رفتن به محتوای اصلی

فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 233‌
إنّه لم يعدّ الفضل من أصحاب الرضا و لا من أصحاب الجواد عليهما السلام، و لكنّ الظاهر أنّ ما ذكره الصدوق هو الصحيح؛ و ذلك لقرب عهده و طريقه إلى الفضل. و يؤكّد ذلك أنّ والد الفضل روى عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام فلا بُعد في رواية الفضل نفسه عن الرضا عليه السلام، فقد روى محمّد بن يعقوب، عن الحسن ابن محمّد الأشعري، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن جمهور، عن شاذان عن أبي الحسن موسى عليه السلام «1».
و أمّا طرق المشايخ العظام إليه في الكتب الأربعة فهي:
1- طريق الشيخ الكليني: محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان. و هو مشترك بين جماعة، إلّا أنّ الراجح فيهم هو النيسابوري و كنيته أبو الحسن «2».
2- طريق الشيخ الصدوق في العلل التي ذكرها الفضل عن الرضا عليه السلام: عبد الواحد بن عبدوس النيسابوري العطّار رضى الله عنه، عن عليّ بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان «3».
3- طريق الشيخ الطوسي في كتابيه: أسانيده المعروفة و المعتبرة إلى محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الفضل بن شاذان «4».
و تعتبر طرق الفضل في رواياته من أوثق الطرق و أكثرها اعتباراً؛ لروايته عن المشايخ الثقات، كيونس و صفوان و ابن أبي عمير و الحسن بن فضّال و غيرهم.
و كان الفضل يتوقّف في الرواية عن محمّد بن سنان و يقول: لا أستحلّ أن أروي أحاديث محمّد بن سنان. و ذكر في بعض كتبه- على ما يُروى عنه- أنّ من الكذّابين ابن سنان، و ليس بعبد اللّٰه. و في نقل آخر عنه قال: ردّوا أحاديث محمّد بن سنان، و قال: لا احلّ لكم أن ترووا أحاديث محمّد بن سنان عنّي ما دمت حيّاً، و أذن في الرواية بعد موته «5».
______________________________
(1) معجم رجال الحديث 13: 298.
(2) المصدر السابق 15: 90. مستدركات علم الرجال 6: 456.
(3) من لا يحضره الفقيه 4: 457، ط- جماعة المدرسين.
(4) الاستبصار 4: 315. التهذيب 10: 47.
(5) انظر: اختيار معرفة الرجال 2: 796.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 234‌
البُعد الرجالي:
و يعتبر الفضل من أئمّة علم الرجال و فرسان هذا المضمار، و لا يكاد يخلو مصنّف من مصنّفات علماء الرجال من نقل آرائه و اعتماد توثيقاته و تضعيفاته، و قد شهد له بذلك كبار أساتذة هذا الفنّ، يقول المحقّق الخبير المتتبّع الشيخ آقا بزرك الطهراني في حقّه: كونه من أئمّة علم الرجال لا شبهة فيه لكثرة الاعتماد على أقواله و نقلها في الكتب الرجاليّة معتمداً عليها، حتى أنّ الشيخ أبا عليّ في رجاله جعل للتسهيل رمزاً لاسمه «1».
و للفضل آراء و توثيقات و تضعيفات لجملة من الصحابة و التابعين و الرواة عن الأئمّة المعصومين عليهم السلام ذكرها علماء الرجال كأبي عمرو الكشي و النجاشي و الشيخ و السروي و ابن داود و ابن طاوس و العلّامة و من تأخّر عنهم إلى يومنا.
و قد اعتمدوا آراءه في عدد غير قليل من الموارد، و ربّما قدّموا رأيه على رأي غيره من علماء هذا الفنّ، و لنأخذ مثالين لذلك:
1- ذكر النجاشي- في ترجمة محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين- رأي ابن الوليد شيخ القمّيّين فيه و أنّه قال- كما نقل عنه تلميذه أبو جعفر الصدوق-: ما تفرّد به محمّد بن عيسى من كتب يونس و حديثه لا يعتمد عليه. ثمّ أورد النجاشي بعد هذا الكلام رأي الفضل فيه فقال: قال أبو عمر: قال القتيبي: كان الفضل بن شاذان رحمه الله يحبّ العبيدي و يثني عليه و يمدحه و يميل إليه و يقول: ليس في أقرانه مثله. قال النجاشي معلّقاً على ذلك: و بحسبك هذا الثناء من الفضل رحمه الله «2».
2- و في محمّد بن سنان أخذ النجاشي بتضعيف الفضل له حيث قال: لا احلّ لكم أن ترووا أحاديث محمّد بن سنان، مع أنّ الشيخ المفيد قد وثّقه، و كذا توقّف العلّامة فيه لتضعيف الفضل له أيضاً «3».
______________________________
(1) مصفّى المقال: 362، و الرمز الذي استخدمه كلمة (فش).
(2) رجال النجاشي: 334.
(3) المصدر السابق: 328. خلاصة الأقوال: 251.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 235‌
و أمّا طرق المشايخ العظام الكشي و النجاشي و الطوسي رحمهم الله في كتبهم الرجالية و فهارسهم إلى الفضل بن شاذان فهي كالتالي:
أوّلًا:
طريق الشيخ الكشي:
1- عليّ بن محمّد بن قتيبة أو القتيبي، عن الفضل «1».
2- محمّد بن مسعود، عن عبد اللّه بن حمدويه البيهقي، عنه «2».
3- محمّد بن إسماعيل البندقي النيسابوري، عنه «3».
4- جعفر بن معروف، عن سهل بن بحر الفارسي، عنه «4».
5- أبو القاسم نصر بن الصباح، عنه «5».
6- محمّد بن مسعود، عن ابن ازداد، عنه «6».
7- محمّد بن مسعود، عن ابن المغيرة، عنه «7».
8- محمّد بن مسعود، عن الفضل، مكاتبةً «8».
9- محمّد بن أحمد بن شاذان، عنه «9».
10- أبو الحسن بن أبي طاهر، عن محمّد بن يحيى الفارسي، عن مكرم ابن بشر، عنه «10».
11- و يروي عنه وجادة من كتبه «11».
ثانياً:
طريق الشيخ النجاشي: أبو العباس بن نوح، عن أحمد بن جعفر، عن أحمد بن إدريس بن أحمد، عن عليّ بن أحمد بن قتيبة النيسابوري، عنه «12».
______________________________
(1) اختيار معرفة الرجال 2: 781، 783، 796.
(2) المصدر السابق: 748.
(3) المصدر السابق: 818.
(4) المصدر السابق: 780، 818.
(5) المصدر السابق 9: 470.
(6) المصدر السابق: 477.
(7) المصدر السابق: 494.
(8) المصدر السابق: 668.
(9) المصدر السابق: 494.
(10) المصدر السابق: 710.
(11) المصدر السابق 1: 329.
(12) رجال النجاشي: 307.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 236‌
و علي بن أحمد تصحيف أو تحريف، و الصحيح هو عليّ بن محمّد بن قتيبة كما في فهرست الشيخ، لتصديق العيون و مشيخة الفقيه له «1».
ثالثاً: طريق الشيخ الطوسي: الشيخ المفيد، عن محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه، عن محمّد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن عليّ ابن محمّد بن قتيبة، عنه «2».

