ الإِفْهَامِ وَلَمْ يَقُلْ : انْظُرُوا السَّمَوَاتِ ؛ لِئَلاَّ يَدُلُّكَ عَلَى وُجُودِ الأَجْرَامِ .
143) الأَكْوَانُ ثَابِتَةٌ بِإِثْبَاتِهِ ، وَمَمْحُوَّةٌ بِأَحَدِيَّةِ ذَاتِهِ .
144) النَّاسُ يَمْدَحُونَكَ لِمَا يَظُنُّونَهُ فِيكَ ، فَكُنْ أَنْتَ ذَامًّا لِنَفْسِكَ لِمَا تَعْلَمُهُ مِنْهَا .
145) الْمُؤْمِنُ إِذَا مُدِحَ اسْتَحْيَا مِنَ اللهِ تَعَالَى أَنْ يُثْنَى عَلَيْهِ بِوَصْفٍ لاَ يَشْهَدُهُ مِنْ نَفْسِهِ .
146) أَجْهَلُ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ يَقِينَ مَا عِنْدَهُ لِظَنِّ مَا عِنْدَ النَّاسِ .
147) إِذَا أَطْلَقَ الثَّنَاءَ عَلَيْكَ وَلَسْتَ بِأَهْلٍ فَأَثْنِ عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ .
148) الزُّهَّادُ إِذَا مُدِحُوا انْقَبَضُوا ؛ لِشُهُودِهِمُ الثَّنَاءَ مِنَ الْخَلْقِ ، وَالْعَارِفُونَ إِذَا مُدِحُوا انْبَسَطُوا لِشُهُودِهِمْ ذَلِكَ مِنَ الْمَلِكِ الْحَقِّ .
149) مَتَى كُنْتَ إِذَا أُعْطِيتَ بَسَطَكَ الْعَطَاءُ ، وَإِذَا مُنِعْتَ قَبَضَكَ الْمَنْعُ فَاسْتَدِلَّ بِذَلِكَ عَلَى ثُبُوتِ طُفُولِيَّتِكَ وَعَدَمِ صِدْقِكَ فِى عُبُودِيَّتِكَ .
150) إِذَا وَقَعَ مِنْكَ ذَنْبٌ فَلاَ يَكُنْ سَبَبًا لِيَأْسِكَ مِنْ حُصُولِ الاسْتِقَامَةِ مَعَ رَبِّكَ ، فَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ آَخِرَ ذَنْبٍ قُدِّرَ عَلَيْكَ .
151) إِذَا أَرَدْتَ أَنْ يَفْتَحَ لَكَ بَابَ الرَّجَاءِ فَاشْهَدْ مَا مِنْهُ إِلَيْكَ ، وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ يَفْتَحَ لَكَ بَابَ الْخَوْفِ فَاشْهَدْ مَا مِنْكَ إِلَيْهِ .
152) رُبَّمَا أَفَادَكَ فِى لَيْلِ الْقَبْضِ مَا لَمْ تَسْتَفِدْهُ فِى إِشْرَاقِ نَهَارِ الْبَسْطِ {لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا} .
153) مَطَالِعُ الأَنْوَارِ الْقُلُوبُ وَالأَسْرَارُ.
154) نُورٌ مُسْتَوْدَعٌ فِى الْقُلُوبِ مَدَدُهُ مِنَ النُّورِ الْوَارِدِ مِنْ خَزَائِنِ الْغُيُوبِ .
155) نُورٌ يَكْشِفُ لَكَ بِهِ عَنْ آَثَارِهِ ، وَنُورٌ يَكْشِفُ لَكَ بِهِ عَنْ أَوْصَافِهِ .
156) رُبَّمَا وَقَفَتِ الْقُلُوبُ مَعَ الأَنْوَارِ كَمَا حُجِبَتِ النُّفُوسُ بِكَثَائِفِ الأَغْيَارِ .
157) سَتَرَ أَنْوَارَ السَّرَائِرِ بِكَثَائِفِ الظَّوَاهِرِ ؛ إِجْلاَلاً لَهَا أَنْ تُبْتَذَلَ بِوُجُودِ الإِظْهَارِ وَأَنْ يُنَادَى عَلَيْهَا بِلِسَانِ الاشْتِهَارِ .
158) سُبْحَانَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ الدَّلِيلَ عَلَى أَوْلِيَائِهِ إِلاَّ مِنْ حَيْثُ الدَّلِيلِ عَلَيْهِ ، وَلَمْ يُوصِلْ إِلَيْهِمْ إِلاَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُوصِلَهُ إِلَيْهِ .
159) رُبَّمَا أَطْلَعَكَ عَلَى غَيْبِ مَلَكُوتِهِ ، وَحَجَبَ عَنْكَ الاسْتِشْرَافَ عَلَى أَسْرَارِ الْعِبَادِ .
160) مَنِ اطَّلَعَ عَلَى أَسْرَارِ الْعِبَادِ وَلَمْ يَتَخَلَّقْ بِالرَّحْمَةِ الإِلَهِيَّةِ كَانَ اطِّلاَعُهُ فِتْنَةً عَلَيْهِ ، وَسَبَبًا لِجَرِّ الْوَبَالِ إِلَيْهِ .
161) حَظُّ النَّفْسِ فِى الْمَعْصِيَةِ ظَاهِرٌ جَلِىٌّ ، وَحَظُّهَا فِى الطَّاعَةِ بَاطِنٌ خَفِىٌّ ، وَمُدَاوَاةُ مَا يَخْفَى صَعْبٌ عِلاَجُهُ .
162) رُبَّمَا دَخَلَ الرِّيَاءُ عَلَيْكَ مِنْ حَيْثُ لاَ يَنْظُرُ الْخَلْقُ إِلَيْكَ .
163) اسْتِشْرَافُكَ أَنْ يَعْلَمَ الْخَلْقُ بِخُصُوصِيَّتِكَ دَلِيلٌ عَل
بدون نظر