بسم الله الرحمن الرحیم
شرح حال شاعر شهیر ابوبکر بن شهاب الدین العلوی الحسيني الحضرمي: (1262 ــ 1341 هـ / 1846 ـــ 1923 م)
ابوبکر بن شهاب الدین العلوی الحسيني الحضرمي: (1262 ــ 1341 هـ / 1846 ـــ 1923 م)أعیان الشیعة:السيد أبو بكر بن شهاب العلوي الحسيني الحضرمي
"اسمه كنيته"
نسبه
هو السيد أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الله بن عبدوس بن علي بن محمد بن شهاب الدين بن أحمد بن عبد الرحمن بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ علي بن أبي بكر السكران ابن الشيخ عبد الرحمن السقاف ابن محمد مولى الدويلة بن علي ابن الشيخ علوي ابن الفقيه المقدم الشيخ محمد بن علي ابن الإمام محمد صاحب مرباط ابن علي خالع قاسم بن علوي بن محمد صاحب الصومعة ابن الإمام علوي بن عبيد ه بن المهاجر إلى الله أحمد بن عيسى بن محمد النقيب بن علي العريض ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام الباقر ابن الإمام زين العابدين علي ابن الإمام السبط الحسين أمير المؤمنين علي عليهم السلام.
"مولده ووفاته"
ولد سنة 1262 بقرية حصن آل فلوقة أحد الصايف تريم من بلاد حضرموت وتوفي ليلة الجمعة 10 جمادى الأولى سنة 1314 بحيدرأباد الدكن من بلاد الهند وترك ولدا يسمى السيد مرتضى.
(أحواله)
كان عالما جليلا حاويا لفنون العلوم مؤلفا في كثير منها قوي الحجة ساطع البرهان أديبا شاعرا مخلص الولاء لأهل البيت الطاهر قال جامع ديوانه في حقه: حجة الإسلام، ونبراس الأنام، وخاتمه الأعلام، ويتيمة عقد الكرام، قريع الفصحاء، وإمام البلغاء، الحائز قصبات السبق في ميادين العلوم، الموضح من مشكلاتها ما حير الفهوم، محيي السنة وناشر لوائها، ومميت البدعة ومقوض بنائها سليل العترة النبوية وناشر لواء ولائها، ناصر أوليائها، وقاهر أعدائها السيد الشريف العلامة أبو بكر بن عبد الرحمن إلخ.
(صفته)
قال جامع ديوانه: كان أبيض اللون مشربا بحمرة واسع العينين جميل الصورة معتدل القامة إلى الطول أقرب. حسن السمت لطيف الأخلاق وديعا منصفا كريما سمحا فصيح النطق بليغ التعبير ذكي الفؤاد متوقد الذهن سريع الحفظ والفهم قوي الحافظة حاضر الجواب بين الحجة ببغض اللجاج ويمقت المماراة ينصف من يبحث معه ويرشده بلطف إلى ما خفي عليه وإذا رأى مباحثه تعصبا تركه وشأنه وكان يؤثر الخمول والانزواء وينفر كل النفور عن أصحاب الفخفخة والأمراء ويحب مجالسة المساكين والفقراء ومن لا يؤبه بهم ينبسط معهم ويقوم بقضاء حوائجهم ويتردد عليهم ويأنف من معاشره الأغنياء ويكره الذهاب إليهم وكثيرا ما كان يتمثل بقول الشاعر:
فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود يا غاية
المنى فكل الذي فوق التراب تراب
(سيرته)
قاتل جامع ديوانه: كان عالي الهمة عصامي النفس مسموع الكلمة وله في إصلاح ذات البين وقمع الفتن وحقن الدماء المساعي الكبيرة فكان يخدم وطنه حتى مع بعده عنه ويجازي على السيئة بالحسنة وكان متفانيا في حب أهل البيت الطاهر كثير التعظيم لهم معظما للعلماء ولكل معاد لأهل البيت عليهم الصلاة والسلام وإن ما أودعه الله في فطرته من الذكاء قضى بتقدمه وفوزه على سائر القران فبرع في فنون عديدة حتى أدهش فضلاء مشائخه وأذن له بعضهم في إعادة دروسه أو الاستقلال بالتدريس وهو مراهق وله فتاوى وتعليقات في صغره ونظم منظومته المفيدة المسماة ذريعة النهاض إلى علم الفرائض وعمره إذ ذاك نحو 18 سنة ومما قاله فيها:
وعذر من لم يبلغ العشرينا
يقبل عند الناس أجمعينا
