بسم الله الرحمن الرحیم
الشيخ علي بن قاسم العلّامة القوچاني(1285 - 1333 هـ = 1869 - 1915 م)
الشيخ علي بن قاسم العلّامة القوچاني(1285 - 1333 هـ = 1869 - 1915 م)كفاية الاصول ( با حواشى مشكينى )، ج1، ص: 67
و أمّا الإيراد بخروج الأمارات الشرعيّة الثابتة بدليل خاصّ أو بدليل الانسداد بناء على الكشف، لعدم إفادتها للقطع بالواقع و لا الظاهر- بناء على جعل الحجيّة الصّرفة، كما قاله الأستاذ [1] قدّس سرّه- فقد عرفت جوابه من دون حاجة إلى الإعادة.
__________________________________________________
[1] لقد ورد في آخر نسخة (ب) ما يلي:
ملاحظة: كلّ ما حكي في هذا الكتاب عن الأستاذ- رحمه اللَّه- فهو محكيّ عن المحقّق المدقّق نادرة دهره العلّامة الشيخ علي القوچاني- رحمه اللَّه- شفاها من مجلس درسه الشريف، لا عن حاشيته المتداولة.
الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج4، ص: 380
1663: التقريرات
للشيخ علي القوچاني النجفي المتوفى بالكاظمية (في شهر رمضان 1333) عن نيف و أربعين سنة كان من أجلاء تلاميذ شيخنا آية الله الخراساني و مقرري درسه في حياته و المدرس بعد وفاته، و كتب كثيرا من تقريراته، و طبع حاشيته على الكفاية و تزوج أخيرا بابنة المرحوم السيد محمد بن إبراهيم اللواساني الآتي ذكر تقريراته.
الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج14، ص: 34
و ذكرنا بعض ما أطلعنا عليه في ج 6 ص 186- 188 بعنوان (الحاشية) و نذكر هنا بعض المطبوعات منها بعنوان الشرح (منها):
شرح الكفاية
للسيد الميرزا حسن الرضوي القمي، اسمه (نهاية المأمول) طبع منه القسم الأول، كما يأتي.
شرح الكفاية
للشيخ الميرزا أبي الحسن المشكيني، طبع مرتين، و مر بعنوان (الحاشية).
شرح الكفاية
للشيخ محمد علي القمي، طبع سنة 1344، مر بعنوان (الحاشية).
1615: شرح الكفاية
للشيخ علي بن قاسم القوچاني مطبوع و هو كان أجلاء تلاميذ المصنف، فكان يقرر درس أستاذه في حياته بعد انقضاء الدرس و يسمع تقريره جمع من التلاميذ و صار مدرسا بعد وفاه أستاذه و لم يطل زمانه بعده فابتلي بالسل و ذهب إلى الكاظمية للعلاج و لم ينجح و توفي بها في شهر رمضان سنة 1333.
فهرس التراث، ج2، ص: 270
علي القوچاني (- 1333) «1»
الشيخ علي بن الشيخ قاسم القوچاني.
مما قال شيخنا العلامة: «عالم محقّق و مدرّس جليل، كان أحد أعلام أهل الفضل و رجال التحقيق و المعرفة الأجلاء، لازم درس الشيخ محمد كاظم الخراساني سنين طويلة، و صار مقرّر بحثه، و صار مرجعا لتدريس الخارج من بعده، و كان على جانب كبير من سعة العلم، تشرّف إلى الكاظمية زائرا فمرض بالسل، و توفي في رمضان 1333 عن نيف و أربعين سنة».
روى عن الشيخ محمد كاظم الخراساني صاحب الكفاية (ت/ 1329 ه).
من آثاره:
شرح كفاية الأصول
طبع طبعة حجرية في حاشية الكفاية بطهران، سنة 1341 ه.
نرم افزار اصول فقه نور:
تعليقة القوچاني على كفاية الأصول
معرفى اجمالى
« تعليقة القوچاني على كفاية الأصول»، تأليف شيخ على قوچانى نجفى( 1333 ق)، به زبان عربى است.
