ية و جابر بن حيان و خالد بن يزيد. و ما يقتبسه من أقوال بليناس ثم آرس أكثر مما يقتبسه من أقوال الآخرين. و في الرسالة أقوال حكماء غير هؤلاء لا يسميهم.
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 46 جابر بن حيان: ..... ص : 46
. جابر بن حيان:
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 46 شكوك و غموض ..... ص : 46
و قد تعرض جابر بن حيان لخصومات سياسية و مذهبية و شخصية، أثناء حياته ذاتها، فرضت عليه الاختفاء و التشرد زمنا، و تركت جرائرها تعمل في آثاره العلمية تضييعا و تحريفا و تشكيكا بعد ذلك.
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 46 شكوك و غموض ..... ص : 46
و مهما يكن من فعل هذه العوامل كلها، فان أسباب التشكيك بشخصية جابر بن حيان و بنسبة بعض آثاره إليه، لا تقوى على الثبات أمام النقد العلمي الموضوعي، و لا تستطيع أن تطمس حقيقة وجوده و شخصيته و حقيقة كونه هو مؤلف تلك الآثار العديدة المنسوبة إليه.
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 47 مصادر الشكوك ..... ص : 47
" .. و قال جماعة من أهل العلم و أكابر الوراقين ان هذا الرجل- أي جابر بن حيان- لا أصل له و لا حقيقة. و بعضهم قال انه ما صنف، إن كان له حقيقة، إلا" كتاب الرحمة"، و إن هذه المصنفات صنفها الناس و نحلوها إياه".
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 47 مصادر الشكوك ..... ص : 47
و في العصور الأخيرة تحدث عن هذا الشك أيضا" بول كراوس" الذي جهد في جمع بعض مخطوطات جابر من مختلف المكتبات في أوروبا و نشرها في كتاب بعنوان" مختار رسائل جابر بن حيان" و ألف مجلدين عنه و عن مؤلفاته و مذهبه. و لكن" كراوس" يرى ان هذه المؤلفات التي تنسب إلى جابر، إنما كتبت في عصر متأخر عن الزمن الذي تقول الروايات ان جابر عاش فيه، و يرى انها كتبت في نحو عام 860 الميلادي أو في نهاية القرن التاسع هذا، و ان مؤلف رسائل جابر ينبغي ان يكون قد عاش قبل عام 987 م، أي قبيل تأليف الفهرست لابن النديم، و قبل" ابن وحشية" صاحب كتاب" الزراعة النبطية" المؤلف عام 950 م، و ذلك لأن ابن النديم و ابن وحشية قد ترجما لجابر و تحدثا عنه في كتابيهما هذين، و يرى" كراوس" أخيرا أن المؤلفات المنسوبة إلى جابر هي من وضع القرامطة الإسماعيليين.
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 47 أدلة الشك ..... ص : 47
ثانيا: إن صلة جابر بن حيان بالإمام جعفر الصادق، تقضي بالقول ان التعابير العلمية في المؤلفات المنسوبة إلى جابر لا صلة لها بالإمام الصادق و لا بأحد من معاصريه، و لا سيما ما جاء فيها عن تشريح العين، فان حنين بن إسحاق قد أورد سبع طبقات للعين تشبه اسماؤها ما ذكره جابر بهذا الصدد، و ليس من المعقول- كما يقول كراوس- أن يكون حنين قد أخذ ذلك عن جابر، بل العكس هو المعقول.
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 47 أدلة الشك ..... ص : 47
1- إن ابن النديم في" الفهرست"، و هو الذي كان أول من نقل القول بعدم وجوده، قد تصدى للرد على من ينفي وجوده، و أكد إن جابر بن حيان حقيقة لا شك فيها، و انه هو بالذات مؤلف تلك الرسائل الجليلة الشأن. و هذا ما قاله ابن النديم بنصه:
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 47 أدلة الشك ..... ص : 47
2- إن الحسين بن بسطام بن سابور الزيات و أخاه أبا عتاب عبد الله بن بسطام بن سابور- و هما من علماء الشيعة القدامى- قد وضعا كتابا في الطب اسمياه" طب الأئمة" و رويا فيه عن جابر بن حيان عن الامام جعفر الصادق.
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 47 أدلة الشك ..... ص : 47
3- إن الرازي- كما في الفهرست (ص 500)- يقول في كتبه المؤلفة في الصنعة (الكيمياء): قال استأذنا أبو موسى (أي جابر بن حيان).
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 47 أدلة الشك ..... ص : 47
4- إن بعض كتب جابر بن حيان قد شرحها جماعة ممن عاشوا بعده بقليل، دون أن يظهر منهم الشك بامر نسبتها إليه أو بحقيقته هو نفسه، بل شرحوها على ان قضية وجوده و قضية كونه مؤلف هذه الكتب من الأمور المفروغ منها. و نذكر من هؤلاء الشراح: أبا جعفر (محمد بن علي الشلمغاني) المعروف بابن العزاقر المتوفى عام 322 ه، و قد شرح كتاب" الرحمة" لجابر .. و أبا قران من أهل نصيبين. شرح أيضا كتاب" الرحمة".
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 47 أدلة الشك ..... ص : 47
" .. و لكنه- أي مسكويه- كان مشغولا بطلب الكيمياء مع أبي الطيب الكيميائي الرازي، منهوك الهمة في طلبه و الحرص على إصابته، مفتونا بكتب أبي زكريا الرازي و جابر بن حيان".
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 47 أدلة الشك ..... ص : 47
7- إن" كراوس" بنى شكه في صحة نسبة الرسائل العلمية إلى جابر بن حيان، على مجرد اعتقاده بان النسق العلمي المنهجي الذي تتسم به مؤلفات جابر غريب عن ذهنية العصر الذي عاش فيه، و أن القول بصحة نسبة هذه المؤلفات إليه، يستلزم تغيير نظره- أي كراوس- إلى" تاريخ
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 48 أدلة الشك ..... ص : 47
إن حجة" كراوس" لا تنهض دليلا علميا على نفي ما أراد نفيه من نسبة رسائل جابر بن حيان إلى هذا العالم المبدع. و ليس لازما باطلا أن تؤدي صحة هذه النسبة إلى تغيير نظر الباحث الغربي المذكور في تاريخ الفكر العربي، فما ذا يمنعه أن يلتزم بتغيير وجهة نظره؟ .. و ما ذا يمنع من القول ان جابر بن حيان" أول من نقل علوم الأوائل إلى العرب"، ما دام قد ثبت عند الباحثين أن ترجمة علوم الأوائل قد بدأت قبل نحو قرن من عهد جابر، فضلا عن عهده بالذات، إذ ثبت ان الترجمة بدأت في عهد عمر بن عبد العزيز الأموي، و ان العمل في الكيمياء بالذات قد بدأ عند العرب في محاولات خالد بن يزيد الأموي؟ .. 8- و كيف يجوز في منطق البحث العلمي ان يطلق" كراوس" حكمه السابق القائل بان أسماء طبقات العين عند حنين بن إسحاق" ليس من المعقول" أن يكون حنين قد أخذها عن جابر بن حيان،" بل العكس هو المعقول"؟ .. كيف يجوز إطلاق هذا الحكم هكذا دون دليل علمي معقول مقنع؟ .. ما ذا يمنع أن يكون جابر قد سبق حنين إلى هذا الكشف العلمي؟ .. كيف يجوز الظن و الترجيح- فضلا عن الجزم- على غير أساس علمي في نفي وجود شخصية مشهورة مستفيضة الذكر، و في نفي نسبة مؤلفاته إليه رغم شهرة هذه النسبة و توكيد الشواهد عليها؟ .. 9- أما التعابير الواردة في رسائل جابر و مشابهتها لتعابير الإسماعيليين المتأخرين عن عهده، فشانها كشان الحجة السابقة، لا تنهض دليلا علميا معقولا مقنعا، لأن هذه التعابير لم تكن من ابتكار الإسماعيليين المشار إليهم، بل هي واردة كثيرا في المأثورات السابقة لوجودهم، و لا سيما تعابير" الظاهر" و" الباطن" التي جاءت في القرآن الكريم، فضلا عن ورودها في الشعر و الخطب و الرسائل قبل عهد الإسماعيليين هؤلاء.
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 48 أدلة الشك ..... ص : 47
منطق الفكر العلمي، إذن، يقضي بان يبقى القول بحقيقة جابر بن حيان الواقعية و بصحة نسبة مؤلفاته إليه، قائما حتى ينهض الدليل الجازم على عكس ذلك .. و ما دام هذا الدليل لم يوجد بعد، فان جابر بن حيان حقيقة قائمة، و مؤلفاته هي مؤلفاته لم يكتبها غيره.
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 48 نشاته و سيرته ..... ص : 48
المرجح أن جابر بن حيان ولد في مدينة" طوس" بخراسان عام 120 ه (737 م) و توفي في نحو عام 198 ه (813 م) كما يقدر الأستاذ قدري حافظ طوقان في كتابه (الخالدون العرب).