رحل من وطنه تريم إلى الحجاز عام 1286 لأداء النسكين وأقام بمكة مدة غير قليلة اتصل فيها بالبركة العابد السيد فضل باشا العلوي وأخذ عن كثير من العلماء ممن لقيهم هناك ومنهم العلامة شيخ مشايخ الحجاز السيد أحمد بن زيني دحلان وأشار عليه السيد فضل باشا بنظم أرجوزة في آداب النساء وهي الدرجة بآخر ديوانه ولقي من أمير مكة وأشرافها كل تجلة واحترام ثم عاد إلى تريم وأقام بها إلى سنة 1288 ثم رحل في العام المذكور إلى عدن وما جاورها من اليمن واتصل بأمراء لحج ورجال تلك الجهات فعرفوا فضله وانتفعوا به ورغبوا في إقامته عندهم فلم يرض بل توجه إلى الشرق الأقصى ودخل كثيرا من مدنه وأقام به نحو أربع سنين قضى جلها في جزيرة جاوا في بلدة سوربايا وتعاطى فيها التجارة وكللت أعماله بالنجاح إلا أنه آثر الزهد وقنع بما حصله وعاد إلى وطنه عام 1292 واشتغل بالتدريس والإفتاء والدعوة إلى مذهب السلف ونبذ الرعونات والبدع وقد عاداه بعضهم من أجل ذلك وحسده البعض وأوذي إيذاء بالغا ولم يصده ذلك عما جبل عليه من السعي في نفع العباد وخدمة الصالح العام فقد نسبت حرب في عام 1292 واستمرت إلى أول عام 1294 بين أمير يافع سلطان الشحر وأمراء آل كثير سلاطين تريم وسيون واشتد البلاء والضرر فسعى السيد أبو بكر المذكور في إخماد تلك الحرب حتى تم الصلح على يده وبجده ونفوذه وكفى الله شرها ثم حدثت حوادث يقصد بها مضايقته فاختار هجر تلك البلاد فارتحل عنها عام 1302 كما أشار إلى تلك الأحوال في بعض أشعاره وتصانيفه وبعد مفارقته وكنه طاف في بلاد كثيرة منها عدن ولحج والحجاز مكة المكرمة والمدينة المنورة ثم زار القطر المصري فالشام والقدس ثم الأستانة ولقي من أمراء وعلماء تلك الأقطار كل إجلال وإعظام كما قال في بعض قصائده:
فسنام أي الأرض أذهب منزل
ولي الندامى الغر من أمجادها
وواجه سلطان الترك بالأستانة وقلده الوسام المجيدي المرصع وأهدى له سيفا وأحبه كثير من أهل النفوذ والفضل ثم ذهب إلى الشرق واختار الإقامة في حيدرأباد دكهن بالهند وانتفع به كثير ممن هناك وكان الملجأ لحل المشكلات العلمية، وتولى التدريس في مدرستها النظامية وصحح عددا مما طبع من الكتب النافعة الدينية، وقد طالت إقامته بحيدرأباد وتأهل بها روزق أولادا وتردد من الهند إلى جاوه وما قاربها ثم في عام 1331 عاد المترجم له من الهند إلى وطنه وصحب معه جميع ولده وذلك بعد غيبته عنها نحو ثلاثين سنة لم يغب فيها عن وطنه بره ومعروفه وخدمته فقوبل بها مقابلة لم نعلم أن أحدا قوبل بمثلها حتى ولا سلاطينها وكان يوم دخوله تريم يوم عيد عظيم نشرت فيه الريات وأطلقت المدافع وأقيمت المواكب والحفلات على رغم منه لشدة نفرته من ذلك ثم عاد إلى الهند عام 1334 لقطع علائقه منها للرجوع إلى تريم للإقامة بها ولكن عاقته المقادير حتى انتقل إلى رحمة الله تعالى "اه" وقد بلغنا أنه لاقى من النواصب في سبيل نشر فضائل أجداده أهل البيت الطاهر والدعوة إلى سلوك طريقتهم أذى كثيرا اضطره إلى الهجرة عنهم وترك وطنه.
(مشائخه)
قال جامع ديوانه: تلقى فنون العلم عن والده وأخيه الأكبر العالم العابد والفقيه الورع الزاهد السيد عمر الملقب بالمحضار. وعن كثير من كبار العلماء بلغ عددهم نحو المائة أكثرهم من أهل حضرموت فمن أخذ عنهم من أهل تريم العلامة الصالح السيد محمد بن إبراهيم بلفقيه العلوي والسيد البقية حسن بن حسين الحداد العلوي والسيد العلامة التقي الورع علي بن عبد الله بن شهاب العلوي والحبر السيد حامد بن عمر بافرج العلوي وغيرهم ممن في طبقتهم وهم كثير يطول تعدادهم ومن أهل سيون الأستاذ المحقق السيد المحسن بن علوي السقاف العلوي ومن طبقته ومن أهل وادي دوعن العلامة الصوفي السيد أحمد بن محمد المحضار العلوي والمحقق الشيخ محمد بن عبد الله باسودان الكندي وغيرهم "اه" وقوم مر في سيرته أنه أخذ بمكة عن السيد أحمد بن زيني دحلان.
(تلاميذه)
له تلاميذ كثيرون أجلهم وأعلمهم وأشهرهم السيد محمد بن عقيل صاحب النصائح الكافية وغيرها.