مؤلف، يكى از شاگردان بااستعداد آخوند خراسانى بوده است و در درس بر نظرات و مبانى استاد اشكالاتى وارد مىنموده است و همواره مورد احترام استاد بوده است. وى بر كتاب« كفاية الاصول» آخوند تعليقه نوشته و نظرات وى را مورد نقد و بررسى قرار داده است.
كتاب، در دو جلد تأليف گرديده و در سال( 1430 ق.) به چاپ رسيده است. جلد اول، از ابتداى كتاب« كفايه» تا انتهاى مقصد خامس( بحث مطلق و مقيد) را شامل مىشود و جلد دوم، از ابتداى مقصد ششم( بحث امارات معتبره) تا انتهاى مبحث استصحاب را در بر دارد. عبارات« كفايه»، با عنوان« قوله...» با خط درشت و عبارات شارح با خط ريزتر به چاپ رسيده است.
در ابتداى كتاب، شرح زندگى مؤلف بهصورت كامل بيان شده و شخصيت و آثار علمى او مورد بررسى قرار گرفته است.
نمونهاى از كار مؤلف:
( قوله:« و كان اشبه بمسائل الكلام لشدة مناسبته مع المقام»).
« وجه كون احكام القطع اشبه بالكلامية لكون مثل وجوب اتباعه و تنجيزه الواقع و العذر فى مخالفته و سائر احكامه الآتية، عقلية صرفة، بدون ان يكون واحد منها واقعا فى طريق الاستنباط؛ نعم الادلة التى صارت سببا لحصول القطع بالحكم الشرعى، قاعدة اصولية كانت نتيجتها حكما فرعيا...»
وضعيت كتاب
فهرست موضوعات و مطالب كتاب، در آخر هر جلد آورده شده است. كتاب، داراى پاورقى است. منابع آيات و احكام و امثال و اشعار همگى در آخر كتاب ذكر شده است.
منابع
مقدمه و متن كتاب.
تعليقة القوچانى على كفاية الأصول، ج1، ص: 7
[الجزء الاول]
حياة المؤلف فقيد العلم و التقوى آية اللّه المحقق الشيخ علي القوچاني قدّس سرّه
بسم اللّه الرحمن الرحيم
امتاز الفكر الاصولي الإمامي بالتوفّر على كلّ ما من شأنه عرض وجوده المعرفي العميق، و انتمائه الحقيقي الأصيل، و خطابه العقدي السليم، و نسقه العلمي المتين، الحاصل طرّا عبر كفاح ثقافي طويل و خطىّ محكمة متواصلة منتظمة، بنهج حضاري ملتزم يجانب القفز العلمي الرخيص و الوثب المعرفي البخس، نهج يستوعب سؤال الآخر و مخالفته بحوار و نقاش بنّاءين قائمين على الدليل و الحجّة و البرهان و سائر مؤن النقض و الإبرام، بلا أدنى أوهام أو تعصّب مقيت.
إنّ مشروع مدرسة العصمة و الطهارة عليهم السّلام عموما و فكرها الاصولي خصوصا يؤمن بالمراجعة الدائمة و الإفادة من سائر الرؤى و الأنساق، على قاعدة من الإنشاء و التأسيس لا التبعية و التقليد، الأمر الذي منحه بعدا حيويا نابضا و مائزا ابتكاريا ألقا، مكّناه من التعامل مع المتغيّرات الزمكانية بكل رشاقة و شموخ، فتكيّف و حفظ الهوية و الأصالة المعهودين.
إنّ النضج المثير و التكامل المشهود اللذين ميّزا الفكر الاصولي الإمامي ما كانا ليكونا لو لا اعتقاد جاوز التصوّر إلى التصديق و الثبوت إلى الإثبات، اعتقاد علم و يقين و اطمئنان بعدم اثنينية المصدر، بل وحدة و عينية متحققة لذوي الفهم و الإنصاف على غاية من الشفافية و الوضوح، بمعنى أنّه لا تغاير بين الإسلام الواقعي و مدرسة أهل البيت عليهم السّلام إلّا بالمفهوم. إنّه الحافز الأهمّ و الدافع الأكبر لانطلاق حزمة النتاج الاصولي الإمامي منذ أيام الرسالة الاولى حتى عهدنا الحاضر بكلّ جدارة و سموق و سيبقى و يرقى ما دام هناك فكر يموج و مراجعة تدوم و جهود لا تعرف الكلل و الملل.
