أحمد بن يحيى بن إسحاق أبو الحسين ابن الراونديّ(000 - 298 هـ = 000 - 910 م)
أحمد بن يحيى بن إسحاق أبو الحسين ابن الراونديّ(000 - 298 هـ = 000 - 910 م)الأعلام للزركلي (1/ 267)
الرَّاوَنْدي
(000 - 298 هـ = 000 - 910 م)
أحمد بن يحيى بن إسحاق، أبو الحسين الراونديّ، أو ابن الراونديّ: فيلسوف مجاهر بالإلحاد. من سكان بغداد. نسبته إلى (راوند) من قرى أصبهان. قال ابن خلكان: له مجالس ومناظرات مع جماعة من علماء الكلام، وقد انفرد بمذاهب نقلوها عنه في كتبهم. وقال ابن كثير: أحد مشاهير الزنادقة، طلبه السلطان فهرب، ولجأ إلى ابن لاوي اليهودي (بالأهواز) وصنف له في مدة مقامه عنده كتابه الّذي سماه (الدامغ للقرآن) . وقال ابن حجر العسقلاني: ابن الراونديّ، الزنديق الشهير، كان أولا من متكلمي المعتزلة ثم تزديق واشتهر بالإلحاد، ويقال كان غاية في الذكاء. وقال ابن الجوزي: أبو الحسين الريوندي، الملحد الزنديق، وإنما ذكرته ليعرف قدر كفره فإنه معتمد الملاحدة والزنادقة. ثم قال: وكنت أسمع عنه بالعظائم، حتى رأيت ما لم يخطر على قلب أن يقوله عاقل. وذكر أنه وقعت له كتبه. ونقل عن الجبّائي أن ابن الريوندي (كما يسميه) وضع كتابا في قدم العالم ونفى الصانع وتصحيح مذهب الدهر والرد على مذهب أهل التوحيد، وكتابا في الطعن على محمد صلّى الله عليه وسلم. وقال أَبُو العَلَاء المَعري (في رسالة الغفران) : (سمعت من يخبر أن لابن الراونديّ معاشر يخترصون له فضائل يشهد الخالق وأهل المعقول أن كذبها غير مصقول، وهو في هذا أحد الكفرة، لا يحسب من الكرام البررة) وعرَّفه ابن تغري بردي بالماجن المنسوب إلى الهزل والزندقة. وتناقل مترجموه أن له نحو 114 كتابا، منها (فضيحة المعتزلة) و (التاج) و (والزمرد) و (نعت الحكمة) و (قضيب الذهب) و (الدامغ المتقدم ذكره، وأن كتبه التي ألفها في الطعن على الشريعة اثنا عشر كتابا. ولجماعة من العلماء ردود عليه، نُشر منها كتاب (الانتصار) لابن الخياط. وفي المؤرخين من يجزم بأنه عاش 36 سنة (مع ما انتهى إليه من المخازي) كما في المنتظم لابن الجوزي. ومن فرق المعتزلة (الراوندية) نسبة إليه. مات برحبة مالك ابن طوق (بين الرقة وبغداد وقيل: صلبه أحد السلاطين ببغداد (1) .
__________
(1) وفيات الأعيان 1: 27 وفيه وفاته سنة 245 هـ وتاريخ ابن الوردي 1: 248 وفيه كما في
كتاب ابن الشحنة، وفاته سنة 293 هـ ومروج الذهب للمسعوديّ 7: 237 طبعة باريس، وفيه وفاته سنة 245 هـ والبداية والنهاية 11: 112 وفيه: (وهم ابن خلكان وهما فاحشا في تاريخ وفاته سنة 245 والصحيح أنه توفي سنة 298 كما أرخه ابن الجوزي) والملل والنحل للشهرستاني 1: 81 و 96 طبعة محمود توفيق. ولسان الميزان 1: 323 وشرح نهج البلاغة 3: 41 ومعاهد التنصيص 1: 155 والمنتظم 6: 99 وشذرات الذهب 2: 235 ورسالة الغفران طبعة دار المعارف 410 - 412 ثم 442 والنجوم الزاهرة 3: 175 وفيه: صلب وهو ابن 86 سنة. وجاء ذكره في طبقات الأطباء 1: 212 ثم 2: 97 و 139 وكشف الظنون 1274 والإمتاع والمؤانسة 2: 78 وفي خطط المقريزي 2: 353 (البسلمية - جماعة أبي سلمة - من الراوندية) وطبقات المعتزلة 92.
تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (21/ 57)
52- أحمد بن يحيى بن إسحاق بن الراوندي، أبو الخير [2] المتكلم [3] :
من أهل مرو الروذ سكن بغداد، وكان من متكلمي المعتزلة، ثم فارقهم وصار ملحدا.
قال القاضي أبو علي التنوخي: كان ابن الراوندي ملازم أهل الإلحاد، فإذا عوتب في ذلك قال: إنما أردت أن أعرف مذاهبهم، ثم إنه كاشف وناظر، ويقال إن أباه كان يهوديا، فأسلم هو.
وقال بعض اليهود: يقول للمسلمين لا يفسدن عليكم هذا كتابكم كما أفسد أبوه علينا التوراة.
ومن شعره:
محن الزمان كثيرة ما تنقضي ... وسرورها يأتيك كالأعياد
ملك الأكارم فاسترق رقابهم ... وتراه رقا في الأعاد
هلك ابن الراوندي وله ست وثلاثون سنة مع ما انتهى إليه من [1] التوغل في المخازي، وذلك في سنة ثمان وتسعين ومائتين.
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (14/ 59)
31 - الريوندي أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق *
الملحد، عدو الدين، أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق الريوندي، صاحب التصانيف في الحط على الملة، وكان يلازم الرافضة والملاحدة، فإذا عوتب، قال: إنما أريد أن أعرف أقوالهم.
ثم إنه كاشف، وناظر، وأبرز الشبه والشكوك.
قال ابن الجوزي (1) :كنت أسمع عنه بالعظائم، حتى رأيت له ما لم يخطر على قلب، ورأيت له كتاب (نعت الحكمة) ، وكتاب (قضيب الذهب) ، وكتاب (الزمردة (2)) ، وكتاب (الدامغ) ؛الذي نقضه عليه الجبائي.
ونقض عبد الرحمن بن محمد الخياط عليه كتابه (الزمردة) .
__________
(*) مقالات الإسلاميين: 2 / 240، تكملة الفهرست: ص 5 4، المنتظم: 6 / 99 - 105، وفيات الأعيان: 1 / 95 94، العبر: 2 / 116، دول الإسلام: 1 / 182، الوافي بالوفيات: 8 / 232 - 238، مرآة الجنان: 2 / 144 - 145 و237 - 238، البداية والنهاية: 11 / 112 - 113، طبقات المعتزلة لابن المرتضى: 92، لسان الميزان: 1 / 323 - 324، النجوم الزاهرة: 3 / 175 - 177، شذرات الذهب: 2 / 235 - 236.
(1) في " المنتظم " 6 / 100 99.
(2) كذا الأصل وقد ورد أكثر من مرة أما في " المنتظم " و" هدية العارفين " فاسمه " الزمرد "
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (14/ 60)
قال ابن عقيل: عجبي كيف لم يقتل! وقد صنف (الدامغ) يدمغ به القرآن، و (الزمردة) يزري فيه على النبوات.
قال ابن الجوزي: فيه هذيان بارد (1) لا يتعلق بشبهة! يقول فيه: إن كلام أكثم بن صيفي (2) فيه ما هو أحسن من سورة الكوثر! وإن الأنبياء وقعوا بطلاسم.
وألف لليهود والنصارى يحتج لهم في إبطال نبوة سيد البشر.