خاتمة المطاف:
لقد وقفنا من خلال ما تقدّم من حديث- عن حياة الفضل بن شاذان و أبعادها المختلفة- على الدور المرموق الذي نهض به هذا الفقيه الكبير، و الجهد المعطاء الذي قدّمه خدمة للدين الحنيف، و لئن كانت ثمّة نقاط وضّاءة في حياته و شخصيّته، فإنّ تشرّفه بصحبة و رفقة الأئمّة الأطهار عليهم السلام تبقى هي الأكثر إشراقاً و تلألؤاً في حياة هذا الفقيه العالم الذي نال بجميل خصاله و سيرته رضاهم عليهم السلام في حياته، حتى أنّهم ليغبطون أهل بلاده في خراسان على وجوده بينهم، ثمّ كان ذلك أيضاً وقت رحيله حيث ترحّم عليه الإمام العسكري عليه السلام و هو بسامراء.
قال بورق البوشنجاني- الذي لقي الإمام العسكري عليه السلام و حدّثه في أمر الفضل-: فقلت له: الفضل بن شاذان شديد العلّة و يقولون إنّها من دعوتك بموجدتك عليه؛ لما ذكروه عنه أنّه قال إن وصيّ إبراهيم خير من وصيّ محمّد صلى الله عليه و آله و سلم، و لم يقل، جعلت فداك هكذا، كذبوا عليه؟ فقال: «نعم، رحم اللّٰه الفضل».
قال بورق: فرجعت فوجدت الفضل قد توفّي في الأيام التي قال أبو محمّد عليه السلام: رحم اللّٰه الفضل «3».
و قد كانت وفاته سنة (260 ه‍) حيث كان في رستاق بيهق، فورد عليه‌
______________________________
(1) انظر: قاموس الرجال 8: 417.
(2) فهرست الطوسي: 125.
(3) اختيار معرفة الرجال 2: 818.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 237‌
خبر الخوارج فهرب منهم، و أصابه التعب من خشونة السفر فاعتلّ و مات، و قد صلّى عليه أحمد بن يعقوب أبو عليّ البيهقي «1».
و قبره على فرسخ من نيسابور خارج البلد «2»، حيث بقعته اليوم تعلوها قبّة، و يحوطها صحن يقصدها المؤمنون بالزيارة و الدعاء.
______________________________
(1) المصدر السابق: 820.
(2) سفينة البحار 2: 369.
________________________________________
جمعى از مؤلفان، مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، 52 جلد، مؤسسه دائرة المعارف فقه اسلامى بر مذهب اهل بيت عليهم السلام، قم - ايران، اول، ه‍ ق






















از نرم افزار درایة النور:





رجال ‏الطوسي/أصحاب ‏أبي‏ الحسن.../باب‏الفاء/390
5742 - 1 - الفضل بن شاذان النيسابوري
يكنى أبا محمد.




رجال ‏الطوسي/أصحاب ‏أبي‏محمد.../باب‏الفاء/401
5883 - 2 - الفضل بن شاذان النيسابوري
يكنى أبا محمد.




رجال ‏الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/507
قال أبو عمرو: قد روى عنه الفضل و أبوه و يونس و محمد بن عيسى العبيدي و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و الحسن و الحسين ابنا سعيد الأهوازيان ابنا دندان و أيوب بن نوح و غيرهم من العدول و الثقات من أهل العلم و كان محمد بن سنان مكفوف البصر أعمى فيما بلغني.




رجال ‏الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/515
993 - قال أبو عمرو قال الفضل بن شاذان إني كنت في قطيعة الربيع في مسجد الزيتونة أقرأ على مقرئ يقال له إسماعيل بن عباد فرأيت يوما في المسجد نفرا يتناجون فقال أحدهم إن بالجبل رجلا يقال له ابن فضال أعبد من رأيت أو سمعت به قال: و إنه ليخرج إلى الصحراء فيسجد السجدة فيجي‏ء الطير فيقع عليه فما يظن إلا أنه ثوب أو خرقة و إن الوحش ليرعى حوله فما ينفر منه لما قد آنست به و إن عسكر الصعاليك ليجيئون يريدون الغارة أو قتال قوم: فإذا رأوا شخصه طاروا في الدنيا فذهبوا حيث لا يريهم و لا يرونه قال أبو محمد: فظننت أن هذا رجل كان في الزمان الأول: فبينا أنا بعد ذلك بسنين قاعد في قطعية الربيع مع أبي رحمه الله: إذ جاء شيخ حلو الوجه حسن الشمائل عليه قميص نرسي و رداء نرسي و في رجله نعل مخصر فسلم على أبي فقال إليه أبي فرحب به و بجله فلما أن مضى يريد ابن أبي عمير: قلت لشيخي هذا رجل حسن الشمائل من هذا الشيخ؟ فقال: هذا الحسن بن علي بن فضال قلت له هذا ذاك العابد الفاضل؟ قال هو ذاك قلت ليس هو ذاك قال: هو ذاك قلت أ ليس ذاك بالجبل؟ قال: هو ذاك كان يكون بالجبل قلت ليس ذاك قال ما أقل عقلك من غلام فأخبرته ما سمعته من أولئك القوم فيه قال: هو ذاك فكان بعد ذلك يختلف إلى أبي. ثم خرجت إليه بعد إلى الكوفة فسمعت منه كتاب ابن بكير و غيره من الأحاديث و كان يحمل كتابه و يجي‏ء إلى حجرتي فيقرؤه علي فلما حج سد و شب ختن طاهر بن الحسين و عظمه الناس لقدره و حاله و مكانه من السلطان و قد كان وصف له فلم يصر إليه الحسن فأرسل إليه أحب أن تصير إلي فإنه لا يمكنني المصير إليك فأبى و كلمه أصحابنا في ذلك فقال ما لي و لطاهر و آل طاهر لا أقربهم ليس بيني و بينهم عمل فعلمت بعدها أن مجيئه إلي و أنا حدث غلام و هو شيخ لم يكن إلا لجودة النية و كان مصلاه بالكوفة في المسجد عند الأسطوانة التي يقال لها السابعة و يقال لها أسطوانة إبراهيم (ع) و كان يجتمع هو و أبو محمد عبد الله الحجال و علي بن أسباط و كان الحجال يدعي الكلام و كان من أجدل الناس فكان ابن فضال يغرى بيني و بينه في الكلام في المعرفة و كان يحبني حبا شديدا.




رجال ‏الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/538
1023 - سعد بن جناح الكشي قال سمعت محمد بن إبراهيم الوراق السمرقندي يقول خرجت إلى الحج فأردت أن أمر على رجل كان من أصحابنا معروف بالصدق و الصلاح و الورع و الخير يقال له بورق البوسنجاني قرية من قرى هراة و أزوره و أحدث عهدي به قال فأتيته فجرى ذكر الفضل بن شاذان رحمه الله فقال بورق: كان الفضل به بطن شديد العلة و يختلف في الليلة مائة مرة إلى مائة و خمسين مرة فقال له بورق خرجت حاجا فأتيت محمد بن عيسى العبيدي و رأيته شيخا فاضلا في أنفه عوج و هو القنا و معه عدة رأيتهم مغتمين محزونين فقلت لهم ما لكم؟ قالوا إن أبا محمد (ع) قد حبس قال بورق: فحججت و رجعت ثم أتيت محمد بن عيسى و وجدته قد انجلى عنه ما كنت رأيت به فقلت ما الخبر؟ قال قد خلى عنه قال بورق: فخرجت إلى سر من رأى و معي كتاب يوم و ليلة فدخلت على أبي محمد (ع) و أريته ذلك الكتاب فقلت له: جعلت فداك إن رأيت أن تنظر فيه فلما نظر فيه و تصفحه ورقة ورقة: و قال: هذا صحيح ينبغي أن يعمل به فقلت له: الفضل بن شاذان شديد العلة و يقولون إنها من دعوتك بموجدتك عليه لما ذكروا عنه: أنه قال إن وصي إبراهيم خير من وصي محمد صلى الله عليه و آله و لم يقل جعلت فداك هكذا كذبوا عليه فقال: نعم رحم الله الفضل قال بورق: فرجعت فوجدت الفضل قد توفي في الأيام التي قال أبو محمد (ع) رحم الله الفضل.




رجال ‏الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/539
1024 - ذكر أبو الحسن محمد بن إسماعيل البندقي النيسابوري: أن الفضل بن شاذان بن الخليل نفاه عبد الله بن طاهر عن نيسابور بعد أن دعي به و استعلم كتبه و أمره أن يكتبها قال فكتب تحته: الإسلام الشهادتان و ما يتلوهما فذكر: أنه يحب أن يقف على قوله في السلف؟ فقال أبو محمد: أتولى أبا بكر و أتبرأ من عمر فقال له: و لم تتبرأ من عمر؟ فقال: لإخراجه العباس من الشورى فتخلص منه بذلك.




رجال‏ الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/539
1025 - جعفر بن معروف قال حدثني سهل بن بحر الفارسي قال سمعت الفضل بن شاذان آخر عهدي به يقول: أنا خلف لمن مضى أدركت محمد بن أبي عمير و صفوان بن يحيى و غيرهما و حملت عنهم منذ خمسين سنة و مضى هشام بن الحكم رحمه الله و كان يونس بن عبد الرحمن رحمه الله خلفه كان يرد على المخالفين ثم مضى يونس بن عبد الرحمن و لم يخلف خلفا غير السكاك فرد على المخالفين حتى مضى رحمه الله و أنا خلف لهم من بعدهم رحمهم الله.