(مؤلفاته)
له مؤلفات في الأصلين والفقه والهندسة والحساب والمنطق والطبيعيات والبديع والأنساب والأسانيد وغيرها قال جامع ديوانه المعروف لنا منها نحو الثلاثين أكثرها لم يطبع "اه" من جملتها (1) الحمية من مضار الرقية رد على الرقية الشافية التي هي رد على النصائح الكافية مطبوع. (2) رسالة ضرب الذلة على جريدة النحلة. (3) ذريعة الناهض إلى علم الفرائض منظومة. (4) أرجوزة في آداب النساء. (5) رشفة الصادي في فضائل أهل البيت طبع بمصر. (6) العقود. (7) الترياق النافع بإيضاح وتكميل جمع الجوامع مطبوع. (8) الفتوحات. (9) الإسعاف. (10) النظام. (11) نوافح الورد جوري. (12) الورد القطيف. (13) الذريعة ولعلها هي ذريعة الناهض المتقدمة. (14) التحفة. (15) الكشف. (16) الشبهات. (17) التنوير. (18) رفع الخبط في مسائل الضغط. (19) التذكير. (20) نزهة الألباب في رياض الأنساب. (21) ديوان شعره وهو مطبوع وقد حذف منه شيء كثير.
(أشعاره)
ننتخب منها من ديوانه المطبوع.
قال يرثي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في 21 رمضان سنة 1306 من قصيدة:
فآة على صنو النبي وصهره
وثانيه أيام التحنث في حرا
وأعلم أهل الأرض بع ابن عمه
وأعظمهم جودا ومجدا ومفخرا
عليك سلام الله يا من بهديه
تبلجت الأنوار والحق أسفرا
ويا ليتنا في يوم صفين والذي
يليه شهدنا كي نفوز ونظفرا
ونشرب بالكأس الذي تشربونه
فأما وأما أو نموت فنعذرا
فلا زلت مهما عشت أبكي عليكم
وأنظم درا من ثناكم وجوهرا
وله من قصيدة أسماها النبأ اليقين في مدح أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام عدد أبياتها كعدد اسم الممدوح قالها في أواخر شوال سنة 1330:
علي أخي المختار ناصر دينه
وملته يعسوبها وإمامها
وأعلم أهل الدين بعد ابن عمه
بأحكامه من حلها وحرامها
وأوسعهم حلما وأعظمهم تقى
وأزهدهم في جاهها وحطامها
وأولهم وهو الصبي إجابة
إلى دعوة الإسلام حال قيامها
فكل امرئ من سابقي أمة الهدى
وإن جل قدرا مقتد بغلامها
أبي الحسن الكرار في كل مأقط
مبدد شوس الشرك نقاف هامها
فتى سمته سمت النبي وما انتقى
مواخاته إلا لعظم مقامها
فدت نفسه نفس الرسول بليلة
سرى المصطفى مستخفيا في ظلامها
#سقى عتبة كأس الحتوف ورجع الوليد ابنه بالسيف مر زؤامها
وفي أحد أبلى تجاه ابن عمه
وفل صفوف الكفر بعد التئامها
بعزم سماوي ونفس تعودت
مساورة الأبطال قبل احتلامها
أذاق الردى فيها ابن عثمان طلحة
أمير لواء الشرك غرب حسامها
وعمر بن ود يوم أقحم طرفه
مدى هوة لم يخش عقبى ارتطامها
دنا ثم نادى القوم هل من مبارز
ومن لسبتي عامر وهمامها
تحدى كماة المسلمين فلم تجب
كأن الكماة استغرقت في منامها
فناجزه من لا يروع حنانه
إذا اشتبت الهيجاء لفح ضرامها
وعاجله من ذي الفقار بضربة
بها آذانت أنفساه بانصرامها
وكم غيرها مين غمة كان عضبه
مبدد غماها وجالي قتامها
به في حنين أيد الله حزبه
وقد ورعت أركانه بانهدامها
سل العرب طرا عن مواقف بأسه
تجبك عراقاها ونازح شامها
وناشد قريشا في أطل دماءها
وهد ذرى ساداتها وكرامها
أجنت له الحقد الدفينت وأظهرت
له الود في إسلامها وسلامها
ولما قضى المختار نحبا تنفست
نفوس كثيرة رغبة في انتقامها
أقامت مليا ثم قامت ببغيها
طوائف تلقى بعد شر أثامها
قد اجتهدت وقالوا هذا اجتهادها
لجمع قوى الإسلام أم لانقسامها
أليس لها في قتل عمار عبرة
ومزدجر عن غيبها واجترامها
أليس بخم عزمة الله أمضيت
إلى النار إنذارا بمنع اختصامها
بها قام خير المرسلين مبلغا
عن الله أمرا جازما بالتزامها
هو العروة الوثقى التي كل من بها
تمسك لا يعروه خوف انفصامها
أما حبه حب النبي محمد
بلى وهما والله أزكى أنامها
شمائل الطبوع عليها كأنها
سجايا أخيه المصطفى بتمامها
#حنانيك مولى المؤمنين وسيد النبيين والساقي بدار سلامها
فلي قلب متبول ونفس تدلهت
وبحبك يا مولاي قبل فطامها
وداد تمشي في جميع جوارحي
وخامرها حتى سرى في عظامها
هو الحب صدقا لا الغلو الذي به
يفوه معاذ الله بعض طغامها
ولا كاذب الحب ادعته طوائف
تشوب قلاها بانتحال وئامها
تخال الهدى والحق فيما تأولت