قال أبو علي الجبائي: طلب السلطان أبا عيسى الوراق وابن الريوندي، فأما الوراق فسجن حتى مات، واسمه محمد بن هارون، من رؤوس المتكلمين، وله تصانيف في الرد على النصارى وغيرهم.
واختفى ابن الريوندي عند ابن لاوي اليهودي، فوضع له كتاب (الدامغ) ، ثم لم يلبث أن مرض، ومات إلى اللعنة، وعاش نيفا وثمانين سنة.
وقد سرد ابن الجوزي من بلاياه نحوا من ثلاثة أوراق.
قال ابن النجار: أبو الحسين ابن الراوندي المتكلم من أهل مرو الروذ، سكن بغداد، وكان معتزليا، ثم تزندق.
وقيل: كان أبوه يهوديا،
__________
(1) الضمير في " فيه " عائد إلى كتاب " الزمردة ". وعبارة ابن الجوزي في " المنتظم ": " وقد نظرت في كتاب " الزمرد " فرأيت فيه الهذيان البارد ".
(2) هو أكثم بن صيفي بن رياح بن الحارث..التميمي: حكيم العرب في الجاهلية، وأحد المعمرين أدرك الإسلام، فقصد المدينة في مئة من قومه يريدون الإسلام، فمات في الطريق، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم.
ويقال: نزلت فيه هذه الآية: (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أحره على الله) [النساء: الآية 100] ويقال: عاش مئة وتسعين سنة، وأشد له المرزباني: وإن امرءا قد عاش تسعين حجة * إلى مئة لم يسأم العيش جاهل أتت مئتان غير عشر وفائها * وذلك من مر الليالي قلائل ولاكثم أخبار كثيرة انظرها في: " المعمرون والوصايا " ص 25 14، و" الإصابة " 1 / 115 113.
ولعبد العزيز بن يحيى الجلودي شيخ الامامية في البصرة في عصره، وفاته
سنة 332 هـ كتاب: " أخبار أكثم ".
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (14/ 61)
فأسلم هو، فكان بعض اليهود يقول للمسلمين: لا يفسد هذا عليكم كتابكم كما أفسد أبوه علينا التوراة.
قال أبو العباس بن القاص الفقيه: كان ابن الراوندي لا يستقر على مذهب ولا نحلة، حتى صنف لليهود كتاب (النصرة على المسلمين) لدراهم أعطيها من يهود.
فلما أخذ المال، رام نقضها، فأعطوه مائتي درهم حتى سكت.
قال البلخي: لم يكن في نظراء ابن الراوندي مثله في المعقول، وكان أول أمره حسن السيرة، كثير الحياء، ثم انسلخ من ذلك لأسباب، وكان علمه فوق عقله.
قال: وقد حكي عن جماعة أنه تاب عند موته.
قال في بعض المعجزات: يقول المنجم كهذا.
وقال: في القرآن لحن.
وألف في قدم العالم، ونفى الصانع.
وقال: يقولون: لا يأتي أحد بمثل القرآن، فهذا إقليدس (1) لا يأتي أحد بمثله، وكذلك بطليموس (2) .
وقيل: إنه اختلف إلى المبرد، فبعد أيام قال المبرد: لو اختلف إلي سنة، لاحتجت أن أقوم وأجلسه مكاني.
قال ابن النجار: مات سنة ثمان وتسعين ومائتين.
وقيل: ما طال عمره، بل عاش ستا وثلاثين سنة.
لعن الله الذكاء بلا إيمان، ورضي الله عن البلادة مع التقوى.
__________
(1) ابن نوقطرس بن بزنيقس: مظهر الهندسة والمبرز فيها، وهو من الفلاسفة الرياضيين.
انظر " فهرست ابن النديم " 372 371، و" الملل والنحل " للشهرستاني: 2 / 115 114.
(2) فلكي، رياضي شهير، وهو الذي أخرج علم الهندسة من القوة إلى الفعل. انظر " فهرست ابن النديم " 375 374، و" الملل النحل " للشهرستاني: 2 / 116.