رجال ‏الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/540
1026 - و قال أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة و مما رقع عبد الله بن حمدويه البيهقي و كتبته عن رقعته: أن أهل نيسابور قد اختلفوا في دينهم و خالف بعضهم بعضا و يكفر بعضهم بعضا و بها قوم يقولون إن النبي (ص) عرف جميع لغات أهل الأرض و لغات الطيور و جميع ما خلق الله و كذلك لا بد أن يكون في كل زمان من يعرف ذلك و يعلم ما يضمر الإنسان و يعلم ما يعمل أهل كل بلاد في بلادهم و منازلهم و إذا لقي طفلين يعلم أيهما مؤمن و أيهما يكون منافقا و أنه يعرف أسماء جميع من يتولاه في الدنيا و أسماء آبائهم و إذا رأى أحدهم عرفه باسمه من قبل أن يكلمه و يزعمون جعلت فداك أن الوحي لا ينقطع و النبي (ص) لم يكن عنده كمال العلم و لا كان عند أحد من بعد و إذا حدث الشي‏ء في أي زمان كان و لم يكن علم ذلك عند صاحب الزمان: أوحى الله إليه و إليهم فقال: كذبوا لعنهم الله و افتروا إثما عظيما. و بها شيخ يقال له الفضل بن شاذان يخالفهم في هذه الأشياء و ينكر عليهم أكثرها و قوله: شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أن الله عز و جل في السماء السابعة فوق العرش كما وصف نفسه عز و جل و أنه جسم فوصفه بخلاف المخلوقين في جميع المعاني ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير 42 -: 11 -) و أن من قوله: إن النبي (ص) قد أتى بكمال الدين و قد بلغ عن الله عز و جل ما أمره به و جاهد في سبيله و عبده حتى أتاه اليقين و أنه (ص) أقام رجلا يقوم مقامه من بعده فعلمه من العلم الذي




رجال ‏الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/542
1027 - محمد بن الحسين بن محمد الهروي عن حامد بن محمد العلجردي البوسنجي عن الملقب بفورا من أهل البوزجان من نيسابور أن أبا محمد الفضل بن شاذان رحمه الله كان وجهه إلى العراق إلى حيث به أبو محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما فذكر أنه دخل على أبي محمد (ع) فلما أراد أن يخرج: سقط منه كتاب في حضنه ملفوف في رداء له فتناوله أبو محمد (ع) و نظر فيه و كان الكتاب من تصنيف الفضل و ترحم عليه و ذكر أنه قال: أغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان و كونه بين أظهرهم.




رجال ‏الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/542
قال أحمد بن يعقوب أبو علي البيهقي رحمه الله أما ما سألت من ذكر التوقيع الذي خرج في الفضل بن شاذان أن مولانا (ع) لعنه بسبب قوله بالجسم: فإني أخبرك أن ذلك باطل و إنما كان مولانا (ع) أنفذ إلى نيسابور وكيلا من العراق كان يسمى أيوب بن الناب يقبض حقوقه فنزل بنيسابور عند قوم من الشيعة ممن يذهب مذهب الارتفاع و الغلو و التفويض كرهت أن أسميهم فكتب هذا الوكيل: يشكو الفضل بن شاذان بأنه يزعم أني لست من الأصل و يمنع الناس من إخراج حقوقه و كتب هؤلاء النفر أيضا إلى الأصل: الشكاية للفضل و لم يكن ذكروا الجسم و لا غيره و ذلك التوقيع خرج من يد المعروف بالدهقان ببغداد في كتاب عبد الله بن حمدويه البيهقي و قد قرأته بخط مولانا عليه السلام و التوقيع هذا: الفضل بن شاذان ما له و لموالي يؤذيهم و يكذبهم و إني لأحلف بحق آبائي لئن لم ينته الفضل بن شاذان عن هذا لأرمينه بمرماة لا يندمل جرحه منها في الدنيا و لا في الآخرة. و كان هذا التوقيع بعد موت الفضل بن شاذان بشهرين في سنة ستين و مائتين قال أبو علي: و الفضل بن شاذان كان برستاق بيهق فورد خبر الخوارج فهرب منهم فأصابه التعب من خشونة السفر فاعتل و مات منه و صليت عليه.




رجال ‏الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/543
1029 - و الفضل بن شاذان رحمه الله كان يروي عن جماعة منهم: محمد بن أبي عمير و صفوان بن يحيى و الحسن بن محبوب و الحسن بن علي بن فضال و محمد بن إسماعيل بن بزيع و محمد بن الحسن الواسطي و محمد بن سنان و إسماعيل بن سهل و عن أبيه شاذان بن الخليل و أبي داود المسترق و عمار بن المبارك و عثمان بن عيسى و فضالة بن أيوب و علي بن الحكم و إبراهيم بن عاصم و أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري و القاسم بن عروة و ابن أبي نجران.




رجال ‏الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/558
1056 - سأل أبو عبد الله الشاذاني أبا محمد الفضل بن شاذان قال: إنا ربما صلينا مع هؤلاء صلاة المغرب فلا نحب أن ندخل البيت عند خروجنا من المسجد فيتوهموا علينا أن دخولنا المنزل ليس إلا لإعادة الصلاة التي صلينا معهم فنتدافع بصلاة المغرب إلى صلاة العتمة؟ فقال لا تفعلوا هذا من ضيق صدوركم ما عليكم لو صليتم معهم فتكبروا في مرة واحدة ثلاثا أو خمس تكبيرات و تقرءوا في كل ركعة الحمد و سورة أية سورة شئتم بعد أن تتموها عند ما يتم إمامهم و تقولوا في الركوع سبحان ربي العظيم و بحمده بقدر ما يتأتى لكم معهم و في السجود كمثل ذلك و تسلموا معهم و قد تمت صلاتكم لأنفسكم و ليكن الإمام عندكم و الحائط بمنزلة واحدة فإذا فرغ من الفريضة فقوموا معهم فصلوا السنة بعدها أربع ركعات فقال يا أبا محمد أ فليس يجوز إذا فعلت ما ذكرت؟ قال نعم فهل سمعت أحدا من أصحابنا يفعل هذه الفعلة؟ قال نعم كنت بالعراق و كان يضيق صدري عن الصلاة معهم كضيق صدوركم فشكوت ذلك إلى فقيه هناك يقال له نوح بن شعيب فأمرني بمثل الذي أمرتكم به فقلت هل يقول هذا غيرك؟ قال نعم فاجتمعت معه في مجلس فيه نحو من عشرين رجلا من مشايخ أصحابنا فسألته يعني نوح بن شعيب أن يجري بحضرتهم ذكرا مما سألته من هذا فقال نوح بن شعيب يا معشر من حضر أ لا تعجبون من هذا الخراساني الغمر يظن في نفسه أنه أكبر من هشام بن الحكم و يسألني هل يجوز الصلاة مع المرجئة في جماعتهم؟ فقال جميع من كان حاضرا من المشايخ: كقول نوح بن شعيب فعندها طابت نفسي و فعلته.



رجال ‏ابن ‏داود/الجزءالأول ‏من.../باب‏الفاء/272
1179 - الفضل بن شاذان النيسابوري
أبو محمد د دي كر [جخ ست‏] متكلم فقيه جليل القدر [كش‏] كان أبوه من أصحاب يونس و روى عن أبي جعفر الثاني و قيل عن الرضا عليه السلام أيضا و كان أحد أصحابنا الفقهاء العظام المتكلمين حاله أعظم من أن يشار إليها












تاريخ الإسلام ت تدمري (20/ 149)
119- الفضل بن شاذان بن عيسى [1] .
أبو العباس الرازي المقرئ شيخ القراء بالري.
أخذ عن: أحمد بن يزيد الحلواني، ومحمد بن عيسى الإصبهاني، وغيرهما.
وسمع من: إسماعيل بن أبي أويس، وسعيد بن منصور، وطائفة.
وحدث عنه: أبو حاتم، وابنه عبد الرحمن وقال: ثقة [2] .
وقرأ عليه: محمد بن عبد الله بن الحسن بن سعيد، وأحمد بن محمد بن عبد الله، وأحمد بن محمد بن عمار بن شبيب الرازيون، وابنه العباس بن الفضل.
قال أبو عمرو الداني: لم يكن في دهره مثله في علمه وفهمه، وعدالته، وحسن اطلاعه [3] .
__________
[1] انظر عن (الفضل بن شاذان) في:
الجرح والتعديل 7/ 63 رقم 360، وتاريخ جرجان للسهمي 189، والفهرست لابن النديم 231، ومعرفة القراء الكبار 1/ 234، 235 رقم 133، غاية النهاية 2/ 10 رقم 2562، وطبقات المفسرين 2/ 30.
[2] الموجود في (الجرح والتعديل) : كتب عنه أبي وكتبت عنه، وهو صدوق.
[3] غاية النهاية 2/ 10.