غرورا وترميني سفاها بذامها
وتنبزني بالرفض والزيغ إن صبا
إليك فؤادي في غضون كلامها
تلوم ويأبي الله والدين والحجى
وحرمة آبائي استماع ملامها
فإني على علم وصدق بصيرة
من الأمر لم أنقد بغير زمامها
ألا ليت شعري والتمني مجبب
إلى النفس تبريدا لحر أوامها
متى تنقضي أيام سجني وغربتي
وتنحل روحي من عقال اغتمامها
وهل لي إلى ساح الغريين زورة
لأستاف ريا رندها وبشامها
إذا جئتها حرمت ظهر مطيتي
وحررتها من رحلها وخطامها
وإني على نأي الديار وبينها
وصدع الليالي شعبنا واحتكامها
منوط بها ملحوظ عين ولائها
قريب إليها مرتو من مدامها
إليك أبا الريحانتين مديحة
بعلياك تعلو لا بحسن انسجامها
مقصرة عن عشر معشار واجب الثـ
ـناء وإن أدت مزيد اهتمامها
ونفثة مصدور تخفف بعض ما
تراكم في أحنائه من جمامها
وأزكى صلاه بالجلال تنزلت
من المنظر الأعلى وأزكى سلامها
على المصطفى والمرتضى ما ترنمت
على عذبات البان ورق حمامها
وقال يرثي الحسين عليه السلام من قصيدة:
براءة بر في براء المحرم
عن اللهو والسلوان من كل مسلم
فأي جنان بين جنبي موحد
بنار الأسى والحزن لم يتضرم
وأي فؤاد دينه حب أحمد
وقرباه لم يغضب ولم يتألم
على دينه فليبك من لم يكن بكى
لرزء الحسين السيد الفارس الكمي
توجه ذو الوجه الأغر مؤديا
لواجبه لم يلوه لحي لوم
فوازره سبعون من أهل بيته
وشيعته من كل طلق مقسم
فهاجت جماهير الضلال وأقبلت
بجيش لحرب ابن البتول عرمرم
وحين استوى في كربلاء مخيما
بتربتها أكرم به من مخيم
وسلبوها أعطاء الدنية عندما
رأوا منه سمت الخادر المتوسم
وهيهات أن يرضى ابن حيدرة الرضا
بخطه خسف أو بحال مذمم
أبت نفسه الشماء إلا كريهة
يموت بها موت العزيز المكرم
هو الموت مر المجتنى غير أنه
ألذ وأحلى من حياة التهضم
وقارع حتى لم يدع سيف باسل
برك الهيجاء غير مثلم
وصبحهم بالشوس من صيد قومه
نسور الفيافي من فرادي وتوأم
يبيعون في الجلى نفائس أنفس
لنصر الهدى لا نيل جاه ودرهم
أتاح له نيل الشهادة راقيا
معارج مجد صعبة المتسنم
هي الفتنة الصماء لم يلف بعدها
منار من الإيمان غير مهدم
فيا أسرة العصيان والزيغ من بني
أمية من يستخصم الله يخصم
هدمتم ذرى أركان بيت نبيكم
لتشييد بنت بالمظالم يظلم
ولم تمح حتى الآن آثار زوركم
وتصديقه ممن عن الحق قد عمي
ولا بدع أن حاربتم الله أنها
لشنشنة من بعض أخلاق أخزم
ونازعتم الجبار في جبروته
ولكنه من يرغم الله يرغم
نبي الورى بعد انتقالك كم جرى
ببيتك بيت المجد والمنصب السمي
دهتهم ولما تمض خمسون حجة
خطوب متى يلممن بالطفل يهرم
فكم كابد الكرار بعدك من قلى
وخلف إلى فتك الشقي ابن ملجم
وصبت على ريحانتيك مصائب
شهيد المواضي والشهيد المسمم
ضغائن ممن أعلن الدين مكرها
ولولا العوالي لم يوحد ويسلم
أضاعوا مواثيق الوصية فيهم
ولم يرقبوا إلا ولا شكر منعم
حبيبي رسول الله إنا عصابة
بمنصبك السامي نعز ونحتمي
لنا منك أعلى نسبة باتباعنا
لهديك في أقوى طريق وأقوم
ونسبة ميلاد فم الطعن دونها
على الرغم مغتص بصاب وعلقم
نعظم من عظمت ملء صدورنا
ونرفض رفض النعل من لم تعظم
لدى الحق خشن لا نداجي طوائفا
لديهم دليل الوحي غير مسلم
سراعا إلى التأويل وفق مرادهم
لرفع ظهور الحق بالمتوهم
هل الدين بالقرآن والسنة التي
بها جئت أم أحكامه بالتحكم
ولكن عن التمويه ينكشف الغطا
لدى الملك الديان يوم التندم
وقال من قصيدة في مدح أهل البيت النبوي عليهم السلام:
آل بيت الرسول أشرف آل
في الورى أنتم وأشرف ساده
أنتم للورى شموس واقما
إذا ما الضلال أرخى سواده
أنتم منبع العلوم بلا ريـ
ـب وللدين قد جعلتم عماده
أنتم نعمة الكريم علينا
إذ بكو قد هدى الآله عباده
لم يزل منكم رجال وأقطا
ب لمن أسلموا هداة وقاده
أنتم العروة الوثيقة والحبـ
ـل الذي نال ماسكوه السعاده
سفن للنجاة إن هاج طوفا
ن الملمات أو خشينا ازدياده
وبكم أمن أمة الخير إذ أنـ
ـتم نجوم الهداية الوقادة
أذهب الله عنكم الرجس أهل البـ
ـبيت في محكم الكتاب أفاده
وبتطهير ذاتكم شهد القر
آن حقا فيا لها من شهاده
معشر حبكم على الناس فرض
أوجب الله والرسول اعتماده
وبكم أيها الأئمة في يو