تعليقة القوچانى على كفاية الأصول، ج1، ص: 8
و صحّة المدّعى تثبت بوجود الكمّ الهائل و الكيف الرصين من الآثار و المصادر الاصولية الإمامية التي رفدت المكتبة الإسلامية الثقافية بنفائسها و روائعها، فأضفت عليها هيبة ثقافية و منزلة حضارية متألقة. و لو لا ضيق المقام لتناولنا نتاجات كل مرحلة من مراحل تطور علم الاصول الإمامي طبق التسلسل الزمني لها.
إنّ كتاب «كفاية الاصول» للشيخ محمد كاظم الآخوند الخراساني (1329 ه) من أجلّ و أروع نتاجات مرحلة تكامل علم الاصول الإمامي، إنّه الأثر الخالد و السفر النفيس و الغرّة الناصعة على جبين مدرسة الشيخ الأنصاري قدّس سرّه، و شامخة من شوامخ الصناعة الفكرية؛ إذ أودع فيه المصنف قدّس سرّه بدائع المباني و الآراء بنهج و نسق جديد، على غاية من الدقة و العمق و الإحكام و الإحاطة المذهلة.
و هذا الانجاز الاصولي المفخرة- بهذه الخصائص و الصفات التي دان و شهد لها أقطاب الثقافة و أساطين العلم- هو بمثابة موسوعة و مدوّنة تخصّصية كبرى اختزل المصنف قدّس سرّه عبارتها و ضغط لفظها بشكل عجيب، ففي الوقت الذي نلحظ السعة و الإحاطة و الاستيعاب و غزارة المادة المعرفية المودعة فيه و الإشارة إلى المذاهب و الآراء و الأقوال بالعرض و التحليل و النفي و الإثبات، نلحظ أيضا منهج الوجازة بأرقى صورة و أبلغ معانيه مهيمنا طاغيا.
و هكذا مشروع اصولي كان لا بد أن يولّد الحافز الكبير و الداعي القوي لانطلاق أقلام المعرفة و الاختصاص في بيان أسراره و خزائنه و أفكاره عبر الشرح تارة و التعليق اخرى.
و تعدّ تعليقة آية اللّه المحقق الشيخ علي القوچاني (1333 ه) من أقدم و أهم التعليقات على كتاب كفاية الاصول، التعليقة التي نالت آنذاك صدى واسعا و قوبلت بوافر المديح و القبول و الثناء، و اعتبرت مصدرا علميا قيّما و مرجعا هاما لمعرفة آراء الآخوند الخراساني و مبانيه، لا سيما و أنّ مؤلف التعليقة قدّس سرّه هو واحد من أبرز تلامذة الآخوند و ألمعهم.
الشيخ علي القوچاني في سطور:
ولد العلّامة الجليل آية اللّه الشيخ علي القوچاني سنة 1285 ه ق في قرية من قرى قوچان.
انخرط في سلك الدراسات الدينية فدرس بعض مقدماتها في مسقط رأسه ثم درس الصرف و النحو بمحضر أبيه الشيخ قاسم.
التحق بعدها بالحوزة العلمية في مدينة مشهد المقدسة لإكمال دراساته الحوزوية في
تعليقة القوچانى على كفاية الأصول، ج1، ص: 9
الأدب و الفقه و الاصول.
و بعد إكماله ما يسمى بدراسات السطوح هاجر رحمه اللّه إلى النجف الأشرف ليلتحق بحوزتها العريقة للاستفادة من اساتذتها العظام فاستقر في جوار امير المؤمنين عليه السّلام.
و كانت النجف آنذاك تعيش عصرا من عصورها الذهبية؛ إذ برز فيها علماء كبار جلّهم من تلامذة الشيخ الأعظم الأنصاري قدّس سرّه، في طليعتهم المحقق الكبير صاحب الكفاية الآخوند الخراساني قدّس سرّه، فكان يعد مجلس درسه من أكبر دروس حوزة النجف يحضره اكثر من الف طالب، فاختص به المترجم له لانه وجد فيه ضالته، كما ان استاذه وجد فيه الطالب الجاد الكفوء فاهتم به اكثر من غيره فصار يعد من تلامذته المرموقين الذين يشار اليهم بالبنان و تنعقد عليهم الآمال ليصبح علما من اعلام الدين و العلم في المستقبل.