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 48 نشاته و سيرته ..... ص : 48
أما اسمه" جابر" فيقال انه سمي به لأنه هو الذي" جبر" العلم، أي أعاد تنظيمه. و يكنى" أبا موسى" و جاء ذكره في" الفهرست" لابن النديم (ص 498) مكنيا ب" أبي عبد الله جابر بن حيان"، و ربما كان له ولدان: موسى، و عبد الله.
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 49 منزلته العلمية ..... ص : 49
و المعروف ان جابرا ترك مئات الكتب من تاليفه، معظمها في العلوم الطبيعية، و لم يصلنا منها سوى قليل لا يزيد عن ثمانين رسالة و كتابا، فقد ضاع أكثر كتبه، و بقي بعضها مخطوطات تحتفظ بها عدة مكتبات في أوروبة، و ترجم بعضها إلى اللاتينية. و كان من اشتهاره بمعالجة الكيمياء أن صار اسمه لا يذكر إلا مقترنا باسم هذا العلم، سواء في بلدان العرب أم في بلدان الغرب، حتى ان جامعات أوروبة كانت حتى القرن الخامس عشر تكاد لا تعرف مراجع ترس في علم الكيمياء إلا كتب جابر بن حيان.
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 49 الكيميائي العربي الأول ..... ص : 49
يرى الباحثون ان جابرا هو أول كيميائي عربي، و أول من اشتهر علم الكيمياء عنه، و أول من يستحق لقب" الكيميائي" من المسلمين. و يبدو أن شهرته بهذا العلم أكسبته منزلة اجتماعية رفيعة حتى كان له من ذلك أن نقم عليه ناس لحسد، و نقم عليه الخليفة الرشيد لعلاقته بالبرامكة، فاضطهد و اضطر للاختفاء متنقلا في البلدان خوفا من الاضطهاد، و بالغ بامره بعض المؤرخين غير المحققين فوصفوه حينا بأنه" ملك العرب" و حينا بأنه" ملك العجم"، و حينا بأنه" ملك الهند". و قال عنه القفطي أنه" كان متقدما في العلوم الطبيعية، بارعا منها في صناعة الكيمياء، و له فيها تأليف كثيرة و مصنفات مشهورة"، حتى ان الرازي على جلالة شانه حين يذكره في كتبه بالكيمياء يقول عنه:" قال أستاذنا أبو موسى جابر بن حيان".
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 49 الكيميائي العربي الأول ..... ص : 49
كما وجد في العصر الحديث من مؤرخي العلم الغربيين من فعل مثل ذلك .. فهذا" برتلو" بالذات، لم يستطع أن يعترف لجابر و للعرب بفضل السبق إلى تلك النظريات الكيميائية التي شهدت أوروبة بقيمتها و بنسبتها إلى هذا العالم العربي العظيم، فزعم ان القسم الغني بالدسم العلمي من أعمال جابر هو لمؤلف مجهول غيره ألفه باللاتينية في النصف الثاني من القرن 13 م و انتحل اسم" جابر" لاشتهار هذا الاسم، ثم زعم ان القسم الآخر الخالي من الدسم العلمي هو، فعلا، لجابر بن حيان!. و ضرب" برتلو" كتاب" الخالص" مثلا على ذلك، لأن هذا الكتاب مترجم إلى اللاتينية، فقال- أي" برتلو"- إن دارسة هذا الكتاب تدل على انه لا ينتسب إلى الأصل عربي، لا في منهجه العلمي، و لا في الحقائق الواردة فيه، و لا في مفرداته اللغوية، و لا في الأشخاص الذين يرجع إليهم في الفقرات المقتبسة. و قد سبق أن رددنا على هذا الشك المزعوم غير المستند إلى منطق علمي، بل كل سنده الشك في قدرة العرب على إنتاج ما انتجه جابر بن حيان في عصره!. ذلك بالرغم من تلك الشهادة الكبيرة التي شهدها" برتلو" نفسه لجابر، (و ذكرناها سابقا) حين قال أن" لجابر في الكيمياء كما لأرسطو في المنطق".
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 49 الكيميائي العربي الأول ..... ص : 49
و يعد جابر بن حيان أول من وضع نظرية عامة لتركيب المعادن مفادها أن المعادن جميعها مؤلفة من عنصرين أساسيين، هما الكبريت و الزئبق، و قد وضعت هذه النظرية قيد العمل طوال عدة قرون. و قد أدخل في الكيمياء ما أطلق عليه اسم" علم الموازين" و ألف في هذا العلم كتبا معروفة، و يعني بذلك معادلة ما في المعادن من الطبائع، فقد" جعل لكل من الطبائع ميزانا، و لكل جسد من الأجساد موازين خاصة بطبائعه".
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 50 الايمان بالعلم ..... ص : 50
يطالعنا جابر بن حيان في كتابه" إخراج ما في القوة إلى الفعل" بهذا التساؤل: كيف يظن العجز بالعلم دون الوصول إلى الطبيعة و أسرارها؟ .. أ لم يكن في مستطاع العلم أن يجاوز الطبيعة إلى ما ورائها؟ .. فهل يعجز عن استخراج كوامن الطبيعة ما قد ثبتت قدرته على استخراج السر مما هو مستور وراء حجبها؟ .. لقد جاء هذا التساؤل في معرض الكلام على علم الكيمياء بالذات، أي العلم الذي يستطيع الكيميائي بوسائله أن يبدل طبائع الأشياء تبديلا يحولها بعضها إلى بعض. و لكن المضمون الذي يحتويه هذا التساؤل لا يقتصر شانه على علم بعينه، بل يكشف عن عمق إيمان الرجل بالعلم من حيث هو علم، و عن إيمانه- في الوقت نفسه- بالعقل الإنساني الذي يستنبط قواعد العلم و يستخدم وسائله في كشف أسرار الطبيعة و الكون.
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 51 الوجود الموضوعي للكون ..... ص : 51
2- جابر بن حيان من القائلين بان طبيعة اللغة، باحرفها و كلماتها و جملها، تشف عن طبائع الأشياء، فدراسة الاسم هي- في الوقت نفسة- دراسة للمسمى .. و حين تعترضه مشكلة تعدد اللغات في المجتمعات البشرية، دون أن يغفل عن هذه المشكلة، بل يتقصاها بتفصيل يدل أيضا على منهجيته العلمية، ينتهي إلى حل المشكلة بأحد أمرين، و ليس يهمنا معرفة الحل بقدر ما يهمنا رأيه في هذا الصدد بان حقائق الأشياء ثابتة لا تتعدد بتعدد اللغات. (" كتاب الحاصل" مختارات كراوس، تلخيص زكي نجيب- ص 138).
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 52 فلسفة الكيمياء ..... ص : 52
لكأنما نرى جابر بن حيان في عصرنا هذا، يفكر بتفكير العلم الحديث المتطور .. و من شاء التوسع فليرجع إلى كتابه" التجميع" (مختارات كراوس، ص 344- 349) أو كتاب" جابر بن حيان" للدكتور زكي نجيب محمود في سلسلة اعلام العرب.
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 52 عقل الفيلسوف ..... ص : 52
و نرى، قبل أن نختم هذا الفصل، ضرورة الإشارة إلى أن هذه السمات المنهجية التي رأيناها سائدة في تفكير جابر بن حيان و طريقته في البحث و التجارب، مستفادة بالأصل لا من كونه عالما طبيعيا، أو كيميائيا و حسب، بل من كونه يقيم تفكيره كله على نظرة فلسفية للكون و الطبيعة، فهو مؤمن بالفلسفة إلى حد حمله على القول بصورة جازمة:" إنه ليس براق من أغفل صناعة الفلسفة، و لكنه راسب مضمحل إلى أسفل دائما"
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 52 شهادة الحاضرين عما صنع علماء الكيمياء من العرب الغابرين ..... ص : 52
بيد أن الكيميائيين العرب و على رأسهم جابر و الرازي، لم يقفوا بالكيمياء عند النظريات و الآراء كما فعل اليونان، و انما كان لهم السبق في جعل الكيمياء علما تجريديا فقد كان جابر بن حيان" يدعو إلى التجربة و عدم التعويل إلا عليها مع دقة الملاحظة و اتباع التعليمات جيدا لأن لكل صنعة أساليبها" و يشهد" جوستاف لوريون" بان العرب توصلوا إلى كشوف هامة لم يعرفها اليونان قبلهم كتحضير الكحول و زيت الزاج (حامض الكبريتيك) و ماء الفضة (حامض النيتريك) و ماء الذهب (الماء الملكي)، كما انهم عرفوا من العمليات الكيميائية التقطير، و الترشيح، و التكليس، و الاذابة، و التبلور، و التصعيد، و كذلك يشهد عدد من المستشرقين و المؤرخين من أمثال" سارتون Sarton" و" برثوليه BertholeT" و" هولميارد Holmyard" و" سيجفريد Siegfried" و غيرهم.