م التنادي على الكريم الوفاده
يوم تأتون واللواء عليكم
خافق ما أجملها من سياده
ضل من يرتجي شفاعة طـ
ـه بعد أن كان مؤذيا أولاده
آل بيت الرسول كم ذا حويتم
من فخار وسؤدد وزهاده
أنتم زينة الوجود ولا زلـ
ـتم الزمان نعم القلاده
فيكم يعذب المديح ويحلو
وبه يسرع القريض انقياده
كيف يحصي فخاركم رقم أقلا
م ولو كانت البحار مداه
أنتم أنتم حلول فؤادي
فاز والله من حللتم فؤاده
وأنا العبد والرقيق الذي لم
يكن العتق ذات يوم مراده
أرتجي الفضل منكم وجدير
بكم المن بالرجا وزيادة
فاستقيموا لحاجتي ففؤادي
مخلص حبه لكم ووداده
إن لي يا بني البتول إليكم
في انتسابي تسلسلا وولاده
خلفتني الذنوب عنكم فريدا
فارحموا عجز عبدكم وانفراده
وقال هذه الأبيات من كتاب نزهة الألباب في رياض الأنساب:
نسب يعير النيرين ضياؤه
ويفوق نشر شذاه نفح العنبر
نسب له تعنو وجوه ربيعة
وتجر ساجدة تبايع حمير
نسب تهش له قلوب أولي النهى
شغفا بعذب معينه المتفجر
نسب إمام المرسلين دعامه
وعموده نور البتول وحيدر
وقال في مدح سيد الكائنات عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليمات من قصيدة:
كيف الخلاص وما الوسيلة للنجا
ة سوى الحبيب المصطفى المختار
نور الإله نجيه في عرشه
غوث الخليفة غيثها المدرار
يا رافع الأعلام يا من جاهه
عند المهيمن شامخ المقدار
أدرك حماك مدينة الأجداد من
مرض سرى في الدار والديار
فتريم أضحت غير ما عادرتها
بتكاثر الأغرار والأغيار
وطريقة الأسلاف فيها أصبحت
مهجورة الإيراد والإصدار
وتكاد تعزب عن رباها دولة الـ
ـعلم الشريف بصولة الدينار
طمعت بمنصبها الضرائر إذ رأت
مات نابها والنور غير النار
وإلى اجتماع سراتها لصلاحها
لم يلف من داع ولا أمار
فاضرع لربك أن يعيد لها الذي
فقدت فتصبح مطمع الأنظار
وله من قصيدة سماها طهور الشراب من شمائل السادة آل شهاب:
ألا لا يعيب المجد والفضل إقلال
وكل لئيم لا يسوده المال
إذا امتحنت بيض الصفاح وجربت
فبالنصل لا بالغمد يتضح الحال
كما اجتمعت شتى المعالي لسادة
حسينية للفضل روح وتمثال
فروع شهاب الدين غوث الورى الذي
عليه من النور الإلهي سربال
فعالمهم بين المحابر عاكف
لعقد عويصات الوقائع حلال
منوط به تفسير ما كان غامضا
وتفصيله إن كان في الأمر إجمال
وعابدهم مستغرق في سلوكه
إذ ما توالت واردات وأحوال
وذو المال منهم للمكارم والندى
أخ ولا ثقال النوائب حمال
يواسي ذوي الحاجات غير مجاهر
وبالباب للأضياف حط وترحال
لديهم من الأجداد طه وحيدر
وفاطم والسبطين إرث وأنفال
تحلى به آباؤهم ثم عنهم
تلفاه أبناء كرام وأنجال
متى نزلوا في قرية أو مدينة
ففيها الندى والعلم والحلم نزال
وله من قصيدة أرسلها إلى العلامة الحبيب محسن بن علوي ابن سقاف العلوي الحسيني والمترجم إذ ذاك بجهة جاوه سنة 1290:
على سلمي وإن نأت الخيام
من المضني التحية والسلام
مهاة صانها الرحمن عما
به العشاق تعذل أو تلام
كلفت بها وبي كلفت فكل
بصاحبه معنى مستهام
كلانا مغرم ولنا حديث
غريب لا يترجمه الكلام
ثبت إلي شكواها فأشكو
إليها والدموع لها انسجام
تناشدني أترجع عن قريب
فقلت نعم وللدهر احتكام
ألا يا دارها من بطن واد
به نبت الخزامى والبشام
سقاك العرض الوسمي سحا
وحيا ذلك الشعب الغمام
ترى هل تجمع الأيام سملي
بها أو هل لفرقتنا التئام
إليها قبلتي ولها صلاتي
وحجي والتنسك والصيام
لها مهما تراءت في معاني
صفات الحسن بدء واختتام
بها اتسقت كما بأبي جديد
خليفة جده إتسق النظام
بنى في كاهل العلياء برجا
منيعا لا ينال ولا يرام
قواعد على التقوى أقيمت
وحسبك ما على التقوى يقام
إلى السمحا دعا حتى استجابت
لدعوته إلى الله الأنام
أتاه الطالبون من النواحي
على أعتابه لهم ازدحام
فأرشد للهدى من ليس يدري
لعمرك ما الحلال وما الحرام
به ابتهجت مدائن حضرموت
تريم الخير والصفرا شبام
إمام من بني الزهراء ما إن
له إلا بخالقه اهتمام
يناجي ربه بحضور قلب
وذل حين يعتكر الظلام
ويفنى بالحبيب عن البرايا
إذا أخذوا مضاجعهم وناموا
وله من قصيدة يرثي بها السيد الجليل علي بن حسن بن حسين الحداد في 15 ذي الحجة سنة 1309.