وفيات الأعيان (1/ 94)
35 - (1)
الراوندي
أبو الحسين أحمد بن يحيى بن إسحاق الرواندي، العالم المشهور؛ له مقالة في علم الكلام، وكان من الفضلاء في عصره، وله من الكتب المصنفة نحو من مائة وأربعة عشر كتاباً، منها كتاب فضيحة المعتزل وكتاب التاج وكتاب الزمرد وكتاب " القصب " (2) وغير ذلك. وله مجالس ومناظرات مع جماعة من علماء الكلام، وقد انفرد بمذاهب نقلها أهل الكلام عنه في كتبهم.
توفي سنة خمس وأربعين ومائتين برحبة مالك بن طوق التغلبي، وقيل: ببغداد، وتقديرعمره أربعون سنة، وذكر في " البستان " (3) أنه توفي سنة خمسين، والله أعلم، رحمه الله تعالى.
ونسبته إلى راوند - بفتح الراء والواو وبينهما ألف وسكون النون وبعدها دال مهملة - وهي قرية من قرى قاسان بنواحي أصبهان. وراوند أيضاً ناحية ظاهر (4) نيسابور.
وقاسان: بالسين المهملة، وهي غير قاشان - بالشين المعجمة - المجاورة لقم.
وهذه رواند التي ذكرها أبو تمام الطائي في كتاب الحماسة في باب المراثي، فقال (1) : ذكروا أن رجلين من بني أسد خرجا إلى أصبهان فآخيا دهقانا بها في موضع يقال له رواند وخزاق، ونادماه، فمات أحدهما وغير الآخر والدهقان ينادمان قبره: يشربان كأسين ويصبان على قبره كأساً، ثم مات الدهقان، فكان الأسدي الغابر ينادم قبريهما ويترنم بهذا الشعر:
خليلي هبا طالما قد رقدتما ... أجد كما لا تقضيان كراكما
أمن طول نوم لا تجيبان داعياً ... كأن الذي يسقي المدام سقاكما
ألم تعلما ما لي براوند كلها ... ولا بخزاق من صديق سواكما
أقيم على قبريكما لست بارحاً ... طوال الليالي أو يجبيب صداكما
وأبكيكما حتى الممات، وما الذي ... يرد على ذي لوعة إن بكاكما
فلو جعلت نفس لنفس وقاية ... لجدت بنفسي أن تكون فداكما
أصب على قبريكما من مدامة ... فإلا تنالاها ترو ثراكما وخزاق - يضم الخاء المعجمة وبعدها زاي وبعد الألف قاف - قرية أخرى مجاورة لها، والله أعلم بالصواب.
__________
(1) ترجمة ابن الراوندي في الفهرست: 108 والمنتظم 6: 99 وكتاب الانتصار للخياط كله في الرد عليه، وقد ذكره أبو العلاء في رسالة الغفران: 461 وأنحى عليه ذاماً؛ وقد أبدى بعض المعلقين على هوامش نسخ " الوفيات " قلقاً شديداً لأن ابن خلكان لم يتناوله بالذم فجاء على هامس إحداها: " لم ينصف المصنف في سكوته عن ابن الراوندي وهو من مشاهير الزنادقة ... الخ " وقال في هامش أ: " وأخطأ ابن خلكان في عدم تجريحه وذكر ضلالاته ومخازيه وقد ذكره ابن الجوزي والذهبي وابن قاضي [شهبة] ".
(2) هكذا ورد اسمه في أكثر الأصول؛ وفي د: الغصيب؛ وكلام المعري يرجح أن اسمه " القضيب " إذ قال: وأما القضيب فمن عمله أخسر صفقة من قضيب، وخير له من إنشائه، لو ركب قضيباً عند عشائه ... الخ. وفي المنتظم: " قضيب الذهب ".
(3) هذا الاسم ينصرف إلى غير كتاب، ولعل المقصود هنا " البستان في النوادر والغرائب " للشيخ أبي حامد الإسفرايني.
(4) د: بظاهر.
بدون نظر