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 52 العثور على معمل جابر بن حيان ..... ص : 52
العثور على معمل جابر بن حيان
مستدركاتأعيانالشيعة ج3 52 العثور على معمل جابر بن حيان ..... ص : 52
و يذكر هولميارد في هذا الصدد أنه عثر على معمل جابر بن حيان في أثناء
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 75 جابر بن حيان ..... ص : 75
جابر بن حيان
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 76 جابر بن حيان ..... ص : 75
أما صفة" الكوفي" الذي ينعت بها في روايات كثيرة فليست تدل على مكان مولده، و لكنها ترجع إلى مقامه فيها زمنا- و على كل حال فليس الأمر مقطوعا فيه برأي- فيقول ابن النديم:" و زعموا (أي الشيعة" أنه كان من أهل الكوفة ... و حدثني بعض الثقات ممن تعاطي الصنعة (أي الكيمياء) أنه كان ينزل في شارع باب الشام في درب يعرف بدرب الذهب (و ذلك في الكوفة) و قال لي هذا الرجل أن جابرا كان أكثر مقامه بالكوفة ... لصحة هوائها". و تمضي الرواية فتقول أنه قد حدث بعد وفاة جابر أن هدمت الدور في الحي الذي كان يسكنه، فكشفت الأنقاض عن الموضع الذي كان فيه منزله، و وجد معمله، كما وجد هاون من الذهب يزن مائتي رطل، و تقول الرواية أن هذا حدث في أيام عز الدولة ابن معز الدولة، و الظاهر أن ما قد دعا جابرا إلى الإقامة في الكوفة زمنا، هو فراره من خطر كان محدقا به في عهد هارون الرشيد، و القصة- كما يرويها الجلدكي- هي أنه:" قد أقضى باسرار صناعته إلى هارون الرشيد و إلى يحيى البرمكي و ابنيه: الفضل و جعفر، حتى لقد كان ذلك سببا في غناهم و ثروتهم، فلما ساورت الرشيد الشكوك في البرامكة، و عرف أن غرضهم هو نقل الخلافة إلى العلويين، مستعينين على ذلك بمالهم و جاههم، قتلهم عن آخرهم، فاضطر جابر بن حيان أن يهرب إلى الكوفة خوفا على حياته، حيث ظل مختبئا حتى أيام المأمون، فظهر بعد احتجابه".
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 77 منزلته في علم الكيمياء: ..... ص : 76
و حسبنا أن الرازي يشير إليه في كتبه الخاصة بعلم الكيمياء بقوله:" قال استأذنا أبو موسى جابر بن حيان".
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 77 منزلته في علم الكيمياء: ..... ص : 76
بل أن الحقد قد تخطى أبعاد الزمن، حتى أدرك مؤرخا للعلم في العصر الحديث، أراد أن يضع جابر بن حيان في موضعه من تاريخ الكيمياء، فاستكثر عليه أن يكون هو صاحب النظريات الكيموية ذات القيمة التي تنسب إليه في أوروبا، فراح يشطر انتاجه شطرين: شطر فيه الدسم العلمي: نسبه إلى مؤلف قال عنه أنه مجهول و أنه انتحل لمؤلفاته اللاتينية في العصور الوسطى اسم" جابر" ليحتمي بسمعته و شهرته، و شطر فيه تفاهة و غثاثة هو الذي يجوز نسبته إلى جابر العربي، أما هذا المؤرخ للعلم الذي أشير إليه، فهو" برتلو" الذي زعم أنه حلل المؤلفات المنسوبة إلى جابر بن حيان في علم الكيمياء، و بعض هذه المؤلفات عربي خالص، و بعضها لاتيني و له أصل عربي، و بعضها لاتيني و لا توجد له صورة عربية، حلل" برتلو" هذه المؤلفات و زعم أن ثمة تفاوتا في مادتها و في أسلوبها يتطلب التفسير.
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 77 منزلته في علم الكيمياء: ..... ص : 76
و مضى برتلو يبحث في المخطوطات التي وجدها في باريس و في ليدن، و التي تشتمل على مادة الكيمياء تنسب إلى جابر بن حيان، ثم انتهى إلى أنه على الرغم من أنه لا يجد ما يسوغ نسبتها إلى جابر، إلا أنه لا يرتاب في أن مؤلفها عربي، ألفها بين القرن التاسع و القرن الثاني عشر الميلادي- في فترة سابقة على اتصال اللاتين بالعرب- فقد وجد هذه الرسائل تختلف أسلوبا عن كتاب" الخالص" الذي أسلفنا ذكره و الذي قلنا عنه، أنه يحتوي على مادة علمية تتسم بالتفكير المحكم، و لما ذا يقطع برتلو بان هذه الرسائل المخطوطة- غير كتاب" الخالص"- من تأليف رجل عربي مسلم؟ الجواب عنده هو أن لغتها غامضة و مهوشة، و فيها نزعة مشبهة (أي تشبه الطبيعة بالإنسان) فضلا عن اشتمالها على إشارات و ابتهالات إسلامية، و لا ينفك مؤلفها يقول في سياق حديثه: أنه سيرسل الكلام في عير تحفظ و لا ألغاز، و مع ذلك فلا نراه أبدا يذكر التفصيلات عن الموضوعات التي يعد قارئه بأنه سيكشف عنها الأسرار و الأستار، أن مؤلف هذه الرسائل ليأخذ بالمذهب القائل بان لكل شيء كيفية ظاهرة و أخرى باطنة، و أن الواحدة منها نقيض الأخرى- و هو المذهب الذي كان شائعا بين الكتاب اللاتين في القرون الوسطى- لكنه لم يذكر شيئا عن توليد المعادن بالكبريت و الزئبق على النحو الذي يقال أن جابرا عرف به، أضف إلى هذا كله أن مؤلف هذه الرسائل يختلف عن مؤلف كتاب" الخالص" في أن الأول لا يتردد في أن يجعل للنجوم تأثيرا في توليد المعادن، على حين أن الثاني يرفض هذا المبدأ- و اختصارا، فان المستوي العلمي لهذه الرسائل- و هي الرسائل التي ينسبها برتلو إلى مؤلف عربي ما- و المستوي العلمي لكتاب" الخالص"- و هو الكتاب الذي ينكر برتلو نسبته إلى جابر العربي- مختلفان اختلافا بعيدا، مما يدل- في رأي برتلو- على أن الكتب الكيموية المكتوبة باللاتينية و التي طبعت منذ القرن الخامس عشر، لا تنتسب إلى جابر العربي، على الرغم من أنها تحمل على الغلاف ما يفيد بان مؤلفها هو جابر.
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 78 منزلته في علم الكيمياء: ..... ص : 76
ينسب إلى جابر بن حيان عدد كبير جدا من الكتب و الرسائل، يقول في بعضها ما لا يقوله في بعضها الآخر أحيانا، و أحيانا أخرى يلخص في بعضها ما قد بسطه في بعضها الآخر، قال الجلدكي في نهاية الطلب:
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 78 منزلته في علم الكيمياء: ..... ص : 76
و سنعرض فيما يلي قائمة كاملة بكتبه و رسائله كما وردت في فهرست ابن النديم، مثبتين أمام كل كتاب منها أو رسالة ما قد يفيد من الملاحظات، على أن قائمة ابن النديم يعيبها عيبان: فهي أولا قد تثبت أسماء بغير مسميات، أعني أنها مجرد عناوين لكتب غير موجودة، و هي ثانيا قد تهمل كتبا موجودة فعلا، و مما تجدر الإشارة إليه هنا، أن ثمة مؤلفات باللاتينية تنسب إلى جابر بن حيان، دون أن تكون هنالك مقابلاتها العربية، و هذه هي التي قال عنها" برتلو"- كما أسلفنا- أنها لمؤلف لاتيني انتحل لنفسه اسم جابر و أخفى اسمه الحقيقي، و هي على وجه العموم تمثل مرحلة في علم الكيمياء أكثر تقدما من المرحلة التي تصورها الأصول العربية الموجودة و المنسوبة إلى المؤلف نفسه، أي إلى جابر. و فيما يلي قائمة باهم ما عرفناه من مؤلفاته: 1- كتاب اسطقس الأس الأول إلى البرامكة، نقل بالزنكوغراف في الهند 1891.