في درس الآخوند الخراساني:
لقد اخذ فقيهنا الجليل موقعا كبيرا عند استاذه الآخوند و عند عامة رجال الحوزة آنذاك اساتذة و طلابا. و كان الآخوند يتمتع بمزايا كثيرة جدا من اهمها: عذوبة البيان و حلاوة المقال، فكان يتعرض الى المطالب المطولة المشكلة ببيان مختصر واضح في منتهى الدقة و التركيز؛ و كان امرا صعبا ينفرد به بعض الاساتذة الكبار الذين قد جمعوا بين وضوح الفكر و دقة التعبير «1».
و حيث إنّ الآخوند يستوعب المطلب بعبارة دقيقة فلا يسمح لاحد ان يتكلم في مجلس درسه الّا نادرا، و كان الشيخ علي القوچاني من أولئك الذين يجيزهم الآخوند بإبداء الرأي و المناقشة.
قيل: «فقد سمعت بعض الثقاة من اهل العلم يقول: لم يتجرأ احد على الكلام و الاستشكال في محاضرات الآخوند- مهابة له- الا نفر قليل من امثال: آقا ضياء العراقي، و السيد البروجردي، و الشيخ علي القوچاني، و الشيخ عبد اللّه الگلپايگاني، و السيد رضا المسجد شاهي الاصفهاني؛ و كان الآخوند لا يعير كبير اهمية لاستشكالات غير السيد البروجردي و الشيخ علي القوچاني صاحب الحاشية المطبوعة على الكفاية» «2».
ثمّ ان الآخوند- مضافا الى محاضراته العامة في الفقه و الاصول- كان يعقد مجلسا ليليا خاصا يحضره زبدة تلامذته يبحثون فيه المسائل الفقهية و الاصولية المستعصية، و كان آية اللّه
__________________________________________________
(1) مرگى در نور (فارسى) ص 107، نقلا عن آية اللّه النجفي القوچاني.
(2) آثار الحجة ص 170.
تعليقة القوچانى على كفاية الأصول، ج1، ص: 10
الشيخ علي القوچاني واحدا من تلك الزبدة.
قيل: «باستثناء هذين الوقتين، فقد كان الآخوند يعقد في منزله كل ليلة و بعد الفراغ من درسه في مسجد الطوسي مجلسا خاصا يحضره ابرز تلامذته يتذاكرون فيه المسائل الفقهية و الاصولية المشكلة، فكانوا يأتون بالكتب المختلفة يتفحصونها و يبحثون فيها و يقضون الساعات في حضرته بالبحث و النقاش و رفع الاشكالات و الاستفادة من معين الاستاذ. و نحن نذكر بعض افاضل المشاركين في ذلك المجلس الخاص للآخوند: الشيخ مهدي المازندراني، الشيخ علي القوچاني، و ...» «1».
نعم، لقد كان القوچاني رحمه اللّه- مضافا الى مقامه العلمي السامي و مهارته الفائقة في التدريس- حائزا على مكانة رفيعة عند استاذه، إذ كان متضلعا في الامور الاجتماعية و صاحب نظرة ثاقبة و رؤية قوية بحيث كان استاذه الآخوند يستشيره في الكثير من القضايا و المسائل.
آراء العلماء في المترجم له:
يتمتّع الشيخ علي القوچاني قدّس سرّه بمكانة رفيعة و منزلة خاصّة عند الفقهاء و العلماء، و ترجم له غالب المهتمين بتلك المرحلة، فقد قال فيه آغا بزرگ:
«كان أحد أعلام أهل الفضل و رجال التحقيق و المعرفة الاجلاء، لازم درس الشيخ محمد كاظم الخراساني سنينا طويلة حتى عد من افاضل تلامذته و كبارهم، و صار مقرر بحثه في حياته لجمع كبير من تلاميذ استاذه، و لما توفي شيخنا الخراساني في سنة 1329 ه صار المترجم له مرجعا لتدريس الخارج من بعده، و التف حوله المحصلون و النابهون من اهل العلم، و كان يحضر درسه اكثر من مائة، و كان على جانب كبير من سعة العلم و غزارة المادة و دقة النظر و صواب الرأي و التحقيق و التدقيق، كما اعترف به معاصروه و كبار المتخرجين عليه» «2».