تاريخ الإسلام ت بشار (6/ 385)
362 - الفضل بن شاذان بن عيسى. أبو العباس الرازي المقرئ [الوفاة: 261 - 270 ه]
شيخ الإقراء بالري.
أخذ عن: أحمد بن يزيد الحلواني، ومحمد بن عيسى الإصبهاني، وغيرهما.
وسمع من: إسماعيل بن أبي أويس، وسعيد بن منصور وأحمد بن يونس ومهدي بن جعفر وطائفة سواهم.
حدث عنه: أبو حاتم، وابنه عبد الرحمن وقال: ثقة.
وقرأ عليه: محمد بن عبد الله بن الحسن بن سعيد، وأحمد بن محمد بن عبد الله، وأحمد بن محمد بن عثمان بن شبيب الرازيون، وابنه العباس بن الفضل.
قال أبو عمرو الداني: لم يكن في دهره مثله في علمه وفهمه، وعدالته، وحسن اطلاعه.







تاريخ الإسلام ت بشار (7/ 155)
463 - العباس بن الفضل بن شاذان الرازي المقرئ المفسر. [المتوفى: 310 هـ]
قرأ القرآن على أبيه عن الحلواني.
وسمع: محمد بن حميد الرازي، ومحمد بن علي بن شقيق، وأحمد بن أبي سريج الرازي. ومر بقزوين غازيا فحدث بها سنة عشر. وكان عنده رواية الكسائي، عن أحمد بن أبي سريج. أخذ عنه: النقاش، ومحمد بن أحمد الداجوني، وابن مجاهد، وأبو علي بن حبش.
قال الخليلي: أدركت بقزوين من أصحابه ثمانية أنفس.
وممن روى عنه: أبو عمرو بن حمدان.
وقد ذكره الخليلي في " شيوخ أبي الحسن القطان "، وقال: مات بالري سنة إحدى عشرة.







الوافي بالوفيات (5/ 59)
3 - (ابن شاذان)
محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان أبو سعيد بن عمرو النيسابوري الصيرفي أحد الثقات المشاهير روى عنه الخطيب والبيهقي وخلق كثير توفي سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة




الوافي بالوفيات (16/ 373)
3 - (ابن شاذان المقرئ)
العباس بن الفضل بن شاذان الرازي المقرئ المفسر توفي في حدود العشر وثلاثمائة 5932



معجم المؤلفين (8/ 69)
المؤلف: عمر بن رضا بن محمد راغب بن عبد الغني كحالة الدمشق (المتوفى: 1408هـ)
الفضل بن شاذان (..- 260 هـ) (1) (..- 874 م) الفضل بن شاذان بن الخليل الازدي، النيسابوري (أبو محمد) فقيه، متكلم، مشارك في التفسير والقراءات والفرائض
وغيرها.
من تصانيفه الكثيرة: كتاب التفسير، كتاب القراءات، السنن في الفقه.
فضائل علي بن أبي طالب، وكتاب الايمان.
(ط) ابن النديم: الفهرست 1: 231، الطوسي: الفهرست 124، 125، النجاشي: كتاب الرجال 216، 217، ميرزا محمد: منهج المقال 260، 261، البغدادي: ايضاح المكنون 1: 23، 213، 400، 2: 184، 185، 197، 269، 277، 282، 284، 292، 303، 312، 313، 315، 321، 325، 334، 336، 342، 445، 474، 513، 675، البغدادي: هدية العارفين 1: 817، 818.











الكتاب: مختصر التحفة الاثني عشرية
ألّف أصله باللغة الفارسية: علامة الهند شاه عبد العزيز غلام حكيم الدهلوي
نقله من الفارسية إلى العربية: (سنة 1227 هـ) الشيخ الحافظ غلام محمد بن محيي الدين بن عمر الأسلمي
اختصره وهذبه: (سنة 1301 هـ) علامة العراق محمود شكري الألوسي
حققه وعلق حواشيه: محب الدين الخطيب

مختصر التحفة الاثني عشرية (1/ 68)
وفضل بن شاذان القمي، (1) ومحمد بن يعقوب الكليني الرازي، وعلي [بن الحسين] بن بابويه القمي، والحسين ابنه أيضا.
وهذا القمي غير القمي (2) الذي استشهد به الإمام البخاري في رواية حديث «الشفاء في ثلاث: شرطه محجم، وشربة عسل، وكية بنار» (3) وذلك في كتاب الطب من صحيحه وقال: رواه القمي عن ليث (4) عن مجاهد (5) في سند الحديث. لأن بابويه القمي الرافضي من أهل القرن الرابع وليث من أهل القرن الثاني فلا يمكن أن يرى ليثا ويروي عنه، ولو حملنا كلمة «رواه عن ليث» على الإرسال بالواسطة دون الاتصال مع خلاف دأب البخاري ومتعارفه فكيف نستشهد به مع أنه متأخر عن البخاري بزمن طويل. ولنعم ما قيل في تاريخ ولادة البخاري - رضي الله تعالى عنه - ومدة عمره:
كان البخاري حافظا ومحدثا ... جمع الصحيح مكمل التحرير
ميلاده «صدق» (6) ومدة عمره ... فيها «حميد» (7) وانقضى في «نور» (8)
وهذه جملة وقعت في البين لا تخلو عن فائدة:
ولنرجع إلى عد بقية مصنفيهم فمنهم:...
_________
(1) الفضل بن شاذان بن الخليل، أبو محمد الأزدي النيسابوري، قال النجاشي عنه: «روى عن الرضا والهادي، وكان ثقة أحد أصحابنا الفقهاء المتكلمين، وله جلالة في هذه الطائفة، وهو في قدره أشهر من أن نصفه»، ثم قال: «قيل إنه صنف مائة وثمانين كتابا». رجال النجاشي: 2/ 168؛ وذكره ابن النديم، الفهرست: ص 323.
(2) هو يعقوب بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري، أبو الحسن القمي، قال الطبراني: «كان ثقة»، وقال الدارقطني: «ليس بالقوي»، وذكره ابن حبان في الثقات، توفي سنة 174هـ. التجريح والتعديل: 3/ 1240؛ تهذيب التهذيب: 11/ 342. وذكره الإمامية وقالوا: لا بأس به. دائرة المعارف الشيعية: 18/ 603.
(3) أخرجه البخاري عن ابن عباس
(4) هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهري، أبو الحارث النضري، روى عن الزهري وعطاء ونافع وخلق كثير، قال يحيى بن بكير: «ما رأيت أحدا أكمل من الليث بن سعد كان فقيه البدن عربي اللسان يحسن القرآن والنحو ويحفظ الحديث والشعر حسن المذاكرة لم أر مثله»، توفي سنة 175هـ. تذكرة الحفاظ: 1/ 224؛ طبقات الحفاظ: 1/ 102.












الصفحة الرئيسيةالتعريف بالمركزمدير المركزاصدارات المركزسجل الزوار

[طباعة هذه الصفحة]
الاسئلة و الأجوبة » الكتب » كتاب اثبات الرجعة للفضل بن شاذان


مجيد / امريكا
السؤال: كتاب اثبات الرجعة للفضل بن شاذان

هل سند الشيخ حر العاملي ( في كتابه إثبات الهداة ) بكتاب ( إثباة الرجعة ) أو ( الغيبة ), لفضل بن شاذان, صحيح الاسناد؟
الجواب:

الأخ مجيد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب ( إثبات الرجعة ) يعتبر من أوثق الكتب وأعلاها سنداً في الروايات الخاصة بأحوال الإمام المهدي عليه السلام وأخباره.
ولابد في البداية من ترجمة مختصرة لمؤلفه الفضل بن شاذان نعرف من خلالها منزلة الرجل في نفسه وعلمه.