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 81 إيمانه بالعلم: ..... ص : 81
و على رأس المثبتين لعلم الكيمياء بالقول و بالفعل معا، هو جابر بن حيان الذي كان أول من اشتهر عنه هذا العلم، فهو يتساءل في عجب:
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 85 الاستنباط و الاستقراء: ..... ص : 85
أ فليس من حق عالمنا العربي جابر بن حيان علينا، أن نسجل له بالفخر و الاعجاب منهجا فكريا رسمه لنفسه في القرن الثامن و أوائل القرن التاسع الميلادي، و هو منهج لو كتب بلغة عصرنا و لو فصل القول فيه قليلا، لجاء و كأنه من نتاج العصر الحديث، ذلك لأنه منهج اعتمد على الاستنباط و الاستقراء معا، اعتمادا واعيا صريحا، فاقرأ- مثلا- هذه الجملة الواحدة تجيء عرضا في حديثه ليصف بها منهجه:" ... قد عملته بيدي و بعقلي من
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 86 الاستنباط و الاستقراء: ..... ص : 85
فما ذا يقول جابر بن حيان في المنهج الاستقرائي (دون أن ترد بالطبع كلمة" استقراء" في سياقه)؟
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 87 الاستدلال[المنبني] المبني على جري العادة: ..... ص : 87
هذا هو الاستدلال الاستقرائي الذي يصل به صاحبه إلى التعميم عن طريق مشاهدته لعدة أمثلة يراها متشابهة في ناحية من نواحيها فيعمم عليها الحكم تعميما يجعلها زمرة واحدة، فكأنما يبنى المستدل تعميمه في هذه الحالة على عادة يتعودها في مشاهداته، إذ يتعود أن يرى صفتين- مثلا- مقترنتين دائما، فيتوقع بعد ذلك إذا ما رأى إحداهما أن يرى الأخرى، و بطبيعة الحال لا يكون هذا التوقع قائما إلا على أساس احتمالي، إذ ليس هناك ما يمنع أن تجيء الحوادث على غير ما قد شهدها الإنسان في الماضي، و على غير ما يتوقع لها أن تكون، و أنه لمما يستوقف النظر في هذا الصدد أن نرى تطابقا تاما بين ما يقوله جابر بن حيان في هذا الضرب من الاستدلال، و ما قاله ديفد هيوم في القرن الثامن عشر، مما يعد أبرز طابع في فلسفته، فكلاهما ينبه إلى أن الاستدلال الاستقرائي قائم على أساس" العادة" وحدها، و بالتالي فهو استدلال احتمالي لا تحتمه الضرورة العقلية، فليس فيه بعبارة ابن حيان:
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 87 الاستدلال[المنبني] المبني على جري العادة: ..... ص : 87
و يمضي جابر بن حيان في الحديث عن الاستدلال الاستقرائي فيقول ما معناه: إن الناس يكثرون من استخدام هذا الاستدلال و يستندون عليه في أمورهم أكثر مما يستندون إلى أي ضرب آخر من ضروب الاستدلال، لأنه قياس و استقراء للنظائر و استشهاد بها على الأمر المطلوب إقامة الحجة على صوابه، و ليس هذا الضرب من الاستدلال المبني على الشواهد هو ما يطلق عليه في المصطلح المنطقي" بالبرهان"، إذ البرهان لا يكون إلا في حالة الاستنباط الذي [نولد] تولد به النتيجة من مقدماتها توليدا يجعلها صريحة بعد أن كانت مضمرة في تلك المقدمات، فإذا كانت المقدمات صحيحة لزم بالضرورة أن تكون النتيجة صحيحة كذلك، فالاستقراء و البرهان ضربان متعارضان: الأول احتمالي و الثاني يقيني، الأول يتفاوت قوة و ضعفا" بحسب كثرة النظائر و الأمثال المتشابهة و قلتها"، و الثاني لا تفاوت فيه بين قوة و ضعف لأنه لا تفاوت في درجات اليقين، و يقول ابن حيان: إن قوما قد ظنوا أن (الاستقراء يمكن أن يكون مؤديا إلى علم برهاني يقيني، و ذلك إذا اطردت النظائر المتشابهة اطرادا لا يشذ فيه مثل واحد.
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 89 المنهج الرياضي في البحث العلمي: ..... ص : 89
يقول جابر ما نصه:" إنه ينبغي أن تعلم أولا موضع الأوائل و الثواني في العقل، كيف هي، حتى لا شك في شيء منها، و لا تطالب في الأوائل بدليل، و تستوفي الثاني منها بدلالته"- و ان هذا النص القصير الموجز ليرسم حدود المنهج الرياضي في تركيز واضح، و لسنا نقصر" المنهج الرياضي" على العلوم الرياضية وحدها، بل إنه منهج ينتهج في أي بحث علمي آخر ما دام الباحث ينشد يقين النتائج و لا يكتفي بالنتائج الظنية، و هو منهج يوصي به فلاسفة كثيرون، و على رأسهم ديكارت في تاريخ الفكر الأوروبي الحديث، فلو شئت تلخيصا للمنهج الديكارتي كله، لما وجدت خيرا من هذا النص الموجز الذي أسلفناه عن جابر بن حيان.
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 89 المنهج الرياضي في البحث العلمي: ..... ص : 89
و ها هو ذا عالمنا العربي جابر بن حيان- فيما نرى- يضطر إلى الاستنباط و الاستقراء معا في منهجه، و ان يكن- فيما أظن- لا يجمع بينهما في عملية منهجية واحدة، إذ يجعل لهذا موضعه و لذاك موضعه، فبينما تراه يؤكد ضرورة الملاحظة الخارجية في تجاربه العلمية- كما أسلفنا القول في ذلك، تراه من ناحية أخرى يبني مذهبه العلمي كله على أساس لو حللته لوجدته هو المنهج الرياضي الاستنباطي بعينه، فحدوس أولية يراها العقل رؤية مباشرة (أو يوحي بها إلى نبي ثم يتوارثها الخلفاء الشرعيون من بعده) ثم نتائج تلزم عن تلك الحدوس.
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 91 من أخلاق العلماء: ..... ص : 90
روى الجلدكي في شرح المكتسب عن جابر بن حيان رواية تبين وجهة نظر ابن حيان في وجوب تكتم العالم حتى يصادف الظروف المواتية، و ذلك أن تلميذا أراد التعلم و الأخذ عنه، فماطله جابر و راوغه، فلما أصر التلميذ و لم يتحول عن طلبته، قال جابر:" إنما أردت أن أختبرك و أعلم حقيقة مكان الإدراك منك، و لتكن من أهل هذا العلم على حذر ممن يأخذه عنك، و اعلم أن من المفترض علينا كتمان هذا العلم، و تحريم إذاعته لغير المستحق من بني نوعنا، و أن لا نكتمه عن أهله، لأن وضع الأشياء في محالها من الأمور الواجبة، و لأن في إذاعته خراب العالم، و في كتمانه عن أهله تضييع لهم".
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 92 تصنيف العلوم ..... ص : 91
و الحق أن قد لبثت الفلسفة طوال العصر القديم و العصر الوسيط، تنظر إلى الحقيقة من جانبها العرفاني الادراكي الصرف، فيكفي الإنسان أن" يعرف" ما هنالك، بغض النظر عن طبيعة هذه المعرفة من حيث علاقتها بجانب الإرادة الفاعلة النشيطة، حتى جاء عصر النهضة الأوروبية و نادى فرانسس بيكن بدعوته القوية نحو أن يكون" العلم قوة"- و هذه عبارة بيكن- قاصدا بذلك أن يقصر كلمة" العلم" بمعناها الصحيح على ما يزود الإنسان بالقدرة على الفعل، و إذا لم يكن للمعرفة التي نحصلها أو نكشف عنها هذه القابلية، فليست هي عنده من العلم في شيء- و غني عن البيان أن المدرسة البرگماتية المعاصرة تعد تلبية لدعوة بيكن هذه. و نعود إلى عالمنا الفيلسوف جابر بن حيان، و نقول إنه رادف بين:
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 92 تصنيف العلوم ..... ص : 91
و فيما يلي مخطط بالعلوم كما يصنفها جابر بن حيان، استخرجناه من أقواله، و سنعقب عليه بتعريفاته لهذه العلوم علما علما، مع ملاحظة أنه يقدم لكل علم تعريفين، لأنه ينظر إلى كل علم من زاويتين: فتعريف العلم منظورا إليه من ناحية الطريق التي يعلم بها، و تعريف آخر للعلم نفسه منظورا إليه من حيث هو علم قائم بذاته، سواء وجد من يتعلمه أو لم يوجد، بعبارة أخرى، التعريف الأول لكل علم هو تعريف له في علاقته بالإنسان الذي يحصله، أي أنه تعريف له من الناحية التربوية، و أما التعريف الثاني فهو تعريف للعلم المعين في حدوده الموضوعية المستقلة عن الإنسان.
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 96 تعريفات العلوم: ..... ص : 93
تلك هي صنوف العلم- الديني و الدنيوي- عند جابر بن حيان، و حدودها التي تميزها بعضها من بعض، و نستطيع أن نلخص الأمر تلخيصا نضع به النقاط البارزة أمام أنظارنا، فنقول أنه:
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 98 اللغة و العالم: ..... ص : 97
الجوهر من جهة أخرى، و كذلك إذا كان في اللغة كلمات مختلفة النوع، فلا بد أن تكون مسمياتها مختلفة أيضا، فهنالك- مثلا- أسماء جزئية و أسماء كلية، فلا بد أن يكون في العالم الخارجي ما يقابل هذه و تلك، ففيه كائنات جزئية، و فيه أيضا كائنات كلية، و هذا هو بعينه ما دعا أفلاطون إلى افتراض وجود عالم بأسره لهذه الكائنات الكلية- أسماه بعالم الأفكار أو بعالم المثل- إلى جانب عالمنا هذا المادي الذي كل ما فيه أفراد جزئية ... هكذا تستطيع أن تمضي في مفردات اللغة و في طرائق تركيبها، فتستدل من كل مفرد لغوي و من كل تركيب ما ذا ينبغي أن يكون مقابلا له في عالم الأشياء، و فريق الفلاسفة الذين يرتكزون على طبيعة اللغة ليفهموا طبيعة العالم هم: أفلاطون، و اسبينوزا و ليبنتز، و هيجل، و برادلي و سنرى أن عالمنا الفيلسوف جابر بن حيان هو من هذه الزمرة.