قل للمكارم فلتشق جيوبها
ولتل العلياء ثوب حداد
مقري الضيوف كأنهم شركاؤه
في طارف من ماله وتلاد
كنا به في جنة ووقاية
من طاميات الزيغ والإلحاد
حتى دعاه إلى الكرامة واللقا
من ربه الرحمن خير منادي
ولنا بعبد القادر الشهم الذي
خلف الفقيد نكاية الأضداد
سمة وشنشنة وارث عنهم
والشبل يعرف مسرح الآساد
وبرهطه أعني بني الحداد سا
دات العباد شموس ذاك الوادي
الوارثين عن الرسول علومه
وعن الخليفة سيد الزهاد
وعن الشهيد بكربلاء ونجله الـ
ـأواه ذي الثفنات والسجاد
يروون ما لم يرو غيرهم من السـ
ـر المصون بصحة الإسناد
دمثوا الشمائل طيب نشر حديثهم
يسري النسيم به ويحدو الحادي
لا بيت أسبق للمكارم والندى
من بيتهم في حاضر أو بادي
يهتز طفلهم اشتياقا للعلا
والمجد طبعا ساعة الميلاد
وله من قصيدة أرسلها إلى السيد الكامل الحبيب علي بن محمد بن حسين الحبشي سنة 1293.
للدمع فوق خدودي أي تخديد
مذ بدد الدهر شملي أي تبدبد
وهذه سنة الدهر الخؤون بمن
إلى ذرى الفضل يغدو خابط البيد
يا أيها الموت هلا زرت منصرا
فما البقاء على ضيم وتنكيد
من فرقة حابوا مولاهم وبغوا
في أرضنا بغي فرعون ونمرود
عاثت بنو اللؤم في أبناء فاطمة
أهل الفضائل والغر المحاميد
يا عين جودي بهتان الدموع دما
لما جرى في ذراري المصطفى جودي
وطردوهم على رغم الأنوف من
الغناء ظلما وبغيا أي تطريد
لم يرقبوا فيهم إلا ولا ذمما
كأنهم لم يكونوا أهل توحيد
يا سيد الرسل عطفة أننا فئة
من أهل بيتك بيت المجد والجود
بك التوسل أن صاف الخناق إلى
مجيب مضطر ومجهود
وبالإمام أمير المؤمنين وبالز
هراء فاطم ست النسوة الخود
وبالحسين وزين العابدين وبالـ
ـمهاجر القطب مرسيها على الجودي
وله من قصيد يرثي بها أم أولاده الشريفة سيدة بنت علي بن عبد الله بن شهاب الدين وجاءه الخبر بوفاتها وهو بمصر سنة 1303.