الفضل بن شاذان:
هو أبو محمد الفضل بن شاذان بن الخليل الأزدي النيشابوري من أصحاب الأئمة عليهم السلام الأجلاّء, روى عن الرضا عليه السلام والجواد عليه السلام, وأورده الطوسي في أصحاب الإمام الهادي عليه السلام والإمام العسكري عليه السلام.( رجال الطوسي: 390 (5740), 401 (5881)).
كان أبوه من أصحاب يونس بن عبد الرحمن, وكان الفضل يقول: أنا خلف لمن مضى, أدركت محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى وغيرهما, وحملت عنهم منذ خمسين سنة, ومضى هشام بن الحكم رحمه الله وكان يونس بن عبد الرحمن رحمه الله خلفه وكان يرد على المخالفين.
ثم مضى يونس بن عبد الرحمن ولم يخلف خلفاً غير السكّاك, فرد على المخالفين حتى مضى رحمه الله, وأنا خلف لهم من بعدهم رحمهم الله.( اختيار معرفة الرجال 2: 818)
وقد وثّقه رجاليو الشيعة وعدّوه من فقهاء ومتكلمي الإمامية.
قال النجاشي: الفضل بن شاذان بن الخليل, أبو محمد الأزدي النيشابوري, كان أبوه من أصحاب يونس, وروى عن أبي جعفر الثاني وقيل عن الرضا عليه السلام, وكان ثقة, أحد أصحابنا الفقهاء والمتكلمين وله جلالة في هذه الطائفة, وهو في قدره أشهر من أن نصفه. ( رجال النجاشي: 306 (840))
وقال عنه الطوسي: متكلّم فقيه جليل القدر.( فهرست الطوسي: 361 (564))
وقال العلاّمة في الخلاصة: وكان ثقة جليلاً فقيهاً متكلّماً له عظيم شأن في هذه الطائفة, قيل أنه صنّف مائة وثمانين كتاباً, وترّحم عليه أبو محمد عليه السلام مرّتين وروي ثلاثاً ولاءً, ونقل الكشي عن الأئمة عليهم السلام مدحه, ثم ذكر ما ينافيه, وقد أجبنا عنه في كتابنا الكبير, وهذا الشيخ أجل من أن يغمز عليه, فإنه رئيس طائفتنا رحمه الله.( خلاصة الأقوال: 229 (769) القسم الأول وانظر: رجال ابن داود: 151 (1200) القسم الأول, وعالم العلماء: 90 (627) ؛ منتهى المقال 5: 167 (2282)؛ نقد الرجال 4: 21 (4114)؛ بلغة المحدثين: 393)
وأشار العلامة بكلامه الأخير الى ما رواه الكشي في مدحه, ومنها الرواية في ترحّم الإمام عليه السلام عليه, وما أورده من روايتين يفهم منهما قدحه عليه السلام, ولكن أجاب عليهما كل من ترجم له كما رأيت ذلك من العلامة نفسه. والمراد من الروايتين هو ما رواه الكشي عن علي بن محمد بن قتيبة عن رقعة عبد الله بن حمدويه والتي فيها نسبة القول بأن الله جسم للفضل بن شاذان وخروج التوقيع فيه بالتهديد بالدعاء عليه بمرض لا يدمل في الدنيا ولا في الآخرة, ورواية أحمد بن يعقوب البيهقي.(اختيار معرفة الرجال 2: 818)
وأُجيب على ذلك بتكذيب هذا التوقيع, إذ كيف يعقل صدوره من الإمام عليه السلام بعد وفاة الفضل بشهرين, كما في نص رواية البيهقي, اضافة إلى رد نسبة القول بالجسمية له في نفس الرواية, وان هذا التوقيع خرج في الحقيقة من قبل عروة بن يحيى الكذاب الغالي المعروف بالدهقان كما ذكر ذلك السيد الخوئي.( معجم رجال الحديث 14: 315, 316)

كتاب اثبات الرجعة:
ذكره النجاشي( رجال النجاشي: 306/ 840) والطوسي( فهرست الطوسي: 361 / 564) في ضمن كتب الفضل بن شاذان, وذكرا طريقيهما إلى كل كتبه, وذكره أيضاً ابن شهر آشوب في ضمن كتبه.(معالم العلماء: 90/ 627, وانظر: تنقيح المقال 2: 9, مجمع الرجال 5: 21, معجم رجال الحديث 14: 309 /9374)
وأشار إليه من جاء بعدهم وان اختلفوا في تسـمـيـة الـكـتـاب كـمـا
سيظهر لك آنفاً ولكن الكتاب لم يصل إلى أيدينا وإن وصلت نسخة منه إلى السيد الميرلوحي المعاصر للعلامة المجلسي ضمّنها في كتابه كفاية المهتدي, وضن بها على العلامة المجلسي فلا تجد لها ذكراً في مصادر البحار.