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 98 محاورة أقراطيلوس: ..... ص : 98
كان من أهم الأسس التي اعتمد عليها جابر بن حيان في فهمه للطبيعة، أساس اللغة و تحليلها، فعن طريق معرفتنا بالحروف و الكلمات و ما لها من طبائع و خصائص، نعرف طبائع الأشياء و خصائصها، و لم تكن هذه الفكرة وليدة جابر، بل إن لها لجذورا قديمة تضرب في أعماق الماضي حتى تصل إلى عصور السحر و الكهانة، حيث لم تكن الكلمات و الحروف رموزا اصطلح عليها اتفاقا، بل كان بها مشاركة في طبيعة الأشياء التي يرمز إليها بها، و عن طريق الاسم تستطيع أن تفعل بالمسمى ما شئت مستعينا بوسائل معينة.
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 98 محاورة أقراطيلوس: ..... ص : 98
فلئن كنا اليوم قد فرغنا تماما من مشكلة اللغة: أ هي مجرد رموز متفق عليها اصطلاحا، أم هي ذات طبيعة تشارك بها طبيعة الأشياء، فلم يكن الأمر كذلك فيما مضى، بل كان للموضوع وجهتان من النظر، سجلهما أفلاطون في محاورة" أقراطيلوس" بصفة خاصة، كما تعرض لهما في محاورات أخرى، مثل ثيتاتوس و طيماوس، و على الرغم من أن جابر بن حيان قد نسق الموضوع تنسيقا فريدا خاصا به، من وجهة النظر التي أخذ بها في أمر اللغة و دلالتها على الأشياء، إلا أننا لا نشك في أن التراث الفلسفي اليوناني قد كان معروفا يؤثر في الفكر الإسلامي بطريق مباشر حينا و غير مباشر حينا آخر.
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 100 الحروف و طبائع الأشياء: ..... ص : 100
كان عالمنا الفيلسوف جابر بن حيان على نفس الرأي الذي عبر عنه أقراطيلوس، من أن اللغة مسايرة للطبائع، فهو في ذلك يقول:" انظر إلى الحروف كيف وضعت على الطبائع، إلى الطبائع كيف وضعت على الحروف، و كيف تنتقل الطبائع إلى الحروف و الحروف إلى الطبائع"-
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 101 الحروف و طبائع الأشياء: ..... ص : 100
و لا أحسبني أسرف في التأويل و التخريج إذا قلت أن هذا المنهج بعينه هو الطابع المميز لإحدى مدارس المنطق المعاصرة- و هي مدرسة برتراند رسل المعروفة باسم" الذرية المنطقية" و خلاصتها أن العالم الطبيعي من ناحية يقابله عالم اللغة من ناحية أخرى، و أنه إذا كان علم الطبيعة الذري قد فتت الأشياء و حللها إلى ذرات، كل ذرة منها مكونة من كهارب، فعلم المنطق الذري هو الذي يقابله في عالم اللغة، و أذن فالطريق الصواب هو أن يفتت اللغة و يحللها إلى ذرات بسيطة، يستحيل تحليلها إلى ما هو أبسط منها على الرغم من أن كل ذرة منها قد تكون مؤلفة من أكثر من مقوم واحد، و هذه الذرات المنطقية هي ما يسمونه بالقضايا البسيطة أو القضايا الذرية- لكن حذار أن نفهم كلمة" الذرة" و كلمة" الذري" هنا بالمعنى المادي و إلا لفاتنا فهم الطبيعة و المنطق المعاصرين، كما يفوتنا أيضا فهم جابر على حد سواء، إنما الذرة و الذرية هنا معناهما لا مادي، فالذرة في علم الطبيعة الحديث قوامها طاقة، و كذلك القضايا الذرية في منطق برتراند رسل لا يوصل إليها إلا بالتجريد فهي لا ترد في الحديث و الكتابة أبدا، لأن كل ما يرد في الحديث و الكتابة قضايا مركبة يمكن تحليلها بالعقل وحده إلى البسائط التي منها تتكون، و كذلك الأمر في فلسفة جابر بن حيان، فهو ذري بالمعنى الحديث لكلمة الذرة و كلمة الذرية، لا بمعنى الذرة عند ديمقراطيس مثلا، و هو المعنى الذي يجعل من الذرة جسما ذا حيز و أبعاد، فيكفي أن تتذكر أن جابرا يحل الطبيعة إلى كيفيات أربع: الحرارة و البرودة و اليبوسة و الرطوبة، و أن هذه الكيفيات أمور مجردة لا وجود للواحدة منها في الطبيعة وجودا مفردا، أقول أنه يكفي ذلك لتعلم أنه حين يرد الطبيعة إلى بسائطها فلا يرتد إلى بسائط مادية بالمعنى الضيق لهذه الكلمة، و كذلك حين يحلل اللغة التي هي القسيم المقابل للطبيعة، فإنما يحللها إلى أحرف، و الحرف الواحد- كما أسلفنا- مستحيل على النطق و هو مفرد وحده، و لا وجود له من الناحية اللغوية، إلا على سبيل التجريد العقلي.
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 101 ميزان الحروف: ..... ص : 101
لو بلغت اللغة حد كمالها المنطقي- هكذا قال جابر بن حيان، و هكذا يقول رودلف كارناب أمام الوضعية المنطقية اليوم- لجاءت مفرداتها مقابلة تمام المقابلة لما في الطبيعة من أشياء بما لها من صفات و ما بينها من علاقات، بحيث لا تدل الكلمة الواحدة إلا على مقابل طبيعي واحد، كما أنه لا يقابل الشيء الواحد في الطبيعة إلا كلمة واحدة في اللغة، فعندئذ لا نجد كلمة تدل على أكثر من مسمى واحد، كما لا تجد شيئا واحدا يشار إليه باحدى كلمتين على حد سواء، في مثل هذه اللغة الكاملة منطقيا لا يكون ازدواج معنى و لا يكون غموض. و في هذا نفسه يقول جابر بن حيان:" إن المسمى للأشياء بهذه الأسماء قد ترك أشياء كثيرة بلا أسماء البتة، و سمى أشياء كثيرة باسم واحد، و سمى شيئا واحدا بأسماء كثيرة، فقال في السيف: السيف و الصمصام و الباتر و الحسام و أمثال ذلك، و جعل في الأول كاسم العين دالا على معان كثيرة، كالعين المبصرة و عين الماء و عين الشمس و أمثال ذلك".
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 102 ميزان الحروف: ..... ص : 101
و هذه تفرقة من جابر بن حيان كانت وحدها تكفي لنحييه عالما فيلسوفا له من دقة التحليل و التمييز ما يحاول بلوغه أصحاب مدرسة التحليل المعاصرة التي ينتمي إليها كاتب هذا البحث.
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 103 اختلاف اللغات: ..... ص : 103
و قد كان محالا بالطبع أن تفوت هذه المشكلة على عالم مثل جابر بن حيان، فتناولها بالبحث في كتابه" الحاصل" إذ يعرض المشكلة بقوله:
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 110 الفلك و جرم الفلك: ..... ص : 107
هكذا تكون بنية الكون كما يتصورها جابر بن حيان: دوائر يحوي بعضها بعضا، فدائرة العلة الأولى، تتلوها من الداخل دائرة العقل، و هذه تتلوها من الداخل دائرة النفس، و هذه تتلوها من الداخل دائرة الجوهر، و هذه تتلوها من الداخل دوائر للعناصر الأربعة، و أخيرا تجيء دائرة خلاء، و لقد اتخذ الكون شكل الدائرة لأن الدائرة أكمل الأشكال الهندسية، و ما جاء على صورتها يكون قليل الآفات و غير هالك إلا أن يشاء الله صانعه أن يهلكه، و هو الذي فوق العلة الأولى و تحت مركز الدائرة الصغرى من هذا العالم، و لذلك كان هو الأول و الآخر.
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 113 جابر العلم: ..... ص : 113
فلما انتقل مركز العلم إلى الإسكندرية بعد أفول نجمه في اليونان، امتزج العلم النظري بالروح التصوفية السائدة هناك، فكان أن امتزجت الكيمياء بالسحر امتزاجا عاق تقدمها- في أوروبا- أبان العصور الوسطى، لكن ظهور الإسلام في الشرق الأوسط، و غزو العرب لمصر و سوريا و فارس، قد غير من الموقف، إذ:" نفض المسلمون الأولون عن أنفسهم كثيرا من الألغاز الصبياني الذي كانت مدرسة الإسكندرية قد أدخلته على العلم، و قاموا بتنقية الجو العقلي- لفترة من الزمن- فكانوا باحثين عن المعرفة يشتعلون حماسة و جدا ... فترجمت كتب لا عدد لها من اليونانية، و خصوصا في حكم هارون الرشيد (786- 809) و المأمون (813- [33] 833) و ظهرت الكيمياء بنصيبنا من العناية في غمرة هذه الحماسة الشاملة للعلوم ... على أن جابر بن حيان هو الجدير بان يعد أول من يستحق لقب الكيمياوي.
