رفتن به محتوای اصلی

محمد بن جعفر الصادق ع(000 -ح 203 هـ = 000 - 818 م)

محمد بن جعفر الصادق ع(000 -ح 203 هـ = 000 - 818 م)

محمد بن جعفر الصادق ع(000 -ح 203 هـ = 000 - 818 م)



 فلما سار إلى المأمون صحبه إلى أن توفي في سنة ثلاث و مائتين بجرجان، و صلى عليه المأمون، انتهى كلام ابن الأثير.



شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار عليهم السلام، ج‏3، ص: 336

نويسنده: ابن حيون، نعمان بن محمد - تاريخ وفات مؤلف: 363 ق. - محقق / مصحح: حسينى جلالى، محمد حسين‏

[محمد بن جعفر بن محمد]

و قام جماعة من العلويين في سنة المائتين على المأمون، و كان من قام منهم عليه محمد بن جعفر بن محمد، قام بمكة، فبايعه أهل الحجاز و تهامة على الخلافة و لم يبايعوا أحدا من ولد علي قبله، و ادعى الإمامة. و كانت قد أصاب إحدى عينيه شي‏ء، فاستبشر به. و قال: إني لأرجو أن‏ أكون [المهدي‏] القائم، فقد بلغني أنه يكون في إحدى عينيه شي‏ء. فانفذ إليه الحسن بن سهل و هارون بن موسى المسيب، و عيسى بن يزيد الجلودي و ورقاء بن محمد الشيباني و هم من جملة قواد المأمون و أوقعوا على أصحابه بالمدينة و مكة و قتلوا منهم خلقا كثيرا، و تفرق عامتهم و استأمن، و اكذب نفسه فبما ادعاه من الإمامة، فاومن و حمل الى المأمون الى خراسان، فمات بها و قام بالبصرة ابنه علي بن محمد بن جعفر و أقامه معه العباس بن محمد بن عيسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. ثم قام معهما بها زيد بن موسى بن جعفر، فظفر بهم أجمعين، و حملوا الى المأمون فعفا عنهم و لطف بهم، و أقاموا عنده بخراسان.




عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج‏2، ص: 204

47 باب دلالات الرضا ع‏ «1»

1- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عمير بن يزيد«2» قال: كنت عند أبي الحسن الرضا ع فذكر محمد بن جعفر بن محمد ع فقال إني جعلت على نفسي أن لا يظلني و إياه سقف بيت فقلت في نفسي هذا يأمرنا بالبر و الصلة و يقول هذا لعمه فنظر إلي فقال هذا من البر و الصلة إنه متى يأتيني و يدخل علي فيقول في يصدقه‏ «3» الناس و إذا لم يدخل علي و لم أدخل عليه لم يقبل قوله إذا قال.




عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج‏2، ص: 206

دلالة أخرى‏

6- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن محمد بن حسان الرازي عن محمد بن علي الكوفي عن الحسن بن هارون الحارثي عن محمد بن داود قال: كنت أنا و أخي عند الرضا ع فأتاه من أخبره أنه قد ربط ذقن محمد بن جعفر «3» فمضى أبو الحسن ع و مضينا معه و إذا لحياه قد ربطا و إذا إسحاق بن جعفر و ولده و جماعة آل أبي طالب يبكون فجلس أبو الحسن ع عند رأسه و نظر في وجهه فتبسم فنقم‏ «4» من كان في المجلس عليه فقال بعضهم إنما تبسم شامتا بعمه قال و خرج ليصلي في المسجد فقلنا له جعلت فداك قد سمعنا فيك من هؤلاء ما نكره حين تبسمت فقال أبو الحسن ع إنما تعجبت من بكاء إسحاق و هو يموت و الله قبله و يبكيه محمد قال فبرأ محمد و مات إسحاق.

دلالة أخرى‏

7- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القسم [القاسم‏] عن محمد بن علي الكوفي عن الحسن بن علي الحذاء قال حدثني يحيى بن محمد بن جعفر قال: مرض أبي مرضا شديدا فأتاه أبو الحسن الرضا ع يعوده و عمي إسحاق جالس يبكي قد جزع عليه جزعا شديدا قال يحيى فالتفت إلي أبو الحسن ع فقال مما يبكي عمك قلت يخاف عليه ما ترى قال فالتفت إلي أبو الحسن ع قال لا تغتمن فإن إسحاق سيموت قبله‏ قال يحيى فبرأ أبي محمد و مات إسحاق.