ولنذكر نبذة عن الميرلوحي وكتابه:
نسب الميرلوحي نفسه في أول كتابه, هكذا: محمد بن محمد لوحي الحسيني الموسوي السبزواري, الملقّب بالمطهر, والمتخلّص بالنقيبي.( كفاية المهتدي: 1)
وقال العلامة الطهراني: السيد محمد بن محمد بن أبي محمد بن محمد المصحفي الحسيني السبزواري, الملقّب بالمطهر, والمتخلّص بـ (النقيبي) (ذ9: 1220), وُلد بإصفهان قبل سنة 1000, وتوفي بها بعد 1083 التي فرغ فيها من الأربعين له الموسوم بـ (كفاية المهتدي في أحوال المهدي عليه السلام)(الذريعة إلى تصانيف الشيعة/ الشيخ اغا بزرك/ 18/101), والموجود نسخة منه عند الحسن المصطفوي العالم الكتبي بطهران, بقلم الملا محمد مؤمن بن عبد الجواد, فرغ من الكتابة تاسع صفر سنة 1085, ونسخة أخرى في (المجلس) كما في فهرسها 3: 61.( انظر: الذريعة 18: 101 (867))
ترجمه معاصره المير محمد زمان بن محمد جعفر بن محمد سعيد الرضوي المشهدي (1041م) في أول كتابه (صحيفة الرشاد) (ذ15 قم 91, 19 قم 406) الذي ألفه في قدح أبي مسلم الخراساني وهو صاحب الدعوة المقتول سنة 137 بيد العباسيين الذين أوجدهم, كتبه انتصاراً للمير لوحي هذا, وذكر أن جده الأعلى محمد المصحفي كان من أعاظم علماء سبزوار, وقد قرأ عليه جدي المير محمد سعيد بن مسعود الرضوي, وإن أجداده سادات ينهون نسبهم إلى إبراهيم الأصغر بن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام..., إلى آخر ما ذكره من كلام المير محمد زمان في صحيفة الرشاد.( طبقات أعلام الشيعة (القرن الحادي عشر): 479, وأنظر: الذريعة 9: 1220 (6926), و1: 427 (2183))
وقد عرفت من كلام صاحب الذريعة أنه ذكر وجود نسخة بقلم الملا محمد مؤمن بن عبد الجواد فرغ من كتابتها في التاسع من صفر عام 1085.
وقال في الذريعة: ورأيت نسخة منه بخط محمد مؤمن بن الشيخ عبد الجواد كتبها في عصر المصنف, وفرغ منها في سابع ربيع الثاني 1085.( الذريعة 18: 102 (867))
ولكن في آخر النسخة الموجودة في المكتبة المركزية بطهران, ضمن المجموعة المهداة من قبل المرحوم الأُستاذ السيد محمد مشكوة, تحت رقم (619) والتي طبع عليها الكتاب,( كفاية المهتدي: 18, مقدمة التصحيح) والمحتمل أنها هي التي رآها العلامة الطهراني عند الحسن المصطفوي العالم الكتبي بطهران, هكذا:
(تم هذا المختصر الموسوم بكفاية المهتدي في معرفة المهدي, والحمد لله على إتمامه, وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً كثيراً, والسلام على من اتبع الهدى).
ثم جاء بعده: (تم الكتاب بعون الملك الوهّاب على يد الفقير الحقير المحتاج إلى رحمة ربه الغني ابن الشيخ عبد الجواد الكاظمي, محمد مؤمن في سنة ثلاث وثمانين وألف من الهجرة النبوية, وصلى الله على محمد وآله أجمعين).
وبجانب التاريخ المذكور, كتب التاريخ رقماً هكذا: (1083).( أنظر صورة للصفحة الأخيرة من النسخة المعتمدة في الطبع, الصفحة: (22). من كفاية المهتدي)
وفي آخر النسخة الموجودة في مكتبة المجلس, والمرقمة في الفهرست (3/60 ـ 62), والتي ذكرها العلامة الطهراني أيضاً تحت رقم (3: 61), هكذا:
(تم هذا المختصر الموسوم بكفاية المهتدي, والحمد لله على إتمامه, وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً كثيراً, والسلام على من اتبع الهدى).
ثم جاء بعده: (قد فرغ كتابته في يوم السبت من عشر الثالث من شهر الحادي عشر من سنة الإحدى من عشر الثاني من ماية الثالثة بعد الالف الأول من الهجرة النبوية المصطفوية, صلوات الله عليه وعلى آله, مطابق أودي التركي.
أرجو أن أكون شريكاً في ثواب قاريها وسامعها ومن اعتقد بها).( أنظر صورة للصفحة الأخيرة من النسخة الموجودة في مكتبة المجلس, الصفحة (26ـ27) من كفاية المهتدي)
فظهر من الجملة المشتركة في نهاية النسختين, أن المؤلف المير لوحي أنهى كتابه بهذه الجملة, وقد نعته بالمختصر, فهو في أربعين حديثاً ـ كما وصفه بأنه رسالة قبل الحديث الأخير(كفاية المهتدي: 319, وكذا لم يذكر مصحح الكتاب, في أي نسخة توجد العبارة الأخيرة من الكتاب (صفحة 322), وهي: تم هذا المختصر الموسوم بـ (كفاية المهتدي في معرفة المهدي) على يد أحقر العباد محمد مؤمن بن شيخ عبد الجواد يوم السابع (من) شهر ربيع الثاني من شهور سنة خمس وثمانين وألف من الهجرة النبوية. الحمد لله على إتمامه, وصلى الله على محمد وآله أجمعين) ـ ولم يذكر تاريخ انتهائه من الكتاب.
وأما الكلام الذي بعد هذه الجملة فهو للناسخين, أحدهما محمد مؤمن بن الشيخ عبد الجواد الكاظمي, والذي أرخ نسخه في (1083), فلا أعرف من أين جاء العلامة الطهراني بتاريخ (التاسع من صفر) أو (السابع من ربيع الثاني) سنة 1085, وأن المؤلف أنهى كتابه بتاريخ 1083.
وجديرٌ ذكره أن كتاب (كفاية المهتدي في معرفة المهدي عجل الله فرجه) باللغة الفارسية, ذكر فيه مؤلفه أحاديث عن الفضل بن شاذان وغيره, ثم ترجمها للفارسية, قال في آخر مقدمته: وعملت بقدر الوسع والإمكان على نقل كل حديث انفرد بروايته الفضل بن شاذان ـ عليه الرحمة والغفران ـ ولا أنقل ما لا يوجد له مؤيدات.
وسميت هذا الأربعين بـ (كفاية المهتدي في معرفة المهدي عجل الله فرجه), والتوكل على الله الملك المجيد.( كزيده كفاية المهتدي: 11, مقدمة المؤلف, (معرب من الفارسية))
ثم قال في الحديث الأول:
قال الشيخ الكامل العادل العابد الزاهد المتكلم الخبير الفقيه النحرير النبيل الجليل أبو محمد الفضل بن شاذان بن الخليل ـ برّد الله مضجعه وجعل في الفردوس إلى الأئمة الطاهرين مرجعه ـ في كتابه الموسوم بإثبات الرجعة: ...( كزيده كفاية المهتدي: 13, الحديث الأول)
وقال في الحديث الثاني: وابن شاذان ـ عليه الرحمة والغفران ـ في كتاب إثبات الرجعة, عنون باباً مشتملاً على مثل هذه الأحاديث, سماه (شدة النهي عن التوقيت),( كزيده كفاية المهتدي: 27, الحديث الثاني) ـ ثم ذكر حديثاً من هذا الباب ـ.
أقول: ومن هذا يعلم إنه قد رأى كتاب إثبات الرجعة وكان عنده, فإن نفس هذا الحديث موجود في مختصر إثبات الرجعة( الحديث رقم 2 في مختصر إثبات الرجعة) الذي كان عند الحر العاملي من دون ذكر عنوان للباب قبله, بل إن كل المختصر ليس فيه أبواب.
ثم قال الميرلوحي: قال الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتاب الغيبة: أما وقت خروجه فليس بمعلوم لنا على التفصيل, بل هو مُغيَّب عنا إلى أن يأذن الله بالفرج, ثم نقل عدة أحاديث في هذا الباب ذكرابن شاذان ـ رحمة الله عليه ـ في سندها وهذه الأحاديث مع أحاديث أُخر في هذا المعنى رأيتها في كتاب إثبات الرجعة, منها ما قاله الشيخ أبو جعفر: وروى حديثين عن الغيبة للطوسي, ثم قال بعد الحديث الثاني ـ : وهذا الحديث رواه ابن شاذان بعدة أسانيد صحيحة.(كزيده كفاية المهتدي: 29 ـ 30, وانظر أيضاً: الصفحة: 265)
ومن قوله هذا يظهر أن ما رواه الشيخ الطوسي في الغيبة عن طريق ابن شاذان هو من كتابه إثبات الرجعة, ولا أقل أغلبها, وقد ذكر الطوسي في الفهرست طريقه إلى الفضل, هكذا:
أخبرنا (برواياته وكتبه) أبو عبد الله, عن محمد بن علي بن الحسين, عن محمد بن الحسن, عن أحمد بن إدريس, عن علي بن محمد بن قتيبة, عن الفضل.
ورواها محمد بن علي بن الحسين, عن حمزة بن محمد العلوي, عن أبي نصر قنبر بن علي بن شاذان عن أبيه, عن الفضل.( فهرست الطوسي: 363 (564))
وذكر طريقه في التهذيب, هكذا: ومن جملة ما ذكرته عن الفضل بن شاذان ما رويته بهذه الأسانيد عن محمد بن يعقوب, عن علي بن إبراهيم, عن أبيه, ومحمد بن إسماعيل, عن الفضل بن شاذان.( تهذيب الأحكام 10: 385, المشيخة)
وقال العلامة في الخلاصة إن طريق الشيخ إلى الفضل بن شاذان صحيح.( الخلاصة: 436, الفائدة الثامنة)
والنوري في خاتمة المستدرك: وإلى الفضل بن شاذان, صحيح في المشيخة, وإليه طريقان, أحدهما حسن, والآخر مجهول, في الفهرست.( خاتمة المستدرك 6: 250 (542))
والسيد الخوئي قدس سره: كما إن كلا طريقي الشيخ ضعيف, الأول: بعلي بن محمد, والثاني: بحمزة بن محمد ومن بعده, نعم إن طريق الشيخ إليه في المشيخة صحيح.( معجم رجال الحديث 14: 318)
وقد ذكر المير لوحي عبارات كثيرة في كتابه ـ غير ما ذكرنا ـ يُعلم منها بأنه قد رأى كتاب إثبات الرجعة للفضل بن شاذان.( منها ما صرح فيه بإسم كتاب إثبات الرجعة في الصفحات 260, 265, 296, 297, 306 من كزيده كفاية المهتدي)
ثم إن العلامة النوري قال في مقدمة النجم الثاقب: إن الكتب المرتبطة ببيان أحواله صلوات الله عليه, والتي تعرف بكتب الغيبة كثيرة, والذي يحضرني حالياً من أسمائها: ..., ـ ثم عد منها ـ كتاب إثبات الرجعة المعروف بالغيبة لأبي محمد الفضل بن شاذان النيسابوري.( النجم الثاقب (المعرب) 1: 118, المقدمة)
ثم قال: كتاب كفاية المهتدي في أحوال المهدي للسيد محمد بن محمد لوحي الحسيني الموسوي السبزواري الملقب بالمطهر, المتلخص بالنقيبي تلميذ المحقق الداماد, وأكثر ما في هذا الكتاب نقله من كتاب الفضل بن شاذان, فهو ينقل الخبر سنداً ومتناً أولاً, ومن ثم يترجمه.
وكان عنده (غيبة) الشيخ الطرابلسي, و(غيبة) الحسن بن حمزة المرعشي أيضاً, ما ننقله عن هذه الكتب الثلاثة, فإنما ننقله عن هذا الكتاب.( النجم الثاقب (المعرب) 1: 120, المقدمة)
ثم روى النوري عن كفاية المهتدي في سائر كتابه بعنوان الغيبة إلا في موضع واحد, قال:
روى الشيخ الثقة الجليل القدر العظيم الشأن أبو محمد الفضل بن شاذان النيشابوري, وقد ألف مائة وثمانين كتاباً, وروى عن الإمام الرضا عليه السلام والإمام الجواد عليه السلام, وقد توفي في آخر حياة الإمام العسكري عليه السلام, وقد ترحّم عليه عليه السلام, في كتاب غيبته المسمى بـ (إثبات الرجعة) عن...( النجم الثاقب (المعرب) 1: 496, الباب الخامس)
وسماه في كشف الأستار: (الغيبة) أيضاً,( كشف الأستار: 212) وروى عنه بهذا العنوان (كشف الأستار: 221) فيه وفي مستدرك الوسائل.( مستدرك الوسائل 11: 372 ح 11, و12: 279 ـ 281 ح1, 2, 3, 4)
وقال فيما استدركه على المجلسي من كتب لم يذكرها في بحاره:
كالأربعين لمير محمد لوحي الملقب بالمطهر, المعاصر للعلامة المجلسي, يتضمن أخباراً كثيرة من كتاب الغيبة لفضل بن شاذان النيسابوري صاحب الرضا عليه السلام, وكان عنده. (البحار 105: 68, الفيض القدسي في ترجمة العلامة المجلسي, وانظر الذريعة 1: 427 (2183))
أقول: ومن كلام النوري يظهر أن كتاب ابن شاذان اسمه (إثبات الرجعة) ويصنف في الكتب المعروفة بالغيبة, وأن ما نقله في كتبه كثيراً عن غيبة ابن شاذان هو كتاب إثبات الرجعة نفسه, وأنه نقل ما فيه عن كتاب كفاية المهتدي للمير لوحي, وقد عرفت أن المير لوحي قد صرح بأن اسم كتاب الفضل بن شاذان هو (إثبات الرجعة), ولم يذكر اسم الغيبة أصلاً والنوري يصرح بأن اسمه هو هذا في موضعين, وما ذكره من أنه معروف بالغيبة لم أجد له ذكراً من أحدٍ قبله, بل لم ينقل أحد عن كتاب للفضل اسمه الغيبة. ويؤيد ذلك ما ذكره العلامة الطهراني في الذريعة, قال: (مختصر الغيبة) لفضل بن شاذان, للسيد بهاء الدين علي بن غياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد النيلي النجفي, قال في آخره: هذا آخر ما اخترناه من كتاب الفضل بن شاذان, وقال كاتبه السيد عبد المطلب بن محمد العلواني الحسيني الموسوي, أنه نقل عن خط من نقل عن خط السيد السعيد السيد علي بن عبد الحميد, والفراغ من كتابة السيد عبد المطلب 1222.(الذريعة 2: 201 (2574))
فإن السيد علي بن عبد الحميد لم يذكر اسم الكتاب, وإنما قال: من كتاب الفضل بن شاذان.
وتسميته بـ (مختصر الغيبة) ـ وسيأتي الكلام عن هذا المختصر قريباً ـ جاء من العلامة الطهراني نفسه, لما اشتبه عليه الحال حسب ما فهمه من عبارات العلامة النوري, فقد عنون في الذريعة لـ (كتاب الغيبة) للفضل بن شاذان, وقال: كتاب الغيبة للحجة, للشيخ المتقدم أبي محمد فضل بن شاذان الأزدي النيسابوري, الراوي عن الجواد عليه السلام, وقيل عن الرضا عليه السلام, والمتوفى 260, وهو غير كتاب (إثبات الرجعة) له, كما صرح بتعددهما النجاشي, بل هذا الذي عبر عنه النجاشي بعد ذكره (إثبات الرجعة) بكتاب (الرجعة) حديث,(رجال النجاشي: 306 (840)) فهذا مقصور على أحاديث الرجعة وظهور الحجة وأحواله, ولذا اشتهر بكتاب الغيبة, وكان موجوداً عند السيد محمد بن محمد ميرلوحي الحسيني الموسوي السبزواري, المعاصر للمولى محمد باقر المجلسي على ما يظهر من نقله عنه في كتابه الموسوم (كفاية المهتدي في أحوال المهدي), وينقل شيخنا النوري في (النجم الثاقب في أحوال الإمام الغائب) فهو عن كتاب (الغيبة) هذا بتوسط المير لوحي المذكور, وقال الحاج ميرزا إبراهيم, أمين الواعظين الأصفهاني: (إن نسخة منه موجودة عندي بإصفهان), ولعله مختصر غيبته الآتي في الميم فراجعه.( الذريعة 16: 78 (395))
وقال أيضاً: الرجعة وأحاديثها: للفضل بن شاذان بن الخليل, أبي محمد الأزدي النيشابوري المتوفى (260), وهو غير (إثبات الرجعة) له أيضاً, وهذا هو الذي يعبر عنه بكتاب الغيبة كما يأتي بتصريح النجاشي, وكان عند المير لوحي الإصفهاني على ما ينقل عنه في كتابه الأربعين الموسوم (كفاية المهتدي), وقد ظن في إعطائه للعلامة المجلسي, على ما ذكره شيخنا في (خاتمة المستدرك) و(النجم الثاقب) وغيرهما.( الذريعة 10: 162 (294), وانظر: 1: 93 (450), و1: 427 (2183))
فقد عرفت أن ما كان موجوداً عند المير لوحي وصرح به في كتابه (كفاية المهتدي) هو (إثبات الرجعة) لا غير, وإن عبر عنه الشيخ النوري بـ (الغيبة) في أغلب المواضع, فكأن الطهراني لم يدقق في تصفحه لكفاية المهتدي ولا في كتب أُستاذه النوري, والله أعلم.
كما أن النجاشي لم يذكر أن للفضل بن شاذان كتاباً اسمه الغيبة, وإن ذكر له كتاباً باسم (الرجعة) حديث, فأين التصريح منه بأنه الغيبة, كما هو قول الطهراني.
ثم أنه نقل في موضع آخر من الذريعة عن الشيخ النوري أنه قال في أول (جنة المأوى): إني كلما أنقل في هذا الكتاب عن غيبة فضل بن شاذان, وعن غيبة الحسن بن حمزة المرعشي, وعن كتاب (الفرج الكبير) لمحمد بن هبة الله بن جعفر الطرابلسي, فإنما أنقلها عن كتاب المير لوحي هذا ـ يعني به كفاية المهتدي ـ لأنها كانت موجودة عنده, وينقل عنها في كتابه هذا.(الذريعة 18: 102)
ولكني لم أجد هذه العبارة في جنة المأوى المطبوع مع البحار في الجزء 53 ومثل هذه العبارة نقلناها عن أول (النجم الثاقب) للشيخ النوري آنفاً عند ذكره لكتاب (كفاية المهتدي) للمير لوحي, ولكن جاء فيها: (كتاب الفضل بن شاذان) إشارة إلى ما ذكره عند عده كتب الغيبة, بقوله: كتاب إثبات الرجعة المعروف (بالغيبة) لأبي محمد الفضل بن شاذان النيسابوري (النجم الثاقب (المعرب): 118, 120) وأيضاً ليس فيها (الفرج الكبير), بل (غيبة الشيخ الطرابلسي), فراجع ـ.