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 114 الوجود بالقوة و الوجود بالفعل: ..... ص : 113
و كل فيلسوف يأخذ بفكرة قابلية تحول الأشياء بعضها إلى بعض فهو يأخذ تبعا لذلك بفكرة الوجود بالقوة و الوجود بالفعل، لأنك إذا قلت أن هذه ارض قد تتحول نباتا، فقد قلت في الوقت نفسه أن النبات موجود في الأرض" بالقوة" و ينتظر الظروف المواتية ليصبح نباتا موجودا" بالفعل"، و كذلك الرجل الذي سيخرج من طفل ما، موجود في الطفل" بالقوة" حتى إذا ما اكتمل الرجل تكوينا، أصبح رجلا موجودا" بالفعل" و هكذا، و الفكرة الأساسية عند عالمنا الفيلسوف جابر بن حيان، هي أن العناصر يتحول بعضها إلى بعض- كما سنذكر تفصيلا فيما بعد- فالنحاس- مثلا- قد يتحول بتدبير المدبر ذهبا، و معنى ذلك أن الذهب كان موجودا في النحاس" بالقوة" حتى إذا ما خرج منه أصبح الذهب موجودا" بالفعل".
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 117 الإكسير: ..... ص : 115
هذه مقالة بأسرها نقلناها لك بنصها عن جابر بن حيان، لأنها في صناعته أساس و محور، فالأساس- كما ترى- هو أن الطبائع الرئيسية لشتى المعادن- بل للكائنات كافة- هي أربع: الحرارة و البرودة و اليبوسة و الرطوبة، فلو عرفت طبع الشيء الذي تريد أن تحصل عليه، كان في وسعك أن تلتمسه بتحويل طبائع المادة التي بين يديك حتى ترتد إلى الطبع المقصود، و هو كلام بعيد عما تالفه آذاننا اليوم، لكننا لو أردنا أن نسبغ عليه من الألوان ما يقربه إلى مفاهيمنا العلمية اليوم- و ليس هذا بالأمر الضروري في تاريخ الفكر، فليس عالم الأمس مسئولا أمام عالم اليوم مهما يكن بينهما من اختلاف بعيد، لكنه لو لا عالم الأمس لما كان عالم اليوم- أقول برغم ذلك إننا لو أردنا أن نسبغ على نظرية جابر- و هي نظرية العلم القديم كله- لونا يقربها إلى عقولنا اليوم، لما كان علينا إلا أن نتذكر أساس النظرية الطبيعية في عصرنا الراهن، و هو أن كل ما تحويه الطبيعة من أشياء مركب من ذرات، و مهما اختلفت هذه الذرات في أوزانها، فمادتها الخامة مؤلفة من ثلاثة أصول: الالكترونات، و البروتونات، و النيوترونات، أما الأولى فمشحونة بشحنة كهربية سالبة، و أما الثانية فمشحونة بشحنة كهربية موجبة، و أما الثالثة فمتعادلة كهربيا و من هذه الأصول الثلاثة يتالف كل شيء، حتى ليجوز من الوجهة النظرية أن تحول العناصر بعضها إلى بعض إذا عرفت كيف تزيد هنا و تنقص هناك من هذه الأصول الأولية، حتى تحصل على النسب المطلوبة التي منها يتكون الشيء المقصود، فلو كان ابن حيان قد تكلم بلغة الحرارة و البرودة، و علماء هذا العصر يتكلمون بلغة الكهارب السالبة و الموجبة، فقد يكون الفرق أقرب مما نتوهم، إذا ترجمنا الحرارة إلى معناها الحقيقي، و هو الحركة، فالحرارة حركة سريعة في الذرات و البرودة حركة بطيئة، فإذا كانت الحرارة و البرودة- أو أن شئت فقل إذا كانت درجات الحرارة المتفاوتة هي في الحقيقة درجات من الحركة متفاوتة، ثم إذا كانت هذه الحركة بدرجاتها المتفاوتة هي طاقة- إن لم تكن الطاقة الكهربية بذاتها- فيمكن تحويلها إلى طاقة كهربية، إذن فيكاد يتشابه القولان في الطبيعة: القول الذي يقول أن الأصول الأولية للأشياء حركة بدرجاتها المتفاوتة، و القول الذي يقول أنها كهرباء- و لم نذكر الرطوبة و اليبوسة من الطبائع الأربع التي أخذ بها جابر، لأنهما صفتان
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 120 الخواص و الموازين: ..... ص : 118
للاختلاف بين مختلف الباحثين، وجب أن يكون أساس التحديد هو السلوك المشاهد للشيء الذي أطلقت عليه تلك الكلمة، فإذا اتفقنا على أن ذلك السلوك هو ا ب ج د، كانت ا ب ج د هي ما يحدد الكلمة المراد تحديدها، فإذا اختلف اثنان في معناها كان الفيصل بينهما هو ما يشاهدانه معا من الجانب الأدائي للشيء، و معنى هذا كله هو أن" العمل" ياتي في المشاهدة أولا، و بعد ذلك يجيء علمنا بحقيقة الشيء الذي كان من شانه أن يؤدي ذلك العمل، و ثالثا- لو اختلفت عبارتان لفظيتان في مضمونهما، لكن" العمل" الذي تنطوي عليه إحداهما هو نفسه" العمل" الذي تنطوي عليه الأخرى، لوجب أن تكون العبارتان مترادفتين في المعنى مهما بدأ في ظاهرهما من تباين، لأن العمل الواحد لا يصدر عن شيئين مختلفين جوهرا، و العكس صحيح أيضا، و هو أنه محال علينا أن نصرف معنى واحدا إلى شيئين مختلفين في الجانب الأدائي، لأنه ما دام الأداء قد اختلف، فقد اختلفت خاصية الشيء المؤدى- و هذا كله متضمن في عبارة جابر بن حيان التي أسلفناها:
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 121 الخواص و الموازين: ..... ص : 118
و بعد أن استطردنا قليلا في الحديث عن المعاني المختلفة" للميزان" نعود إلى" ميزان الطبائع" لنفصل فيه القول تفصيلا لا نستوعب به كل شيء، لكنه يكفي لتقديم فكرة عن هذا الركن الهام من كيمياء جابر بن حيان.
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 124 تكوين الحيوان: ..... ص : 124
الرأي عند جابر بن حيان هو أن العالم الكيموي في مستطاعه أن يحول أي كائن إلى أي كائن آخر، ما دامت هذه الكائنات من المركبات و ليست هي من العناصر الأولية البسيطة، فليس الأمر بمقصور على تحويل معدن إلى معدن و حجر إلى حجر، بل أنه ليتعدى ذلك إلى عالمي النبات و الحيوان بغير استثناء الإنسان نفسه، و كل الفرق بين حالة و حالة هو في طريق السير في التجارب التي نجريها للتحويل، فما يخرج من الحجر يرتد إلى حجر بطريق مباشر، أما ما يخرج من النبات أو الحيوان فلا يرتد نباتا و لا حيوانا إلا إذا مر أولا بمرحلة الحجرية، أي أنك إذا أردت تحويل كائن حي إلى كائن حي آخر، كان لا بد في ذلك من تحويل الكائن الحي المراد تحويله إلى جماد خال من الحياة أولا- أي إلى حجر- ثم بعد ذلك تجري التجارب التي تعيد تشكيل هذا الجماد على الصورة التي تكسبه الحياة على النحو المطلوب.
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 125 الفلسفة و قواعدها: ..... ص : 125
كان جابر بن حيان فيلسوفا يصطنع جدل الفلاسفة، بالاضافة إلى كونه عالما يؤسس علمه على مشاهدات و تجارب، و هو يصرح بما يفيد أن مثله الأعلى من بين الفلاسفة الأقدمين هو سقراط، إذ يصفه بأنه:" أبو الفلاسفة و سيدها كلها" كما يقول عنه في موضع آخر: إنه مثال الإنسان المعتدل، مع تعريفه للشخص المعتدل بأنه هو الذي يستخرج الأشياء بطبعه، و يقع له العلم بالبديهة في أول وهلة.
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 130 الوجود واحد مطلق: ..... ص : 125
و نختم بهذه الفقرة مختاراتنا من أمثلة الجدل الفلسفي عند جابر بن حيان، و هو كله جدل أراد به إثبات الواحدية و إنكار التعدد، فلو كان العالم مشتملا على أجناس كثيرة و أنواع كثيرة، فلا يخلو ذلك من أن يكون:
مستدركاتأعيانالشيعة ج6 334 يعقوب بن إسحاق الكندي ..... ص : 333
و من المعلوم أن نكبة البرامكة حدثت في عام 187 ه" 803 م" إذن يلزم أن يكون الكندي حيا في هذا التاريخ. و لا نعلم على الضبط السن الذي كان فيه، بل نستدل من جملة" و كنت عند" أي عند يحيى بن خالد بأنه كان حاضرا فقط. فإذا علمنا أن جابر بن حيان كان يتردد أيضا على البرامكة و أنه اختفى بعد نكبتهم، نستدل على أنهم كانوا يرعون العلماء و يتفقدون شأنهم. و لعلهم رأوا في الكندي منذ طفولته، علائم النجابة فتبنوه منذ صغره. يقول ابن النديم في كتاب الفهرست أن أبا معشر درس على الكندي الفلك و هو في السابعة و الأربعين من عمره، و إذا علمنا أن هذا التلميذ" كما جاء في كتاب عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة" بلغ من العمر مائة عام و توفي في آخر رمضان سنة 272 ه" 886 م" فإنه يكون قد اجتمع مع الفيلسوف عام 219 ه." 834 م"، و يلزم أن يكون الفيلسوف في هذه المقابلة قد تجاوز السادسة و الثلاثين من العمر، لأنه ليس من المعقول أن يكون أصغر من خمس سنوات حينما حضر الرجز في دار يحيى بن خالد البرمكي. و إذا علمنا كما بين لنا ابن أبي أصيبعة بان الكندي كان قبل مقتل المتوكل بشهرين حيا، و قد كان ذلك عام 247 ه- 861 م.