قال مصنف هذا الكتاب ره علم الرضا ع‏ «1» ذلك بما كان عنده من كتاب علم المنايا و فيه مبلغ أعمار أهل بيته متوارثا عن رسول الله ص و من ذلك‏

قال أمير المؤمنين ع‏ أوتيت علم المنايا و البلايا و الأنساب و فصل الخطاب‏

دلالة أخرى‏

8- حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن‏ «2» أبي الخطاب قال حدثني إسحاق بن موسى قال: لما خرج عمي محمد بن جعفر بمكة و دعا إلى نفسه و دعي بأمير المؤمنين و بويع له بالخلافة و دخل عليه الرضا ع و أنا معه فقال له يا عم لا تكذب أباك و لا أخاك فإن هذا أمر لا يتم‏ «3» ثم خرج و خرجت معه إلى المدينة فلم يلبث إلا قليلا حتى أتى‏ «4» الجلودي فلقيه فهزمه ثم استأمن إليه فلبس السواد و صعد المنبر فخلع نفسه و قال إن هذا الأمر للمأمون و ليس لي فيه حق ثم أخرج إلى خراسان فمات بجرجان.






الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج‏2، ص: 271

و لما توفي الرضا ع كتم المأمون موته يوما و ليلة ثم أنفذ إلى محمد بن جعفر الصادق و جماعة من آل أبي طالب الذين كانوا عنده فلما حضروه نعاه إليهم و بكى و أظهر حزنا شديدا و توجعا




إعلام الورى بأعلام الهدى (ط - الحديثة)، ج‏1، ص: 547

و أما محمد بن جعفر: فكان يرى رأي الزيدية في الخروج بالسيف، و كان سخيا شجاعا، و كان يصوم يوما و يفطر يوما، و كان يذبح كل يوم كبشا للضيافة، و خرج على المأمون في سنة تسع و تسعين و مائة، فخرج لقتاله عيسى الجلودي فهزم أصحابه و أخذه و أنفذه إلى المأمون، فوصله و أكرمه، و كان مقيما معه بخراسان يركب إليه في موكب بني عمه، و كان المأمون يحتمل منه ما لا يحتمل السلطان من رعيته.

و روي: أن المأمون أنكر ركوبه إليه في جماعة الطالبية التي خرجت عليه معه، فخرج التوقيع من المأمون إليهم: لا تركبوا مع محمد بن جعفر و اركبوا مع عبيد الله بن الحسين. فأبوا أن يركبوا، و لزموا منازلهم، فخرج التوقيع: اركبوا مع من أحببتم. فكانوا يركبون مع محمد بن جعفر إذا ركب‏ إلى المأمون، و ينصرفون بانصرافه.




إعلام الورى بأعلام الهدى (ط - الحديثة)، ج‏2، ص: 13

و بهذا الإسناد، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النضر بن سويد نحو هذا الحديث، إلا أنه قال: أوصى إلى خمسة: أولهم أبو جعفر المنصور، ثم عبد الله، و موسى، و محمد بن جعفر، و مولى لأبي عبد الله عليه‏ السلام، فقال المنصور: مالي إلى قتل هؤلاء سبيل‏ «1».


إعلام الورى بأعلام الهدى (ط - الحديثة)، ج‏2، ص: 73

فبايعه الناس و يده فوق أيديهم، و وضعت البدر، و قامت الخطباء و الشعراء، فجعلوا يذكرون فضل الرضا عليه السلام و ما كان من المأمون في أمره، ثم دعا أبو عباد بالعباس بن المأمون فوثب فدنا من أبيه فقبل يده و أمره بالجلوس، ثم نودي محمد بن جعفر بن محمد و قال له الفضل بن سهل: قم، فقام فمشى حتى قرب من المأمون فوقف فلم يقبل يده، فقيل له: امض فخذ جائزتك، و ناداه المأمون: ارجع يا أبا جعفر إلى مجلسك، فرجع ثم‏ جعل أبو عباد يدعو بعلوي و عباسي فيقبضان جوائزهما حتى نفدت الأموال.



عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج‏1، ص: 45

4- و حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال حدثنا الحسن بن إسماعيل قال حدثنا سعيد بن محمد القطان قال حدثنا عبد الله‏ «5» بن موسى الروياني أبو تراب عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن‏ «6» علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع قال حدثني عبد الله بن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه‏ «7» عن جده‏ أن محمد بن علي الباقر جمع ولده و فيهم عمهم زيد بن علي ع ثم أخرج إليهم كتابا بخط علي ع و إملاء رسول الله ص مكتوب فيه هذا كتاب‏ من الله العزيز الحكيم‏«1» حديث اللوح إلى الموضع الذي يقول فيه‏ و أولئك هم المهتدون‏ ثم قال في آخره قال عبد العظيم العجب كل العجب لمحمد بن جعفر و خروجه و قد سمع أباه ع يقول هذا و يحكيه ثم قال‏ «2» هذا سر الله و دينه و دين ملائكته فصنه إلا عن أهله و أوليائه.



كمال الدين و تمام النعمة   ج‏1   313   28 باب ذكر النص على القائم ع في اللوح الذي أهداه الله عز و جل إلى رسوله ص و دفعه إلى فاطمة ع فعرضته على جابر بن عبد الله الأنصاري حتى قرأه و انتسخه و أخبر به أبا جعفر محمد بن علي الباقر ع بعد ذلك .....  ص : 308
هذا كتاب من الله العزيز الحكيم العليم و ذكر حديث اللوح إلى الموضع الذي يقول فيه أولئك هم المهتدون ثم قال في آخره قال عبد العظيم العجب كل العجب لمحمد بن جعفر و خروجه إذ سمع أباه ع يقول هكذا و يحكيه ثم قال هذا سر الله و دينه و دين ملائكته فصنه إلا عن أهله و أوليائه.




الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، ج‏2، ص: 273

و أما القائلون بإمامة محمد بن جعفر الصادق ع فشذاذ جدا و قد انقرضوا احتجوا بأن أباه مسح التراب عن وجهه و ضمه إلى صدره‏

و حكي عن أبيه الباقر أنه سيولد لك ولد يشبهني فسمه باسمي فإنه على سنة جدي رسول الله ص‏ قلنا لا نسلم ورود ذلك و لو سلم فهو خبر واحد لا يوجب علما و لو سلم فليس فيه دليل النص عرفا و لا فحوى و لا عادة على أن محمدا ظهر بالسيف و دعا إلى نفسه و تسمى بأمير المؤمنين و ذلك منكر إلا علي ع حيث سماه به النبي ص.






الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 491

9- الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن مسافر و عن الوشاء عن مسافر قال: لما أراد هارون بن المسيب أن يواقع محمد بن جعفر قال لي أبو الحسن الرضا ع اذهب إليه و قل له لا تخرج غدا فإنك إن خرجت غدا هزمت و قتل أصحابك فإن سألك من أين علمت هذا فقل رأيت في المنام قال فأتيته فقلت له جعلت فداك لا تخرج غدا فإنك إن خرجت هزمت و قتل أصحابك فقال لي من أين علمت هذا فقلت رأيت في المنام فقال نام العبد و لم يغسل استه ثم خرج فانهزم و قتل أصحابه قال و حدثني مسافر قال كنت مع أبي الحسن الرضا ع بمنى فمر يحيى بن خالد فغطى رأسه من الغبار فقال مساكين لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة ثم قال و أعجب من هذا هارون و أنا كهاتين و ضم إصبعيه قال مسافر فو الله ما عرفت معنى حديثه حتى دفناه معه.




شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏7، ص: 277

[الحديث التاسع‏]

______________________________

(قوله): أن يواقع محمد بن جعفر) أى يحاربه، و هو محمد بن جعفر الصادق «ع» و قيل كان ملقبا بالديباج و كان شجاعا كريما سخيا. و في بعض كتب السير أنه كان يرى رأى الزيدية فى أن الامام من نسل فاطمة عليها السلام من يخرج بالسيف فخرج في سنة تسع و تسعين و مائة على المأمون فغلب بعد المحاربة و أخذ و بعث الى المأمون و هو في خراسان فعززه و أكرمه و مات فى جرجان عند توجه المأمون الى بغداد فدخل المأمون بنفسه فى قبره و دفنه.