مختصر إثبات الرجعة:
كانت نسخة من هذا المختصر عند الشيخ الحر العاملي ذكر أغلب أحاديثها (14 حديثاً) في كتابه إثبات الهداة, وإنْ كان قد ذكر في أول إثبات الهداة في الفائدة العاشرة, عند ذكره لكتب الشيعة التي نقل منها: كتاب إثبات الرجعة للفضل بن شاذان,( إثبات الهداة 1: 28, الفائدة العاشرة) والذي يوحي بأنه نقل من كل الكتاب لا مختصره, وذلك ما قاله العلامة الطهراني في الذريعة تحت عنوان إثبات الرجعة: للشيخ أبي محمد الفضل بن شاذان بن الخليل الأزدي النيشابوري, المتوفى سنة 260, صرح به النجاشي, وحكى عن الكنجي أنه ذكر أن الفضل بن شاذان صنف مائة وثمانين كتاباً. (أقول) الموجود منه مختصره الآتي بعنوان منتخب إثبات الرجعة.( الذريعة : 93 (450))
وقال تحت عنوان منتخب إثبات الرجعة: للفضل بن شاذان, انتخبه بعض فضلاء المحدثين, كما كتب عليه الشيخ الحر بخطّه, صورة الخط في آخر النسخة الموجودة عند الشيخ محمد السماوي: (هذا ما وجدناه منقولاً من رسالة (إثبات الرجعة) للفضل بن شاذان بخط بعض فضلاء المحدثين).( الذريعة 22: 367 (7472), و20: 201 (2574))
أقول: وهذه النسخة محفوظة في مكتبة آية الله الحكيم في النجف الأشرف, ذكرت في فهرست المكتبة (1/56, رقم 316), (أنظر: مختصر إثبات الرجعة المطبوع: 11, فهرست التراث 1: 281, بعنوان (إثبات الرجعة) ذكر الحديث الأول من النسخة والعبارة في آخرها وهو عين ما موجود في المطبوع, وما ذكره العلامة الطهراني) وقد نسخت عليها نسخة بخط ابن زين العابدين محمد حسين الأرموي, في 8 ذي القعدة سنة 1350 هـ, موجودة في المكتبة الرضوية بمشهد, ضمن مجموعة برقم 7442, تحتوي أيضاً على كتابي الأمالي والإفصاح للشيخ المفيد, وتحتوي على 20 حديثاً, (مختصر إثبات الرجعة (المطبوع): 9) وهي التي طبع عليها الكتاب بعنوان (مختصر إثبات الرجعة), تحقيق السيد باسم الموسوي, وقد تبع في مقدمته العلامة الطهراني في توهمه بأن (إثبات الرجعة) غير ما ذكره العلامة النوري بـ (الغيبة) للفضل.
وقد طابقنا أحاديث (المختصر) العشرين على ما هو منقول عن كتاب (إثبات الرجعة) للفضل في كتاب (كفاية المهتدي) للمير لوحي, فوجدنا كل الأحاديث العشرين موجودة فيه وبنفس تعاقبها هناك, فحصل لنا اطمئنان, أن المختصر منقول من كفاية المهتدي, وأن ما ذكره الحر العاملي بقوله (هذا ما وجدناه منقولاً من رسالة (إثبات الرجعة) للفضل بن شاذان بخط بعض فضلاء المحدثين) هو ما نقله المير لوحي عن إثبات الرجعة في كفاية المهتدي, قد تحاشى الحر العاملي التصريح باسمه لما كان معروفاً في ذلك الزمان من منافرة ومشاحنة بين المير لوحي والعلامة المجلسي المتعاصرين في إصفهان.
أما ما هو مذكور في كفاية المهتدي من أحاديث عن (إثبات الرجعة) بحدود 60 حديثاً أو أكثر, أي حوالي ضعفي ما مذكور في المختصر.
ولعل الله يوفقنا أو أحداً غيرنا لافرادها, وضم ما موجود من روايات الفضل في غيبة الطوسي, وما رواه الصدوق عنه, وغيرهما, وطبعهما في كتاب واحد.
ثم إنه يبقى ما ذكره العلامة الطهراني تحت عنوان: مختصر الغيبة لفضل بن شاذان للسيد بهاء الدين علي بن غياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد النيلي النجفي, قال في آخره (هذا ما اخترناه من كتاب الفضل بن شاذان), وقال كاتبه السيد عبد المطلب بن محمد العلواني الحسيني الموسوي أنه نقل عن خط من نقل عن خط السيد السعيد السيد علي بن عبد الحميد, والفراغ من كتابة السيد عبد المطلب 1222, ونسخة أخرى كانت عند الشيخ محمد السماوي كتابتها 1085, ملكها الشيخ الحر, ثم ابنه الشيخ محمد رضا, ثم جمع آخر من العلماء, أول رواياته عن محمد بن إسماعيل بن بزيع, عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني, عن أبان بن أبي عياش, عن سليم بن قيس الهلالي, وكتب الشيخ الحر في آخره (هذا ما وجدناه منقولاً من رسالة (إثبات الرجعة) للفضل بن شاذان بخط بعض فضلاء المحدثين), وذكرت هذه النسخة بعنوان (منتخب إثبات الرجعة) لاحتمال تعددهما, فراجع.(الذريعة 20: 201 (2574))
أقول: إن ما ذكره من مختصر الغيبة للسيد بهاء الدين علي بن عبد الحميد النيلي قد يكون هو غير مختصر إثبات الرجعة الذي كان موجوداً عند الحر العاملي, وملك نسخته الشيخ محمد السماوي, خاصة وقد أشرنا إلى ترجيح أخذ هذا المختصر من كتاب كفاية المهتدي للمير لوحي, وهو معاصر للعلامة المجلسي والحر العاملي, بينما النيلي من شيوخ ابن فهد الحلي, وكان حياً سنة 803هـ, وقد ذكرنا أنه أورد روايات عن الفضل بن شاذان في كتابه الغيبة, كما نقلها عنه المجلسي,(البحار 53: 385) وبعضها لم ينقلها المير لوحي في كفاية المهتدي, فلعل ما اختصره علي بن عبد الحميد النيلي كان من أصل كتاب الفضل, كما هو ظاهر العبارة في آخره, التي نقلها الطهراني.
وقد أشار الطهراني إلى هذا الإحتمال في كلامه الأخير, فلاحظ.
وأخيراً لابد أن نشير إلى أن كتاب المير لوحي (كفاية المهتدي في معرفة المهدي عليه السلام) قد طُبع بالفارسية في الجمهورية الإسلامية تحت عنوان (كزيده كفاية المهتدي) ومعنى (كزيده) مُنتخب وذلك لأن المحقق قد حذف منه بعض الكلام الذي يعرّض فيه المؤلف بالعلامة المجلسي صاحب البحار الذي كان معاصراً له وكان بينهما مهاترة وخلاف, وقد ترجم السيد ياسين الموسوي كتاب (كزيده كفاية المهتدي) إلى العربية ونشر من قبل مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام.
ودمتم في رعاية الله