و لجودة بيانه الرفيعة مضافا إلى الفهم الدقيق للمطالب العلمية فإنّه كان من نوادر الذين يقومون بتقرير درس الآخوند رحمه اللّه بحضور جمع من طلابه للاستفادة من محضره الشريف و حل مشاكلهم العلمية التي كانوا لا يتمكنون من حلها عن طريق مراجعة الآخوند.
اضف الى ذلك ان صاحب الذريعة يذكره دائما- اينما حل ذكره- بالاحترام و الاكرام «3».
ثمّ ان المحقق القوچاني كان ذا مكانة سامية عند العلماء الكبار و المراجع من امثال السيد
__________________________________________________
(1) مرگى در نور ص 103.
(2) نقباء البشر ج 4 ص 1503.
(3) نقباء البشر ج 3 ص 1503؛ الذريعة ج 14 ص 34؛ و ج 4 ص 380.
تعليقة القوچانى على كفاية الأصول، ج1، ص: 11
البروجردي، و السيد أبي الحسن الاصفهاني، و السيد محمد الكوهكمري، فان هؤلاء الاعاظم قد ذكروه في مناسبات شتى بالاجلال و التكريم و كانوا يقولون بانه لو امتد به العمر لم تصل المرجعية الى غيره «1».
تلامذته:
ذكرنا أنّ للمترجم له مجلس درس في حياة استاذه و اصبح من بعده من الباحثين الكبار- بل من اشهرهم- في علم الاصول و في مدرسة الآخوند و على منهج مدرسة الآخوند و آرائه، فحضر عنده تلامذة كثيرون، و لا بد من البحث و التتبع في كتب التراجم للوصول الى فهرست اسمائهم، و نحن ذاكرون هنا ثلة منهم، مرجئين استقصاءهم الكامل الى حين آخر:
1- الشيخ ابو الحسن المشكيني.
غالب استفادته العلمية كانت بمحضر الشيخ القوچاني، فحاشيته على الكفاية مشهورة، و قد ذكر في هذه الحاشية كثيرا من آراء استاذه القوچاني من دون ان يذكر اسمه الصريح، و يتضح هذا جليا من نهاية الطبعة القديمة لحاشية المشكيني و أنّ المراد من «الاستاذ» هو القوچاني؛ و لا نعلم سبب اختفاء هذا المطلب في نهاية الطبعات التالية منه.
يقول المشكيني في نهاية حاشيته:
«كل ما حكي في هذا الكتاب عن الاستاذ رحمه اللّه فهو محكي عن المحقق المدقق نادرة دهره العلامة الشيخ علي القوچاني رحمه اللّه شفاها من مجلس درسه الشريف لا عن حاشيته المتداولة».
2- آية اللّه العظمى السيد محمد الكوهكمري.
3- آية اللّه العظمى السيد محمد تقي الخوانساري.
4- آية اللّه العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي.
5- آية اللّه الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء، كان من العلماء و الفقهاء و الادباء البارزين من آل كاشف الغطاء، فقد تتلمذ في الفقه و الاصول على عدة من الاساطين كان من جملتهم الشيخ علي القوچاني «2».
مؤلفاته:
__________________________________________________
(1) يقول سماحة آية الله الشيخ عبد الرضا الروحاني- سبط المترجم له-: «لقد أكد لي السيد البروجردي في لقاء لي معه على هذا الموضوع بالخصوص».
(2) ماضي النجف و حاضرها ج 3 ص 191.
تعليقة القوچانى على كفاية الأصول، ج1، ص: 12
ان المترجم له و ان كان مشاركا في غالب العلوم الاسلامية إلّا انه اشتهر في علم الاصول و الفقه، و كان مجلس درسه في الاصول و الفقه مجمعا للعلماء و الفضلاء، و له مؤلفات في الفلسفة و غيرها لا نعلم مصيرها، فقد بيعت مصنفاته في ضمن مكتبته بعد وفاته و اشترى قسما منها بعض تلامذته و معاصريه، و لم يصلنا من تأليفاته الا حاشيته القيّمة المعروفة على كفاية الاصول التي هي اول حاشية دوّنت على الكفاية، تحت اشراف استاذه الكبير و توجيه منه، فلقيت في زمانها نجاحا كبيرا حتى ان من كان يحاول التعرف على آراء الآخوند يرجع اليها كمصدر علمي قيّم يمكن الاعتماد عليه.