قوله: فقل رأيت في المنام) أمره بذلك اما باعتبار أنه رأى ذلك في النوم فى الواقع، أو باعتبار أن الكذب للمصلحة و حفظ النفس المحترمة «1» جائز.





مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏6، ص: 89

[الحديث 9]

الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن مسافر و عن الوشاء عن مسافر قال‏ لما أراد هارون بن المسيب أن يواقع محمد بن جعفر قال لي أبو الحسن الرضا

______________________________
فلما صلى الرضا عليه السلام الصبح قال لنا: قولوا نعوذ بالله من شر ما ينزل في هذا اليوم فما زلنا نقول ذلك فلما كان قريبا من طلوع الشمس قال الرضا عليه السلام: اصعد السطح‏ قوله: التحمت، أي كثرت، و في العيون و بعض نسخ الكتاب سمعت الضجة و النحيب و في العيون و كثر ذلك و هو أظهر.

" ابن ذي القلمين" قيل: لقب بذلك لأنه كان عنده ديوان الجند و النظارة للعلة الخاصة" اغتاله" أي قتله خدعة و بغتة، و في العيون في آخر الخبر: و لم يقف له أحد.

الحديث التاسع‏: ضعيف على المشهور إن كان‏" و عن الوشاء" معطوفا علي قوله:

عن مسافر كما هو الظاهر، بأن يكون روى المعلى عن مسافر بواسطة و بدونها، أو حسن إن كان معطوفا على قوله عن معلى، و يظهر من إرشاد المفيد أنه جعله عطفا على الحسين، و هو في غاية البعد.

و مسافر خادم الرضا عليه السلام و هارون كان والي المدينة كما مر" أن يواقع" أي يحارب و محمد هو ابن الصادق الملقب بالديباج خرج بمكة و هو من أئمة الزيدية روى الصدوق (ره) في العيون بإسناده عن إسحاق بن موسى، قال: لما خرج عمي محمد

مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏6، ص: 90

..........

______________________________
ابن جعفر بمكة و دعا إلى نفسه، و دعي بأمير المؤمنين و بويع له بالخلافة، دخل عليه الرضا عليه السلام و أنا معه فقال: يا عم لا تكذب أباك و لا أخاك، فإن هذا الأمر لا يتم ثم خرج و خرجت معه إلى المدينة، فلم يلبث إلا قليلا حتى قدم الجلودي فلقيه فهزمه، ثم استأمن إليه فلبس السواد و صعد المنبر فخلع نفسه و قال: إن هذا الأمر للمأمون و ليس لي فيه حق ثم أخرج إلى خراسان و مات بجرجان، و في كشف الغمة فمات بمرو.

و روى الصدوق أيضا بإسناده عن عمير بن بريد قال: كنت عند الرضا عليه السلام فذكر محمد بن جعفر فقال: إني جعلت على نفسي أن لا يظلني و إياه سقف بيت، فقلت في نفسي: هذا يأمرنا بالبر و الصلة و يقول هذا لعمه؟ فقال: هذا من البر و الصلة إنه متى يأتيني و يدخل علي و يقول في فيصدقه الناس، و إذا لم يدخل علي و لم أدخل عليه لم يقبل قوله إذا قال.

و قال في الكامل في حوادث سنة المائتين: في هذه السنة في المحرم نزع الحسن بن الحسن كسوة الكعبة و كساها أخرى و أنفذها أبو السرايا من الكوفة من القز و أخذ ما على الأساطين من الذهب و أخذ ما في خزانة الكعبة فقسمه مع كسوتها على أصحابه و أتى هو و أصحابه إلى محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، و كان شيخا محببا للناس مفارقا لما عليه كثير من أهل بيته من قبح السيرة، و كان يروي العلم عن أبيه جعفر عليه السلام، و كان الناس يكتبون عنه، و كان يظهر زهدا فلما أتوه قالوا له: تعلم منزلتك من الناس فهلم نبايعك بالخلافة فإن فعلت لم يختلف عليك رجلان، فامتنع من ذلك فلم يزل به ابنه علي و الحسن بن الحسن الأفطس حتى غلباه على رأيه و أجابهم و أقاموه في ربيع الأول فبايعوه بالخلافة، و جمعوا الناس فبايعوه طوعا أو كرها و سموه أمير المؤمنين، فبقي شهورا و ليس له من الأمر شي‏ء، و ابنه علي و الحسن و جماعتهم أسوأ ما كانوا سيرة و أقبح فعلا، فوثب حسن بن حسن على امرأة

مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏6، ص: 91

..........