موسوعةطبقاتالفقهاء ج2 7 الامام السادس جعفر الصادق- عليه السلام ..... ص : 5
قال ابن خلكان: و كان تلميذه أبو موسى جابر بن حيان الصوفي الطرسوسي قد ألّف كتاباً يشتمل على ألف ورقة تتضمن رسائل جعفر الصادق، و هي خمسمائة رسالة.
معالمالعلماء 20 90(أحمد) بن محمد بن عبيد الله بن سليمان أبو عبد الله الجوهري: ..... ص : 20
له كتب مقتضب الأثر في عدد الأئمة الاثني عشر، الأغسال، أخبار أبي هاشم الجعفري، شعر أبي هاشم الجعفري، أخبار جابر بن حيان بن يزيد الجعفي، الاشتمال على معرفة أحوال الرجال منه فيه من روى عن إمام، مختصر ما نزل من القرآن في صاحب الزمان، ذكر الشجاج، عمل رجب، عمل شعبان، عمل شهر رمضان، أخبار السيد عمل اللؤلؤ و صنعته و أنواعه، كتاب ذكر من روى الحديث من بني ناشرة، كتاب أخبار وكلاء الأئمة الأربعة مختصرا
فهرسالتراث ج1 167 جابر بن حيان الكوفي(- 161) ..... ص : 167
جابر بن حيّان الكوفي (- 161)
فهرسالتراث ج1 167 جابر بن حيان الكوفي(- 161) ..... ص : 167
أبو موسى (أبو عبيد الله) جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي، المعروف بالصوفي.
وفيات الأعيان (1/ 327)
131 - (1)
جعفر الصادق
أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم أجمعين؛ أحد الأئمة الاثني عشر على مذهب الإمامية، وكان من سادات أهل البيت ولقب بالصادق لصدقه في مقالته وفضلُه أشهر من أن يذكر، وله كلام في صنعة الكيمياء والزجر والفأل، وكان تلميذه أبو موسى جابر بن حيان الصوفي الطرسوسي (2) قد ألف كتاباً يشتمل على ألف ورقة تتضمن رسائل جعفر الصادق وهي خمسمائة رسالة.
قصة الحضارة (13/ 188)
المؤلف: وِل ديورَانت = ويليام جيمس ديورَانت (المتوفى: 1981 م)
تقديم: الدكتور محيي الدّين صَابر
ترجمة: الدكتور زكي نجيب محمُود وآخرين
وكان أشهر الكيميائيين المسلمين جابر بن حيان (702 - 765) المعروف عند الأوربيين باسم جيبير Gebir. وكان جابر ابن حيان كوفي، اشتغل بالطب، ولكنه كان يقضي معظم وقته مع الأنابيق والبوادق. ويعزو إليه المؤرخون مائة من المؤلفات أو أكثر من مائة، ولكنها في الواقع من عمل مؤلفين مجهولين عاش معظمهم في القرن العاشر. وقد ترجم كثير من هذه المؤلفات التي لا يعرف أصحابها إلى اللغة اللاتينية. وكان لها الفضل في تقدم علم الكيمياء في أوروبا. وحل السحر بعد القرن العاشر محل الكيمياء كما حل محل غيرها من العلوم، وقضى ذلك العلم بعدئذ ثلاثمائة عام لا يرفع فيها رأسه.
معجم المؤلفين (3/ 105)
جابر بن حيان (120 - 198 (1) هـ) (737 - 813 م) جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي، المعروف بالصوفي.
عالم مشارك في الطبيعة والكيمياء والفلسفة والفلك والادب وغيرها ولد بطوس (2) .
من آثاره: الحدود في الكيمياء، كتاب الخواص الكبير في خواص الاشياء، نهاية الادب، كتاب الشعر، وتأليف في عمل الاسطرلاب.
(ط) ابن النديم الفهرست 1: 353، 354، القفطي: تاريخ الحكماء 160، 161، طوقان: الخالدون العرب 15 - 24، اسماعيل مظهر: تاريخ الفكر العربي 70 - 91،
العاملي: أعيان الشيعة 15: 115 - 141، فهمي اسحاق: العلماء المسلمون 1: 18 - 40، حاجي خليفة: كشف الظنون 83، 914، 1160، 1161، 1415، 1416، 1419، 1424، 1430، 1432، 1441، 1450، 1459، 1466، 1835، 1911، 1912، 1985، المكتبة البلدية: فهرس الكيمياء والطبيعة 5، البغدادي: ايضاح المكنون 2: 288، العاملي: أعيان الشيعة 115 - 141 Carra De Vaux: Encyclopedie de: l islam , I: 5101 , 6101 , Brockelmann 240: g , I (م) المقتطف 77: 483، أحمد زكي صالح: الرسالة بالقاهرة 8: 1204 - 1206، 1235 - 1237، 1268 - 1270، عبد الرحمن بدوي: الثقافة بالقاهرة 4: 479 -
486، كونستان: العروة عدد تموز 1936، ص - 95 - 97، المعلم الجديد 19: 116
أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3 (39/ 492)
هل وُجد جابر بن حيان أصلاً؟!
ـ[خزانة الأدب]•---------------------------------•[17 - 04 - 07, 05:29 م]ـ
أنا في شكّ من وجود جابر بن حيان أصلاً، فضلاً عن تأليفه لذلك العدد الهائل من الكتب!
ويقال إنه كان تلميذاً لجعفر الصادق المتوفى سنة 148، بل زعمو أنه تلقى منه كل هذه العلوم الدخيلة على المسلمين، التي لا علاقة لها بالكتاب والسنَّة! بل ربما زعموا أن جعفر الصادق هو مؤلفها!
ويزول هذا الشكّ بإبراز نصّ لأحد معاصريه أو القريبين من عهده، كالجاحظ، يذكره فيه! وهيهات!
وقد كان الجاحظ عظيم الاطلاع والاهتمام بالموضوعات التي توجد في كتب جابر، ومع ذلك لم يذكره في كتبه! ولم أجد أحداً من علماء القرن الثاني أو الثالث يذكره، والذين ذكروه بعد ذلك كانوا يذكرونه باعتباره صاحب تلك المؤلفات الكثيرة المنسوبة إليه، أي إنهم لم يثبتوه معرفة.
وأسلوب رسائله ومضامينها لا تلاءم عصر جعفر الصادق وتلاميذه!
ورسائل إخوان الصفا لا يُعرف أصحابها، وهي تشبه رسائل جابر، أي إن أصل وجود جماعة سرية تصنِّف الكتب والرسائل الكثيرة في هذه العلوم لا شكَّ فيه.
وقد اختلف المستشرقون في وجود جابر، وغاية ما يحتجّ به المثبتون لوجوده أنه صاحب هذه الرسائل الكثيرة ... إلخ
وهذا هو ما قاله ابن النديم، وإليك كلامه:
هو أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي المعروف بالصوفي واختلف الناس في أمره فقالت الشيعة أنه من كبارهم وأحد الأبواب وزعموا أنه كان صاحب جعفر الصادق رضي الله عنه وكان من أهل الكوفة وزعم قوم من الفلاسفة أنه كان منهم وله في المنطق والفلسفة مصنفات وزعم أهل صناعة الذهب والفضة أن الرياسة انتهت إليه في عصره وأن أمره كان مكتوماً وزعموا أهه كان يتنقل في البلدان لا يستقر به بلد خوفاً من السلطان على نفسه وقيل أنه كان في جملة البرامكة ومنقطعاً إليها ومتحققاً بجعفر بن يحيى فمن زعم هذا قال أنه عني بسيده جعفر هو البرمكي وقالت الشيعة إنما عني جعفر الصادق وحدثني بعض الثقات ممن تعاطى الصنعة أنه كان ينزل في شارع باب الشام في درب يعرف بدرب الذهب وقال لي هذا الرجل أن جابراً كان أكثر مقامه بالكوفة وبها كان يدبر الأكسير لصحة هوائها ولما أصيب بالكوفة الازج الذي وجد فيه هوان ذهب فيه نحو مائتي رطل ذكر هذا الرجل أن الموضع الذي أصيب ذلك فيه كان دار جابر بن حيان فإنه لم يصب في ذلك الأزج غير الهاون فقط وموضع قد بني للحل والعقد هذا في أيام عز الدولة بن معز الدولة وقال لي أبو اسبكتكين دستاردار أنه هو الذي خرج ليتسلم ذلك وقال جماعة من أهل العلم وأكابر الوراقين أن هذا الرجل يعني جابراً لا أصل له ولا حقيقة وبعضهم قال أنه ما صنف وإن كان له حقيقة إلا كتاب الرحمة وأن هذه المصنفات صنفها الناس ونحلوه إياها وأنا أقول أن رجلاً فاضلاً يجلس ويتعب فيصنف كتاباً يحتوي على ألفي ورقة يتعب قريحته وفكره بإخراجه ويتعب يده وجسمه بنسخه ثم ينحله لغيره إما موجوداً أو معدوماً ضرب من الجهل وإن ذلك لا يستمر على أحد ولا يدخل تحته من تحلى ساعة واحدة بالعلم وأي فائدة في هذا وأي عائدة والرجل له حقيقة وأمره أظهر وأشهر وتصنيفاته أعظم وأكثر ولهذا الرجل كتب في مذاهب الشيعة أنا أوردها في مواضعها وكتب في معان شتى من العلوم قد ذكرتها في مواضعها من الكتاب وقد قيل أن أصله من خراسان والرازي يقول في كتبه المؤلفة في الصنعة قال أستاذنا أبو موسى جابر بن حيان.