اسرته:
للمترجم له زوجتان:
الاولى: فاطمة بنت المرحوم الحاج محمد جواد الخياط الحائري، من اخيار كربلاء المقدسة؛ و خلّف منها بنتا واحدة هي والدة العالم الجليل آية اللّه الشيخ عبد الرضا الروحاني.
و الثانية: العلوية بنت المرحوم حجة الاسلام و المسلمين السيد محمد اللواساني، التي رزق منها بنتا واحدة ايضا و توفيت البنت في شبابها.
وفاته:
كان المتعارف في النجف آنذاك اغتنام فرصة العطلة في شهر رمضان لزيارة مرقد العسكريين عليهما السّلام و المساهمة في احياء مراسيم الشهر في تلك البلدة التي تشكو من قلة الزائرين، و كان شيخنا المترجم له ممن اغتنم الفرصة و تحرك مع عائلته و اقربائه الى مدينة سامراء، لكن الاجل عاجله على اثر انتشار الوباء في العراق الذي ذهب ضحيته الآلاف من الناس، فقضى نحبه صابرا محتسبا و ذلك في شهر الصيام من سنة 1333 ه و دفن في صحن الكاظمين عليهما السّلام في المقبرة الخاصة بالسادة الحيدرية. و بذلك فقد العلم رمزا من رموزه و فقدت الحوزة علما من اعلامها و استاذا كبيرا كانت الآمال منعقدة عليه في المستقبل، فسلام عليه يوم ولد و يوم مات و يوم يبعث حيا.
تعليقة القوچانى على كفاية الأصول، ج1، ص: 13
كلمة التحقيق
تعليقة القوچانى على كفاية الأصول، ج1، ص: 15
كلمة التحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى اللّه على محمد و آله الطاهرين.
و بعد فالكتاب الذي بين يديك هو أقدم حاشية دونت على كتاب كفاية الاصول للآخوند الخراساني رحمه اللّه و كان المحقق القوچاني رحمه اللّه من زبدة تلامذة الآخوند و من مقرري بحثه و من اصحاب سره العلمي، و كانت بيده كل المباني العلمية للآخوند الفقهية و الاصولية منها، اضف الى انه كان استاذ الشيخ المشكيني رحمه اللّه- صاحب الحاشية المعروفة على الكفاية- و مقدما عليه عند الآخوند رحمه اللّه، و عليه لا يخفى على المراجع اهمية الكتاب و اهمية مؤلفه.
و قد طبع المجلد الاول منه بالطبعة الحجرية عام 1341 هجري قمري و يشمل مباحث الالفاظ كلها، ثم طبع المجلد الثاني «1» منه في عام 1342 و قد شمل قسما من القطع، و كان آخر ما علقه في القطع هو تعليقه على موضوع التجري، و هذا المقدار هو تقريبا ثماني عشرة صفحة فقط من مجموع 141 صفحة للمجلد الثاني، و قد اكمل الناشر المقدار الناقص منه- الى آخر الاجتهاد و التقليد- من كتاب محش آخر قيل هو الشيخ محمد آقازاده نجل الآخوند رحمه اللّه.
و نحن نسير على نفس المنهج فنقدمه في مجلدين يشمل الاول مباحث الالفاظ، و يشمل الثاني القسم المطبوع حجريا من القطع و نكمله بالمخطوط الموجود من المحقق القوچاني قدّس سرّه المحتوي لما تبقّى من مباحث القطع تقريبا «2» الى آخر الاستصحاب في مبحث تعارض القرعة مع الاستصحاب؛ و لا يحتوي المخطوط مباحث تعارض الادلة و لا الاجتهاد و التقليد. و المخطوط هذا ليس تعليقا على الكفاية (الا في موارد من أوله) بل هو انشاء منه قدّس سرّه رأسا لا تعليقا.