حسان القحطاني / العراق
تعليق على الجواب (1)
حقيقة انه مقال ممتاز لكنه لم يثبت عن وجود لكتاب الفضل بن شاذان وان النقل عنه مجرد حدس ظني والذي رأيت من نقل الكلينى عن الفضل بن شاذان 391 رواية منها 43 في الجزء الأول والثاني من أصول الكافي ولا توجد ولا رواية واحده من أحاديث مختصر اثبت الرجعة مما يؤيد القول أن كتاب المختصر منحول ،علما أن بين الحر وبين المير لوحي أكثر من سبعة قرون والسؤال هل طبعت نسخة الحر العاملي لكتاب مختصر إثبات الرجعة
الجواب:

الأخ حسان المحترم
السلام عليكم ورحمة الله
ينبغي التنبيه على ان هناك كتابين للفضل بن شاذان الاول اسمه الرجعة وقد يطلق عليه الغيبة والثاني اثبات الرجعة وقد صرح الشيخ النجاشي بذلك أي بالتعدد (رجال النجاشي306) والذي لم يصل الينا الكتاب الاول واما الكتاب الثاني فلم يصل الينا بمجموعه وانما وصل الينا المختصر منه والذي سمي ب(مختصر اثبات الرجعة) وقد طبع في ذيل مجلة تراثنا العدد 15.

اما عدم نقل الكليني لروايات اثبات الرجعة مع انه يذكر روايات اخرى عن الفضل بن شاذان فلعل ذلك بسبب عدم وجود نسخة عنده.
ان مختصر اثبات الرجعة كان عند الميرلوحي الذي كان معاصرا للشيخ المجلسي صاحب البحار وبالتالي هو معاصر للحر العاملي وليس بينه وبين الحر فترة زمنية . وقد اشرنا الى ترجيح اخذ مختصر اثبات الرجعة الذي كان موجودا عند الحر العاملي من كتاب كفاية المهتدي للمير لوحي وقد تم طبع هذا الكتاب بالفارسية وقد قام بتعريبه السيد ياسين الموسوي ونشر من قبل مركز الدرسات التخصصية في الامام المهدي (عليه السلام) .
ودمتم في رعاية الله
لادلاء تعليق على الاجابة انقر هنا