وقال أبو حيان التوحيدي في الهوامل والشوامل، في كلام عن الكيمياء:
وما هو [الكيمياء] أولاً؟ وهل له حقيقة؟ فقد طال خوض الخائضين فيه، وكثر كلام الناس عليه، واصطرع الحق والباطل، والخطأ والصواب، والإحالة فيه. فكأن الذي يثبته غير متحقق به، والذي يدفعه غير ساكن إلى دفعه وإبطاله. هذا، وقد تمت من الناس به حيل على الناس. ومتى وقفت على هذه المسألة وقفت من الحقائق على غيب شريف، ومعنى لطيف. وهل ما يعزى إلى جابر بن حيان حق، ولم يسند لخالد بن يزيد أصل؟
وهذان هما أقدم من ذكر جابراً، مع أنهما عاشا بعده بقرنين من الزمان! ولا يخفى أن كلامهما يزيد من الشكّ في وجود هذا الرجل!
وقال الجرجاني في الوساطة:
[وقال] جابر بن حيّان:
وإنْ يقتسِمْ مالي بنيَّ ونسوتي * فلم يقسِموا خُلُقي الكريمَ ولا فِعلي
أقول: هو تصحيف جابر بن حباب أو حبان، والببيت في حماسة أبي تمام
فما عندكم في هذا الموضوع بارك الله فيكم؟
ـ[خزانة الأدب]•---------------------------------•[18 - 04 - 07, 01:19 م]ـ
إضافات:
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 7 / ص 59)
وَأَمَّا جَابِرُ بْنُ حَيَّانَ صَاحِبُ الْمُصَنَّفَاتِ الْمَشْهُورَةِ عِنْدَ الْكِيمَاوِيَّةِ فَمَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ وَلَيْسَ لَهُ ذِكْرٌ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلَا بَيْنَ أَهْلِ الدِّينِ
تفسير الألوسي - (ج 15 / ص 197)
وقد نص جابر بن حيان وهو إمام في هذه الصنعة وإنكار أنه كان موجوداً حمق في كتابه سر الأسرار على ما قلنا حيث قال ... إلخ
مقدمة ابن خلدون - (ج 1 / ص 303)
ثم ظهر بالمشرق جابر بن حيان كبير السحرة في هذه الملة
الوافي بالوفيات - الصفَدي - (ج 3 / ص 497)
تلميذ جعفر الصادق جابر بن حيان، أبو موسى الطرسوسي قال القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان: ألف كتاباً يشتمل على ألف ورقة يتضمن رسائل جعفر الصادق وهي خمسمائة رسالة في الكيمياء.
قلت وأنا أنزة الإمام جعفراً الصادق رضي الله عنه عن الكلام في الكيمياء، وإنما هذا الشيطان أراد الإغواء بكونه عزا ذلك إلى أن يقوله مثل جعفر الصادق لتتلقاه النفوس بالقبول ورأيته إذا ذكر الحجر يقول بعدما يرمزه: وقد أوضحته في الكتاب الفلاني فيتعب الطالب حتى يظفر بذلك المصنف المشؤوم فيجده قد قال: وقد بينته في الكتاب الفلاني.
فلا يزال يحيل على شيء بعد شيء.
ووجدت بعض الفضلاء قد كتب على بعض تصانيفه، إما الفردوسي أو غيره،: - من مجزوء الكامل -
هذا الذي بمقاله ... غر الأوائل والأواخر
ما أنت إلا كاسر ... كذب الذي سماك جابر
وتصانيفه في هذا الفن كثيرة وليس تحتها طائل واستطرد الكلام معي في أول شرح لامية العجم إلى الكلام على الكيمياء وحقيقتها وليس هذا موضعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
ـ[أبو مالك العوضي]•---------------------------------•[18 - 04 - 07, 02:12 م]ـ
كونه مجهولا يختلف تماما عن كونه غير موجود!
فهذه المؤلفات لا بد أن يكون قد ألفها إنسان ما!
وأما كلام المستشرقين فلا عبرة به؛ لأنه يشكون في أصابع أيديهم؛ لأنهم لم يعتادوا وجود العباقرة، مثلما تشككوا في (وليم شكسبير) لاستحالة تأليف كل هذا (بزعمهم)، وأيضا تشككوا في (هوميروس) لاستحالة تأليف ملحمتيه (بزعمهم).
وعلى طريقتهم الباطلة في الاستدلال، ينبغي أن ننكر (توماس إديسون) لاستحالة صدور كل هذه الاختراعات من شخص واحد!
وكذلك ننكر (ابن الجوزي) لاستحالة صدور كل هذه المؤلفات من رجل واحد، وكذلك الطبري والسيوطي ومن لا يحصون!
وهناك كثير من المجاهيل في التاريخ، ولكنهم مشهورون بأعمالهم، مثل إخوان الصفا، ولكن هذا لا يمنع من وجودهم
ـ[خزانة الأدب]•---------------------------------•[18 - 04 - 07, 04:51 م]ـ
أظن أن أخي أبا مالك استعجل في الاعتراض على غير عادته!
فالفرق بين المجهول والمعدوم معروف
وقول شيخ الإسلام (فَمَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ وَلَيْسَ لَهُ ذِكْرٌ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلَا بَيْنَ أَهْلِ الدِّينِ)، جيء به للاستشهاد على جهالة الرجل، لا على أنه معدوم
وكون (هذه المؤلفات لا بد أن يكون قد ألفها إنسان ما!) أمر بديهي
الإشكال هو: كيف يُجهل مؤلف هذا العدد الهائل من المصنَّفات، فلا يرد اسمه في أي كتاب إلى ما بعد موته (تقديراً) بقرنين ونصف؟!
وقول أخي (أديسون ... ابن الجوزي ... لاستحالة صدور كل هذه الاختراعات من شخص واحد!) هو خارج الموضوع، فليس الاعتراض على (الوحدة) ولا على (كثرة المصنَّفات)، بل على الجهالة المطلقة برجل هذه منزلته.
ويستقيم القياس لو فرضنا أن الأمريكان يجهلون أديسون ولم يرد اسمه على ألسنتهم أو في صحفهم ومجلاتهم وكتبهم إلا بعد عصره بقرنين من الزمان
وكذلك ابن الجوزي والطبري والسيوطي وغيرهم من المكثرين
وأما أن كلام المستشرقين لا عبرة به، فإن كل باحث جاد يعتبر كلامه وينظر فيه. وقد رأيت أن القدماء قد شكُّوا قبلهم في وجود الرجل، وحتى الذين يرون أنه شخص حقيقي - مثل سزكين - أشاروا إلى الشك فيه، وقال بعضهم (وأن أمره كان مكتوماً).
والقياس على شكسبير وهوميروس لا علاقة له بما نحن فيه، لأن المشكّكين في شكسبير لا يؤبه لهم، وأن المشكّكين في هوميروس يقصدون أنه عاش قبل تدوين التاريخ، فلا يُدرى على وجه اليقين أهو شخصية حقيقية أم فولكلورية
وللمسألة جانب لوَّحت إليه ولم يعتبره أخي، وهو أن مصنَّفات هذا الرجل كلها من جنس رسائل إخوان الصفا، ومن المعلوم أن تزييف الرجال والمصنَّفات والوقائع، واستخدام جميع الحيل للتسلل إلى حصون هذه الأمة، والادعاء إلى آل البيت الكريم، هو ديدن جميع هذه الفرق الباطنية، وحسبك بالمهدي الغائب! وقد مر قول ابن خلكان (ألف كتاباً يشتمل على ألف ورقة يتضمن رسائل جعفر الصادق وهي خمسمائة رسالة في الكيمياء)، والمقصود بالكيمياء العلم القديم الذي هو ضرب من الشعوذة والسحر.
فلعل أخي أبا مالك ينظر في الموضوع بنظرة الجد التي نعرفها فيه
مع تحياتي وتق
بدون نظر