ثم انا استقصينا الامر فلم نعثر الا على طبعة واحدة حجرية من هذه الحاشية مع ما بها من
__________________________________________________
(1) بعد ذلك طبع المجلدان في مجلد واحد عدة مرات بالتصوير عن الطبعة الحجرية الاولى.
(2) اذ الصفحات الاولى من المخطوط مفقودة؛ و كذلك هناك عدة صفحات اخرى بيضاء او مفقودة من ثنايا الكتاب اشرنا اليها في محالّها.
تعليقة القوچانى على كفاية الأصول، ج1، ص: 16
نواقص، فهناك سقطات و عدم وضوح في مواضع كثيرة منها بسبب الطباعة الرديئة؛ و قد تفحصنا عدة نسخ مصورة عن الحجرية في سنين مختلفة فكانت جميعها مشتملة على تلك السقطات و عدم الوضوح، مما يكون دليلا على ان السقطات كلها من اصل واحد و من الطبعة الحجرية الاولى و لا طبعة حجرية غيرها؛ أضف الى ذلك ان النسخة الخطية مفقودة؛ و عليه فالطبعة الحجرية هي المصدر الوحيد للكتاب. و هناك موارد قليلة استبدل ناسخ الحجرية كلمة او عبارة بكلمة او عبارة اخرى و كتب في آخرها: «نسخة».
و لقد بذلنا الجهد قدر الامكان على استيضاح و قراءة تلك العبارات و الكلمات غير الواضحة فوفقنا في جلها و لم نوفق في موارد معدودة منها و ذلك للتلف الذي اصاب الاصل الحجري فيما نعتقد. و قد اجرينا مقابلة دقيقة للكتاب لتقليل الاخطاء، و لا نعلم مدى توفيقنا في هذا الامر.
و بعد المقابلة قمنا بتقطيع النص و ترقيمه حسب القواعد المتبعة في الترقيم؛ و قد وضعنا معقوفتين- هكذا []- في اماكن كثيرة من الكتاب لتدلان على ان تغييرا ما- من اضافة او تبديل كلمة باخرى- قد طرأ على تلك الكلمة او العبارة المتوسطة بين المعقوفتين لضرورة يقتضيها السياق، يدل على الاصلية منها جدول الاستبدال الملحق بالكتاب اضافة الى الاشارة في اسفل الصفحة لكل مورد من المعقوفتين قد حصل فيه تغيير عن الاصلية فقط و لم نشر الى ما اقترحناه من اضافة كلمة او حرف و نحوه و اكتفينا بادراجه في المتن بين معقوفتين و التنبيه عليه في جدول الاستبدال.
ثم احببنا التفرقة بين ما عنونه المؤلف من كلام الكفاية و بين ما اكملناه من عبارة الكفاية ايضا فجعلنا ما عنونه المؤلف بخط غامق و عادي و جعلنا ما اكملناه من عبارة الكفاية بخط مائل و صغير الحجم. بعد ذلك قمنا باستخراج الآيات الشريفة و الروايات و المأثورات و الاشعار و جميع الاقوال و الآراء تقريبا، الا موارد نادرة لم نعثر على عناوينها في مظانها مع ما بذلناه من الجهد غير القليل.
و اخيرا و اتماما للفائدة ألحقنا بالجزء الثاني فهارس فنية للجزءين من الكتاب على أمل ان تكون مفيدة ان شاء الله.
شوال 1427 ه محمد رضا الدانيالي
تعليقة القوچانى على كفاية الأصول، ج1، ص: 17
نموذج من الطبعة الحجرية
تعليقة القوچانى على كفاية الأصول، ج1، ص: 19
نموذج من المخطوط
تعليقة القوچانى على كفاية الأصول، ج1، ص: 21
تعليقة القوچانيّ على كفاية الأصول
تأليف آية اللّه العظمى العلامة المحقّق المدقّق نادرة دهره الشّيخ علىّ القوچانيّ قدّس سرّه
الجزء الأوّل تحقيق محمّد رضا الدّانيالي
تعليقة القوچانى على كفاية الأصول، ج1، ص: 23
المقدمة
تعليقة القوچانى على كفاية الأصول، ج1، ص: 25
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع العلم
1- قوله: «أمّا المقدمة ففي بيان امور:». «1» «2»
بدون نظر