______________________________
من بني فهر كانت جميلة فأرادها على نفسها فامتنعت منه فأخاف زوجها و هو من بني مخزوم حتى توارى ثم كسر باب دارها و أخذها إليه مدة ثم هربت منه، و وثب علي بن محمد بن جعفر على غلام أمرد و هو ابن قاضي مكة يقال له: إسحاق بن محمد، و كان جميلا فأخذه قهرا فلما رأى ذلك أهل مكة و من بها من المجاورين اجتمعوا بالحرم و اجتمع معهم كثير فأتوا محمد بن جعفر فقالوا: لنخلعنك أو لنقتلنك أو لتردن إلينا هذا الغلام، فأغلق بابه و كلمهم من شباك و طلب منهم الأمان ليركب إلى ابنه يأخذ الغلام و حلف لهم أنه لم يعلم بذلك فأمنوه فركب إلى ابنه و أخذ الغلام منه و سلمه إلى أهله، و لم يلبثوا إلا يسيرا حتى قدم إسحاق بن موسى العباسي من اليمن، فاجتمع الطالبيون إلى محمد بن جعفر و أعلموه ذلك و حفروا له خندقا و جمعوا الناس من الأعراب و غيرهم فقاتلهم إسحاق ثم كره القتال، فسار نحو العراق فلقيه الجند الذين أنفذهم هرثمة إلى مكة و معهم الجلودي، و ورقاء بن جميل، فقالوا لإسحاق:

ارجع معنا و نحن نكفيك القتال، فرجع معهم فقاتلوا الطالبيين فهزموهم.

و أرسل محمد بن جعفر بطلب الأمان فأمنوه و دخل العباسيون مكة في جمادى الآخرة و تفرق الطالبيون من مكة، و أما محمد بن جعفر فسار نحو الجحفة و أدركه بعض موالي بني العباس فأخذ جميع ما معه و أعطاه دريهمات يتوصل بها، فسار نحو بلاد جهينة فجمع بها و قاتل هارون بن المسيب و أتى المدينة عند الشجرة و غيرها عدة دفعات فانهزم محمد و فقئت عينه بنشابة و قتل من أصحابه جمع كثير، و رجع إلى موضعه، فلما انقضى الموسم طلب الأمان من الجلودي و من ورقاء بن جميل و هو ابن عم الفضل بن سهل فأمناه و ضمن له ورقاء عن المأمون، و عن الفضل الوفاء بالأمان فقبل ذلك و أتى مكة لعشر بقين من ذي الحجة، فخطب الناس و قال: إنني بلغني أن المأمون مات و كان له في عنقي بيعة فبايعني الناس ثم إنه صح عندي أنه حي صحيح و أنا أستغفر الله من البيعة، قد خلعت نفسي من بيعتي التي بايعتموني عليها كما خلعت خاتمي هذا من إصبعي فلا بيعة لي في رقابكم ثم نزل و سار سنة إحدى‏

مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏6، ص: 92

ع اذهب إليه و قل له لا تخرج غدا فإنك إن خرجت غدا هزمت و قتل أصحابك‏

______________________________
و مائتين إلى العراق فسيره الحسن بن سهل إلى المأمون بمرو، فلما سار إلى المأمون صحبه إلى أن توفي في سنة ثلاث و مائتين بجرجان، و صلى عليه المأمون، انتهى كلام ابن الأثير. و قال صاحب مقاتل الطالبيين: إن جماعة اجتمعوا مع محمد بن جعفر فقاتلوا هارون ابن المسيب بمكة قتالا شديدا، و فيهم حسن بن حسن الأفطس و محمد بن سليمان بن داود بن حسن بن الحسن، و محمد بن الحسن المعروف بالسباق و علي بن الحسين بن عيسى بن زيد، و علي بن الحسين بن زيد، و علي بن جعفر بن محمد، فقتلوا من أصحابه مقتلة عظيمة و طعنه خصي كان مع محمد بن جعفر فصرعه و كر أصحابه فتخلصوه ثم رجعوا فأقاموا مدة و أرسل هارون إلى محمد بن جعفر و بعث إليه ابن أخيه علي بن موسى الرضا عليه السلام فلم يصغ إلى رسالته و أقام على الحرب، ثم وجه إليه هارون خيلا فحاصرته في موضعه لأنه كان موضعا حصينا لا يوصل إليه، فلما بقوا في الموضع ثلاثا و نفد زادهم و ماءهم جعل أصحابه يتفرقون و يتسللون يمينا و شمالا، فلما رأى ذلك لبس رداء و نعلا و صار إلى مضرب هارون فدخل إليه و سأله الأمان لأصحابه ففعل هارون ذلك، هكذا ذكر النوفلي.