أسى وافي بحادثة البريد
وحزن دائم وجوى يزيد
على أني ربيط الجأش ثبت
وإن حشدت من الدهر الجنود
ولكن الليالي فاجأتني
بموجعة يذوب لها الحديد
فيا لله من قمر بقبر
تعظمه لساكنه اللحود
وكم يا ليت شعري من عفاف
تضمن ذلك الجدث الجديد
وطيب شمائل وجميل ذكر
عليه خرائد الغنا شهود
وعرض طاهر وخلال حمد
لها الميزان والشعري عقود
غراز هاشميات وخلق
جميل زانه الخلق الحميد
يرشحه لها نسب منيف
لمحتده ذري العليا سجود
نمته عروق مجد أخلصته
العمومة والخؤلة والجدود
وكل فعالها أعمال بر
وكل خصالها كرم وجود
وله من أبيات:
أما لبدور التم نور ولألإ
بلى ولها البيض الكواعب أكفاء
فتقضي لها لعينان جورا بما اشتهت
فحجتها بالأعين السود بيضاء
مباسمها وضاحة وثغورها
ممسكة أما الشفاء فلعساء
وفي الريق لكن للسعيد الذي له
من الوصل حظ سلسبيل وصبهاء
وله:
قضية أشبه بالمزرئة
هذا البخاري إمام الفئة
بالصادق الصديق ما احتج فيه
صحيحه واحتج بالمرجئة
ومثل عمران ابن حطان أو
مروان وابن المرأة المخطئة
مشكلة ذات عوار إلى
حيرة أرباب النهى ملجئه
وحق بيت يممته الورى
مغذة في السير أو مبطشه
إن الإمام الصادق المجتبى
بفضله الآي أتت منبئه
أجل من في عصره رتبة
لم يقترف في عمره سيئة
قلامة من ظفر إبهامه
تعدل من مثل البخاري منه
وله من أبيات:
أسير للحوادث بين قوم
شعارهم تراجيع الغناء
يرون المجد في الإنسان عارا
وإن الفضل تطريز القباء
إلى الرحمن شكو سوء حظي
وحبسي في غمار الأغبياء
وقال يمدح السلطان مير عثمان علي خان سلطان حيدرأباد الدكن ويهنئه بإعطاء ألقاب لابنيه وأخويه سنة 1336 من قصيدة:
من كل غانية تخال جبينها
بدرا تألق نوره أو كوكبا
#يؤمين بالتسليم رافعة إلى الجبهات بلور البنان مخضبا
مات ذاك إلا أن ذا التاج الذي
ما فوقه غير الخلافة منصبا
عثمان أعطى ابنيه والإخوين ألـ
ـقابا لمن تقلدها الحبى
#طابت أرومتهم وهل يلد الكريم الطيب الأعراق إلا طيبا
انظر تجدهم أكرم الأملاك ثم إنـ
ـظر تجد عثمان أمضاهم شبا
غيث سواجمه نفائس ما اقتنى
ليث براثنه الأسنة والظبا
بسط الأمان فتحت ظل لوائه
لا خائفا تلقى ولا مترقبا
وقضى ببر بني الزكية فاطم
عملا بما المولى تبارك أوجبا
قلدت أشبال الشرى ومنحتهم
علم الإمارة والطراز المذهبا
هم زندك الأقوى وحد حسامك الـ
ـماضي المذلل في الوغى ما استصعبا
سيما ولي العهد من بمطارف الـ
ـآداب والعلم اكتسى وتجلببا
سيشد أزرك خاطبا أو ضاربا
ويكون ردءك مصعدا ومصوبا
وإليك من سحر البيان فريدة
أحرى بغير التبر أن لا تكتبا
وقال في مدينة سنغافورا ذاكر محاسنها وما لعربها من المفاخر والخصال الحميدة من قصيدة:
بروحي من بحاجبها أشارت
مسلمة ولم تخش الرقيبا
مدينة سنقفورا حيت تبدو
معالمها ترى السوح الرحيبا
فحياها الحيا الوسمي حتى
يغادر سفحها أبدا خصيبا
قصور لا يلم بها قصور
ودور بالبدور نفحن طيبا
ولم تسمع إذا ما طفت إلا
حماما ساجعا أو عندليبا
وبالعرب الكرام الساكنيها
من المجد اكتست بردا قشيبا
إذا عاينتهم لم تلق إلا
شقيقا للمعالي أو ربيبا
قصارى همه أخذ بأيدي
كرام النفس أو يؤوي غريبا
ينزه نفسه الغراء عن أن
يجر لها وحاشاه العيوبا
بني الزهراء والكرار أعني
أبا الحسنين والأسد الغضوبا
ملوك في النهار وفي الدجا عن
مضاحعهم يجافون الجنوبا
وجوه بالمكارم مسفرات
سمت عن أن ترى فيها شحوبا
طباعهم دعتهم للمعالي
فسل من علم الليث الوثوبا
إذا عض الزمان لهم نزيلا
من الهر استقادوا أو يتوبا
وعاذلة على الإطراء فيهم
سخرت بها وقلت كسبت حوبا
فلم أك أن نظمت الدر بدعا
ولست إذا مدحتهم كذوبا
ذريني من سلاف الحمد أهدي
لأسماع الورى كوبا فكوبا
وأنظم من مناقبهم ثناء
يعطر نشره الأرجاء طيبا
فلي ولهم ولي معهم إخاء
وكأس هوى شربناها ضريبا
كما أن النبي الطهر ذخري
ليوم يجعل الولدان شيبا
وقال مقرظا ومؤرخا طبع كتاب الاستيعاب لحافظ المغرب أبي عمر بن عبد البر:
زحزح البدر نقابه
وبكت عين السحابه
وغد البلبل يشدو
فوق أفنان الخطابه
ودعا داعي المسرا
ت فأسرعنا الإجابه
لا إلى الدنيا ولا للـ
ـغيد شوقا وصبابه
#بل لنشر العلم تزويه ونستصفي لبابه
لم نقل في أخذنا الـ
ـعلم ثمينا لإخلابه
كتب العلم سمير
لامرئ رام اكتسابه
#ولقد أبدى ابن عبد البر في المعنى عجابه
ألف استيعابه واتـ
ـخذ الحق ركابه
وبمارد من التأ
ويل لم يشحن كتابه
يا له سفر تسامى
أن يسامى أو يشابه
(أسد الغابة) منه
مستمدو (الإصابة)
وبه فاحت أزا
هير (الرياض المستطابة)
أجزل الله لباني
صرحه العالي ثوابه
ولمن ذلل بالجد
من الطبع صعابه
وببيت كامل أر
خته فاضبط حسابه
رق الاستيعاب طبعا
واصفا مجد الصحابة
(1324)
وقال:
كشفت بقال الله قال رسوله
ضلال ابن هند والذي فيه من غاب
وأثبت ما نيطت به من بوائق
وبغي بما لم يبق ريبا لمرتاب
قسرت قلوب المتقين ورحبت
فحول ذوي التحقيق أجمل ترحاب
وأنكر أقوام يخالون أنهم
رجال وإن العلم لعبة لعاب
ومن هم وما هم لو عجمت قناتهم
سوى كل سباب سفيه وصخاب
سأضرب عنهم لا لعجز وإنما
أرى الكف عن صيد الثعالب أولى بي
ألم تر أن الليث يحمي عرينه
ويفرق من أنيابه كل ذي ناب
ويعرض إن نقت ضفادع غابة
ولو ملأت أصواتها أفق الغاب
وقال في رأس الفتنة ومفرق كلمة المسلمين في البلاد الجاوية أحمد محمد سوركتي السناري:
قل لابن سنار بؤتا
بالإثم فيما اقترفتا
ركبت صعبا ووعر التـ
ـيه المخوف اقتحمتا
#أأنت بالنكر أفتيت أم قرينك أفتى
أم صبوة ابن أبي
تعروك وقتا ووقتا
كم آية وحديث
مكذب ما زعمتا
وكم دليل ونص
لو شئت ألفا وجدتا
أقفلن عنها قلوب
كمثل قلبك موتى
والعقل ينهاك عما
تهذي به لو عقلتا
وحدت ضدين جهلا
والمستحيل أجزتا
أتجعل الزفت مسكا
أم تجعل المسك زفتا
إن كنت تعلم شيئا
فعالم السوء أنتا
يا بائع الدين بخسا
وآكل المال سحتا
أفسدت قوما كراما
من أمنع العرب بيتا
والكل كان تقيا
وفي العقيدة ثبتا
كانوا جميعا فصاروا
بسوء فعلك شتى
لو أدركوا منتهى ما
تجنى لفتوك فتا
فتب وإلا تمتع
وازدد من الله مقتا
واستبدل الحال واجعل
يوم العروبة سبتا
لا يبعد الله إلا
إياك حيا وميتا
وقال يمدح السلطان أحمد فضل حاكم لحج من قصيدة:
فلي في البحر سفن منشئات
ولي في البر راحلة وزاد
إلى خير الملوك أبا وأما
وأكرمهم إذا انتسبوا وجادوا
له بيت عريق في المعالي
من العرب الأولى شرفوا وسادوا
ملوك أردفت لملوك عز
إليهم كل آبدة تقاد
لهم في المجد برج لا يسامى
بنته البيض والسمر الصعاد
أولاك الصيد أجداد كرام
لمن دانت لهيبته البلاد
لأحمد خير من ركب المطايا
ومن حملته للحرب الجياد
ولفاف الكتائب والسرايا
وفارسها إذا احتدم الجلاد
يقود الخيل عادية عليها
غطارفة تصيد ولا تصاد
عبادلة إلى الجلا سراع
على صهواتها لهم اعتياد
إذا ما صبحت قوما فيتم
لصبيتهم وللغيد الحداد
تبوأ في ذرى"لحج" فأمست
به حرما يحج له العباد
وأضحت معقلا في الثغر تعنو
له الهضب المنيعة والوهاد
يمون القاطنين بما أحبوا
ويجبوا الوافدين بما أرادوا
يهيل التبر بينهم جزافا
كأن التبر ليس له نفاد
ويمنحهم سمان الكوم يمشي
فيزلق عن غواربها القراد
يسوس الملك مقتدرا برأي
وتدبير نتائجه السداد
ومجد يملأ الفلوات ضخم
تميل له الرواسي أو تكاد
إذا قست الملوك به فهذا
عباب والملوك هم الثماد
صاحبة منظر وجلال ملك
وأخلاق حسان واعتقاد
إليها همة قعساء ما أن
عن الخطر العظيم لها ارتداد
يمد بها إلى الجوزاء كفا
فتدنو دونها السبع الشداد
وأفعم ملكه عدلا وأمنا
فما من قائل ظهر الفساد
ولا لحق القوي هناك حيف
ولا رهق الضعيف به اضطهاد
وأعلى للعلوم منار هدي
به للدين والدنيا استناد
شديد أزره ببني أبيه
بناة المجد كم برج أشادوا
فمن عبد المجيد شديد ركن
ومن عبد الكريم له عماد
ونيطت بالعليين المعالي
فجلت أن يحيط بها عداد
بدون نظر