و أما محمد بن علي بن حمزة فإنه ذكر أن هذا كان من جهة عيسى الجلودي، لا من جهة هارون ثم وجه إلى أولئك الطالبيين فحملهم مقيدين في محامل بلا وطاء ليمضي بهم إلى خراسان، فخرجت عليهم بنو تيهان.

و قال النوفلي: خرج عليهم الغاضريون بزبالة فاستنقذوهم منه بعد حرب طويلة صعبة فمضوا هم بأنفسهم إلى الحسن بن سهل، فأنفذهم إلى خراسان إلى المأمون فمات محمد بن جعفر هناك، فلما أخرجت جنازته دخل المأمون بين عمودي السرير فحمله حتى وضع في لحده، و قال: هذه رحم مجفوة منذ مائتي سنة، و قضى دينه، و كان عليه نحوا من ثلاثين ألف دينار، انتهى.

قوله عليه السلام: قل له، يدل على جواز الكذب للمصلحة مع أنه يمكن أن‏

مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏6، ص: 93

فإن سألك من أين علمت هذا فقل رأيت في المنام قال فأتيته فقلت له جعلت فداك لا تخرج غدا فإنك إن خرجت هزمت و قتل أصحابك فقال لي من أين علمت هذا فقلت رأيت في المنام فقال نام العبد و لم يغسل استه ثم خرج فانهزم و قتل أصحابه قال و حدثني مسافر قال كنت مع أبي الحسن الرضا ع بمنى فمر يحيى بن خالد فغطى رأسه من الغبار فقال مساكين لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة ثم قال و أعجب من هذا هارون و أنا كهاتين و ضم إصبعيه قال مسافر فو الله ما عرفت معنى حديثه حتى دفناه معه‏

______________________________

يكون عليه السلام علم أنه رأى في النوم شيئا هذا تعبيره و إن لم يعلمه مسافر، قوله:

نام العبد، أي مسافر، و قال ذلك استهزاء به، و إظهارا لعدم الاعتناء بقوله، و إنه إن صدق فمن قبيل أضغاث الأحلام، و يحيى‏ هو والد جعفر البرمكي.

" مساكين" أي هؤلاء مساكين‏" و أعجب" أفعل التفضيل، أي أعجب من زوال دولتهم موت هارون بخراسان، و موتي به و اجتماعي معه في الدفن في موضع، أو أعجب من إخباري بذاك إخباري بهذا و ربما يقرأ بصيغة الأمر و هو بعيد" حتى دفناه" أي الرضا عليه السلام‏" معه" أي مع هارون.






بحار الأنوار (ط - بيروت) / ج‏57 / 220 / باب 36 الممدوح من البلدان و المذموم منها و غرائبها .....  ص : 201
و دفن في مقبرة محمد بن موسى ثم ذكر مقابر كثير من السادات الرضوية و كثير من أولاد محمد بن‏ جعفرالصادق‏ ع و كثير من أحفاد علي بن جعفر و قبور كثير من السادات الحسنية و كان أكثر أهل قم من الأشعريين‏




الطراز الأول و الكناز لما عليه من لغة العرب المعول، ج‏5، ص: 116

موضع بين الحرمين على بريد من المدينة كانت به منازل لعلي بن موسى الرضا و محمد بن جعفر الصادق عليهم السلام و غيرهما




تاج العروس من جواهر القاموس، ج‏19، ص: 52

و الشبيه‏: لقب الإمام الحافظ القاسم بن محمد بن جعفر الصادق، يقال لولده بنو الشبيه‏ بمصر و هم‏ الشبيهيون‏، و ولده الحافظ المحدث يحيى بن القاسم هو الذي دخل مصر سنة 344، و كان لدخوله ازدحام عجيب لم ير مثله، و توفي بها سنة 370، و مقامه بين الإمامين يزار.